طباعة هذه الصفحة

لتفادي موجة ارتفاع الأسعار

شراء المستلزمات المدرسية قبل موعد الدخول الدراسي

سارة بوسنة

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي والاجتماعي، انطلقت العائلات الجزائرية في التحضير لهذا الموعد بشراء لوازمه من مآزر ومحافظ وأدوات مدرسية، فبعد الأعباء التي تكبّدتها ميزانيتها في شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، وجدت الأسر الجزائرية نفسها أمام مصاريف وأعباء أخرى ولدت ضغطا على العديد من الأولياء نتيجة الارتفاع المحسوس لأسعار السلع المدرسية. 

فضلت العديد من الأسر الجزائرية هذه السنة الشروع في عملية التحضيرات للدخول المدرسي مبكرا، نتيجة تخوف الأولياء من الارتفاع المفاجئ للأسعار الذي أصبح ميزة هذه المناسبات، حيث أكّدت لنا السيدة آمال بأنها قد فضلت شراء لوازم الدخول المدرسي لهذا العام في وقت مبكر خشية من ارتفاع أسعارها قائلة «هذا العام ليس كالأعوام الماضية، ففي ظلّ الغلاء الذي طال كل المواد وحتى الأدوات المدرسية، ما علينا سوى تكييف ميزانيتنا حسب ذلك، فبالنسبة لي ليس لدي الخيار، إذ لدي ثلاثة أبناء  وعلي كسوتهم وشراء الأدوات المدرسية لهم وطلبت منهم الاختيار مابين شراء ملابس العيد أو لباس الدخول المدرسي، فالأدوات المدرسية وحدها عادة ما تكلّفني الكثير، لأن أسعارها باتت تعرف ارتفاعا وتضاربا في كل سنة».
في جولة استطلاعية قادت «الشعب» إلى بعض الأسواق ومحلات بيع الأدوات المدرسية لاحظنا الإقبال المبكر للأولياء عليها بغية شراء ما يلزم لأبنائهم لاستقبال العام الدراسي الجديد، حيث تعدّ المآزر والمحافظ المدرسية من أكثر المستلزمات طلبا من طرف الزبائن على الرغم من ارتفاع أسعارها، إضافة إلى الأدوات المدرسية من كتب وكراريس وأقلام وغيرها مما يحتاجه التلاميذ، التقينا بعمار/م وهو بصدد شراء مئزر لابنته قال لنا بأنه قد قام بشراء المحفظة بـ 1800 دج والآن هو بصدد اختيار مئزر يكون جيّدا ونوعيتة رفيعة، مشيرا بأن الأسعار هذا العام عرفت ارتفاعا محسوسا، وأن مصاريف العيد ورمضان قد أثقلت ميزانيته والدخول المدرسي قد أتى على كل ما تبقى منها، كما اشتكت السيدة «دوادي راضية» من الأسعار الجنونية للمحافظ والمآزر حيث وصل سعر الواحدة منها إلى 2500 دج فما فوق حسب علامة وجودة المحفظة و1000 إلى 1300 للمآزر، في حين يقول مواطن آخر أنه ورغم الأسعار المرتفعة، إلا أن جودة السلع لا ترقى إلى المستوى الذي يفترض أن تكون عليه، فبهذه الأسعار لا يمكن لمن لديه عدد من المتمدرسين تلبية حاجياتهم خاصة لأصحاب الدخل الضعيف.  
من جانب آخر، أوضح أحد التجار يمتلك محلا لبيع الأدوات والسلع المدرسية بحسين داي، بأن ارتفاع أسعار المآزر والمحافظ المدرسية في بعض المحلات راجع إلى الجودة التي تتميز بها، مؤكدا  بأن السلع المعروضة بمحله هي سلع ذات جودة عالية، مشيرا إلى أن المحافظ والمآزر التي تباع بأسعار منخفضة ما هي إلا تقليد للسلعة الأصلية ولا يمكن المقارنة بين السلعتين، وأن هناك من يبيع المحافظ بأثمان رخيصة لكن في المقابل، تكون سلعه بدون جودة ما يتسبب في تمزق المحفظة من أول استخدام لها من طرف المتمدرس.
وتعدّ الأسواق الشعبية  القبلة الأولى التي تقصدها العائلات لاقتناء مستلزمات الدخول المدرسي نظرا لما تعرضه من أسعار مقبولة وتنافسية، حيث يفضّل العديد من الأولياء التوجه مباشرة لمثل هذه الأسواق للظفر بسلع مقبولة الثمن بغض النظر عن جودتها ومصدر تصنيعها.
اتجهنا إلى السوق الشعبي بكل من باش جراح وبومعطي الحراش اللذان يستقطبان أعدادا كبيرة من الزبائن بسبب انخفاض أسعارهما مقارنة بتلك المعروضة بالمحلات ومكتبات بيع الأدوات المدرسية، حيث أكدت لنا إحدى المواطنات بأنها تلجأ كل سنة إلى سوق بومعطي بالحراش والذي يعرض سلعا بأسعار معقولة حيث يقدر سعر المئزر الواحد بـ 500 دج وقد يصل في بعض الأحيان إلى 400 دج و100 إلى 800 دج بالنسبة المحفظة، لتضيف أنه ورغم قلة جودة السلع المعروضة، إلا أنها قامت بشراء ما تحتاجه لكنها لم تجد البديل في ظلّ الارتفاع الجنوني للأدوات المدرسية في أماكن أخرى، لتستطرد قائلة أنها وجدت نفس السلع تقريبا بإحدى المكتبات والمحلات  التي قصدتها والمتواجدة بحسين داي، لتصطدم بالأسعار الجنونية حيث وجدتها ضعف الأسعار التي وجدتها بسوق بومعطي.