طباعة هذه الصفحة

دخول فصل الشتاء ينذر بمزيد من المآسي

أمواج البحر العاتية تبتلع خيام النازحين

أغرقت أمواج البحر المرتفعة فجأة خيام النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى شاطئ بحر مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أن ضاقت بهم السبل في ظل الحرب المتواصلة، وعلى طول الشاطئ، اصطفت الخيام البدائية التي لم تصمد أمام الأمواج العاتية، حيث جرفتها المياه وأغرقت الأمتعة والطعام المدخر.
ومن مدينة دير البلح وسط حتى جنوب القطاع مدينة خان يونس وأطراف مدينة رفح، تنتشر آلاف الخيام المهترئة المصنوعة من القماش والبلاستيك بشكل غير منظم، حيث تؤوي نازحين أُجبروا على مغادرة منازلهم قسراً بفعل أوامر الإخلاء الصهيونية، في ظل حرب متواصلة منذ نحو سنة كاملة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلاطم الأمواج وهي تضرب الخيام القريبة من الشاطئ، مما دفع النازحين إلى الخروج منها والتوجه إلى مناطق أكثر بُعدا، ولم يتمكن النازحون من سحب أمتعتهم البسيطة، إذ أغرقت الأمواج بعضها، مما شكل معاناة جديدة لهم.
وتروي نازحة فلسطينية لجأت إلى شاطئ بحر خان يونس بعد نزوحها من مدينة غزة، معاناتها مع المياه التي غمرت خيمتها بسبب الأمواج العالية وتقول: “غرقت الخيم بالمياه، ولا ندري ماذا نفعل، الوضع مأساوي للغاية”، وتضيف: “لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، نطالب الدول العربية بالتحرك لوضع حد للظلم الذي نعيشه”.
وعلى مقربة منها، جلست مسنة فلسطينية على عتبة خيمتها التي جرفتها مياه البحر، وقد غمر الحزن ملامح وجهها قائلة وهي تلوح بيدها نحو الخيمة الغارقة بالمياه: “طوال الليل كانت المياه تدخل علينا ولا ندري ماذا نفعل”.

شتـــاء قـــادم

وفي مكان بجانبها، كان مسن يحاول سحب بعض من ممتلكاته لينجو بها إلى بر الأمان بعد أن أغرقت مياه البحر خيمته قائلا: “عندما كنا نائمين، أغرقت الأمواج خيمتنا وسحبت الطعام والفراش”. وتمنى أن تنتهي الحرب ليعود إلى منزله في مدينة غزة.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تتعالى أمواج البحر وتنخفض درجات الحرارة في ظل غياب وسائل التدفئة واستمرار الحرب، مما يشكل هاجساً جديداً ومعاناة إضافية للنازحين.
والسبت، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء، وأطلق المكتب الحكومي، في بيان، نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين مع دخول فصل الشتاء، وقال إن “74 بالمائة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية”.
وأفادت تلك الفرق - بحسب المكتب الحكومي – بـ«وجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها”، واستكمل البيان قائلا، إن تلك الخيام “مصنوعة من الخشب والبلاستيك والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، بعد نحو 12 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية”، ليحذر من “كارثة إنسانية حقيقية مع دخول فصل الشتاء ما ينذر بأن يصبح 2 مليون إنسان بلا مأوى”.
ومنذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر جيش الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.
ويضطر 2 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة (إجمالي السكان)، خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.