طباعة هذه الصفحة

مشاريع استراتيجية ستغيّر وجه الجزائر..الخبير عبد القادر سليماني لـ “الشعب”:

السّيادة الاقتصادية والتّنمية المستدامة..هذا هو الرّهان

خالدة بن تركي

شركاء أوفياء من بلدان شقيقة وصديقة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذّاتي

 أكّد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني أنّ الجزائر أمام تحديات ورهانات اقتصادية كبيرة، بعد انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، على أن تكون العهدة اقتصادية بامتياز، مثلما أعلن عنه الرئيس خلال حملته الانتخابية، خاصة مع إطلاق العديد من المشاريع الكبرى التي تطمح إلى السيادة الاقتصادية الكاملة، وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

 قال سليماني في اتصال مع “الشعب”، إنّ الجزائر حاليا أمام تحديات السيادة الاقتصادية، ويتعلق الأمر بترسيخ الأمن الغذائي عن طريق فلاحة وزراعة قوية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي خاصة في القمح الصلب، والأمر نفسه في شعب الحليب واللحوم الحمراء، فقد حقّقت الجزائر العديد من الشراكات الاستراتيجية مشاريع مع الأشقاء القطريين في ولاية أدرار من مشروع “بلدنا “الذي يساهم في تحقيق 1.7 مليار لتر من الحليب، الوصول إلى إنتاج الأعلاف ولحوم الأبقار الحليب المجفف وحليب الأطفال وغيرها.
من بين الشراكات الاستراتيجية التي تعوّل عليها الجزائر مستقبلا، الشراكة مع الايطاليين في تيميمون، وهي المتعلقة باستصلاح الأراضي وإنتاج الحبوب والبقوليات، وكذا الصناعات الغذائية التي يطمح من خلالها الوصول إلى 500 هكتار من الأراضي الزراعية في الصحراء، للرفع من القدرات الوطنية في مجال إنتاج الحبوب قصد تحقيق الأمن الغذائي.
وأكّد الخبير الاقتصادي أنّ هذا المشروع يعتبر من أهم تحديات المرحلة القادمة، وسيتم استكماله في غضون الثلاثة سنوات المقبلة بالشراكة مع مؤسسات دولية من بينها شركات إيطالية وقطرية، موضحا أن المخطط الوطني لتنمية الزراعات الاستراتيجية الذي أعلنت عنه السلطات لا يعني الرفع من قدرات إنتاج الحبوب فحسب، بل يشمل شعبا فلاحية أخرى كزراعة البقول الجافة والنباتات الزيتية وغيرها.
ويذكر سليماني أنّ ضمان مصادر كافية وآمنة من الموارد الطاقوية يعتبر من الأهداف الاستراتيجية ومن أولويات الأمن القومي، فرؤية رئيس الجمهورية تتمثل في بلوغ 100 مليار متر مكعب سنويا من صادرات الجزائر من الغاز، مشيرا إلى مشاريع الدولة على غرار تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا والكهرباء عبر كابلات بحرية عن طريق ايطاليا واسبانيا، والتعويل على الطاقات الجديدة والمتجددة لإنشاء الشركات الصغيرة والمصغرة.
وبشأن الأمن المائي، قال محدثنا إنّ الجزائر على “الطريق السريع” لاستحداث محطات تحلية مياه البحر في إطار الاستراتيجية الشاملة للمياه غير التقليدية “تحلية مياه البحر، المياه الجوفية، والمستعملة”، وهذا ضمن الرؤية الشاملة والاستشرافية التي يطبقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وقوامها خطط وبرامج تضع المواطن الجزائري في قلب اهتماماتها.
وفي مجال الأمن الصحي، أكّد المتحدث أنه قطع أشواطا كبرى، خاصة ما تعلق بالصناعة الصيدلانية التي حظيت بالعناية والدعم، مما أدى إلى تحقيق تطور في أداء المؤسسات الصيدلانية الوطنية العمومية منها والخاصة، وخلقت هي الأخرى فرص عمل كبيرة ساهمت في الاقتصاد الوطني، إلى جانب مساهمتها في خفض فاتورة استيراد الأدوية.
وأشار الخبير إلى أولويات رئيس الجمهورية في تعزيز معدلات النمو، وهذا بعد الإشادة الكبيرة من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، فالتحديات تتمثل أساسا في الحفاظ على الأداء المميز للاقتصاد الوطني، والحفاظ على معدلات النمو التي تفوق 4 بالمائة، واستحداث 450 ألف منصب شغل الذي تعهد به رئيس الجمهورية، مع تعزيز ريادة الأعمال والوصول إلى 400 مليار دولار ناتج داخلي الخام، ومن خلال مساهمة جميع القطاعات.
وعن الرهانات الاقتصادية - قال سليماني - إن الجزائر تطمح إلى بلوغ صادرات خارج المحروقات 30 مليار دولار، مع تنويع الاقتصاد الوطني وبلوغ تنافسية عالية، خاصة مع انضمام الجزائر لاتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية “زليكاف”، بالإضافة إلى الشراكات الاستراتيجية مع الصين، وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي.
وعليه، فإنّ رهان المرحلة القادمة الوصول إلى سيادة اقتصادية والسياسية التي تضمن للجزائر سيادتها في اتخاذ القرارات السياسية، وعدم الذهاب إلى المديونية.