استطاع الفنّان أحمد حسان أن يكسب قلوب جمهور ولاية الجلفة من خلال سكاتشاته التي تحمل رسائل اجتماعية هادفة بلمسة فكاهية، في هذا الحوار، يتحدّث أحمد حسان لـ«الشعب” عن بداياته في مجال صناعة المحتوى الكوميدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والجوائز التي حصل عليها وكذلك طموحاته المستقبلية.
- الشعب: كيف كانت بداياتك في صناعة المحتوى الكوميدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
أحمد حسان: بداياتي كانت خلال جائحة كورونا التي مرت بها البلاد، بقصد التوعية، حيث قمت بإنشاء سكاتشات توعوية عبر “فيسبوك” حول الوقاية والتباعد الاجتماعي، وكذلك السلوكيات خلال شهر رمضان في ظلّ الأزمة الصحية، ولقيت تفاعلا كبيرا، وعندما رأيت الصدى الإيجابي، أدركت أنّ هناك جمهورا متعطّشا لهذا النوع من المحتوى.
- ما الّذي دفعك للدخول إلى عالم الكوميديا الرقمية؟
أنا ممثل مسرحي منذ أيام المسرح المدرسي في أواخر الثمانينيات، بعدها كوّنت مع زملائي في الثانوية فرقة مسرحية أطلقنا عليها اسم “شعاع” برئاسة الأستاذ علي بعيطيش. بعض أعضائها ما زالوا في المجال الفني مثل المخرج أحمد العقون والمكون جقاط عيسى، في حين اعتزل البعض الآخر.. حصلت على جائزة أحسن ممثل في تونس بالملتقى الدولي لمسرح الشارع، قدّمت خلالها “مشهدية” بعنوان “مساجين الأوهام”، تحكي قصة “الحجرة المباصية” بالجلفة، من إخراج عبد الله قمان، كما حصلت على جائزة “تونس الخاصة” من مهرجان قرطاج للمونودرام في عرض “من أجلك” الذي يتناول موضوع غزّة، بالإضافة إلى تتويجي كأفضل ممثل عربي في الأردن في مهرجان مسرح الطفل العربي عام 2019 مع جمعية الإشراق بالجلفة.
شاركت في حملات توعية بالتعاون مع الحماية المدنية والدرك الوطني حول تسرّب الغاز في أماكن عامة مثل الشارف، عين الإبل، وحاسي بحبح، حيث قدّمنا سكاتشات فكاهية حول خطورة استخدام أجهزة التدفئة غير الصالحة. كما قدّمنا عروضا تناولت موضوع الهجرة غير الشرعية “الحرڨة”، محذّرين الشباب من مخاطرها، حيث أوضحنا للطالب الجامعي أنّ بلاده توفر له التعليم المجاني والطعام المجّاني وفوق ذلك منحة، بينما في الغرب، كلّ شيء يتطلّب المال.
بالإضافة إلى ذلك قدّمنا خلال ليالي رمضان عروضا مسرحية في دور الثقافة والمسارح الجهوية، مع فرقتي المكوّنة من خمسة فنّانين، وهم: عبد الله قمان، أحمد عبد السلام، خالد بن تومي، بسعود لخضر، وأنا.. وعروضا تناولت سلوكيات الأعراس بطريقة فكاهية، وقدّمنا مؤخرا عرضا في مسرح الأغواط، وكذلك سكاتشات فكاهية في الأعراس.
- على أيّ أساس تختار النصائح ولماذا تدمجها مع الكوميديا؟
النصائح تأتي من مراقبتي لسلوكات بعض الناس والظواهر الاجتماعية اليومية التي ألاحظها.. أركّز على معالجة السلوكيات السلبية بطريقة فكاهية لضمان وصول الرسالة بشكل فعّال، وأحيانا أتلقى أفكارا من الجمهور وأعمل على تقديمها عبر السكاتشات، أما عن سبب تقديمها بطريقة كوميدية، فذلك لأنّ الكوميديا تجعل الرسائل تصل بشكل سلس وسريع. النصائح الجادة أحيانا لا تلقى استجابة كبيرة، لكن عندما تقدّم في إطار فكاهي، تترسّخ الصورة في ذهن المشاهد، مثلما يعرف كثيرون التاريخ من خلال الأفلام، فإنّ الرسالة التي تنقل عبر الصورة تكون أكثر تأثيرا.
- كيف كانت ردود فعل المتابعين حول المحتوى الذي تقدّمه؟
كانت ردود فعل إيجابية جدّا. كما أنّ المتابعين يشكرونني على تقديم نصائح ذات قيمة، ويشاركونني أفكارا جديدة تثري المحتوى، وهذا التفاعل يحفّزني لمواصلة تقديم النصائح التي تمسّ حياتهم.
- وهل واجهتك صعوبات كفنّان؟
بالعكس، أنا سعيد بالإصلاحات التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون التي أعادت الاعتبار للفنّان الجزائري، أشكره بالمناسبة على هذه الالتفاتة الهامة، حيث أنّه في ظلّ قانون الفنّان الجديد، أصبحت لنا حقوق، حيث هناك اتفاقية إطار بين وزارة الثقافة والفنون والتعاضدية المستقلة لموظفي الجزائر، أين تقوم التعاضدية بتعويض الفنّانين وتقنيي الأعمال الفنية وإدارييها الذين يمارسون نشاطهم بشكل متقطع، في حالة توقفهم عن ممارسة النشاط الفنّي، بمنحهم الأجر الوطني الأدنى المضمون كتعويض لمدّة تصل إلى أربعة أشهر في السنة، إضافة إلى ذلك، تم إنشاء مركز خدمات طبية واجتماعية خاص بالفنانين في بلدية عين بنيان، وهو إنجاز كبير على الصعيدين القاري والعربي.
- ما هي مشاريعك الجديدة في مجال المحتوى الرقمي؟
أعمل حاليا على سلسلة جديدة بعنوان “نوستالجيا” أو “الحنين إلى الماضي” مكوّنة من 22 حلقة تعالج مواضيع اجتماعية مختلفة. كما أطمح لتوسيع مشاريعي لتعرض على قنوات تلفزيونية.
- كلمة أخيرة لجمهورك؟
أشكر جريدة “الشعب” على هذه الفرصة للتحدّث مع الجمهور، وآمل أن أواصل تقديم ما يفيد المجتمع بطريقة فكاهية هادفة.