جنّب المخطط الاستعجالي الذي شرعت فيه مصالح ديوان التطهير ومصالح البلدية بالتنسيق مع مختلف البلديات التابعة لولاية برج بوعريريج، منذ شهر أوت المنصرم، من تفادي الولاية تكرار سيناريوهات ارتفاع منسوب المياه المسجّل خلال السنوات الماضية، لاسيما على مستوى النقاط السوداء والأحياء المتاخمة لضفاف الأودية في المدخل الشرقي والغربي لولاية برج بوعريريج، بعد تهاطل كميات معتبرة من الأمطار خلال الأيام الماضية.
وكانت مصالح ديوان التطهير بالتنسيق مع المصالح المختصّة، على غرار الحماية المدنية ومصالح البلديات التابعة للدوائر الـعشر لولاية برج بوعريريج، قد انطلقت منذ بداية شهر أوت المنصرم، في حملة تنظيف واسعة مسّت مختلف الأحياء والشوارع الرئيسة، على غرار الوديان الخاملة والنقاط السوداء المنتشرة على مداخل المدينة ومخارجها، لاسيما الأحياء الواقعة بالمحاذاة من وادي “عريريج” وسط المدينة، ووادي “بومرقد”.
ومكّنت العملية من رفع الـمئات من الأطنان من النفايات العالقة من الأتربة والمخلفات المنزلية ومادة الكرتون، جرفتها السيول إلى البالوعات الرئيسة ومصبّات الوديان، التي تعدّ السبب الرئيسي في إعاقة عمل البالوعات على مستوى الشوارع والأحياء الرئيسة، ما يتسبب في برك مائية أثناء تهاطل الأمطار بكميات معتبرة.
وكشف مدير ديوان التطهير ببرج بوعريريج، عن مخطط استباقي، لايزال متواصلا بادرت إليه السلطات المحلية الولائية، منذ أكثر من شهر، مسّ العديد من الأحياء والشوارع، شمل تنظيف البالوعات والمجاري الرئيسة المخصّصة لتصريف مياه الأمطار، لاسيما تلك المناطق المصنّفة في الخانة السوداء، نتيجة للتراكمات الناجمة عن النفايات المنزلية، والرمي العشوائي والمتكرر لقارورات البلاستيك ومادة الكارتون خارج الحاويات والأماكن المخصّصة للرمي، لما تمثله من عائق حقيقي لعمل البالوعات والأقبية الرئيسية، خاصة على مستوى الأحياء التي تشهد نشاطا تجاريا، على غرار سوق الجملة للخضر والفواكه المتواجد بمدخل المدينة الجنوبي والشرقي.
وأشار في السياق، إلى أهمية المبادرة الاستباقية التي أطلقتها مصالح الولاية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، المتمثلة في حماية المدينة من الفيضانات، حيث أكّد أنّ مصالحه سجّلت أكثر من 08 تدخلات مسّت كلّ من حي 500 مسكن، وملعب 20 أوت 55، ومحور الدوران بحي بومرقد، وعدد من الأحياء الأخرى، وتنظيف مجرى “واد لاغراف” وسط مدينة برج بوعريريج، مكّنت من إزالة أكثر من 2 طن من مخلفات التساقط والنفايات المنزلية والأتربة الهامدة العالقة، يتم رفعها يوميا، تضاف إليها حصيلة التدخلات اليومية التي يتم الابلاغ عنها من طرف مصالح الحماية أين وضعت مصالح الديوان خلية يقظة خاصة مجهزة بمختلف المعدّات المادية والإمكانات البشرية ساهمت في إعطاء نتائج جدّ معتبرة خاصة خلال التدخلات الأخيرة المسجلة أثناء تساقط الأمطار.
وبالمقابل، كشف المكلّف بتسيير بلدية سيدي مبارك الواقعة بشرق ولاية برج بوعريريج، عن انتهاء مصالحه، من حملات تطهير وتهيئة موسّعة مسّت جلّ البالوعات والأقبية المنتشرة على مستوى الشوارع الرئيسة بالمنطقة، إلى جانب الانتهاء من مشروع تهيئة وادي قرية واد الشعير من خلال إنجاز الجدار الحامي، بالإضافة إلى إعادة تهيئة وتنظيف عدد من الوديان على غرار وادي عين سلامة بمبلغ تجاوز 100 مليون سنتيم، من خلال إعادة ترميم الجداريات الحامية، وإزالة التراكمات المترسّبة من أتربة ونفايات، وذلك في إطار حماية المنطقة من خطر الفيضانات. وعرفت بلدية بليمور الواقعة، جنوب شرق ولاية برج بوعريريج، في وقت سابق، أشغال تهيئة الوادي العابر للمدينة، بمبلغ 9 مليار سنتيم في شطرها الأول، بهدف حماية المدينة من مخاطر الفيضانات، بعد تأخر استمر لسنوات، ليعاد بعثه خلال العام المنصرم، مع تشديد من طرف مسؤول الجهاز التنفيذي على استلامه في آجاله المحدّدة، لأهمية المشروع بالنظر لموقعه وسط التجمعات السكانية والعمارات، وتزايد مخاطر الفيضانات، خاصة أثناء فترات التساقط الغزير للأمطار، أين يعرف الوادي ارتفاعا في منسوب المياه، ما يؤدّي إلى تدفقها نحو المساحات المجاورة القريبة من العمارات والسكنات.