لا توجد مناسبة دينية بالجزائر إلا وتكون فيها الطمينة الركيزة الأساسية والطبق الرئيسي لاستقبال أيّ مناسبة، ووراء كلّ أكلة قصة تكشف الغرض من إعداد وتحضير ذلك الطبق أو الحلوى لتلك المناسبة الدينية.
تعدّ حلوى «الطمينة» واحدة من الحلويات التقليدية التي تترجم كلّ معاني الفرح، فهي حلوى «فأل وبركة»، وإذا عُرفت قصّتها فُهم سبب أن تكون حلوى المولد النبوي في الجزائر، تزيّن بها سفرة المولد النبوي. ومنذ عشرات السنين، كان إعداد هذه الحلوى مرتبطاً بازدياد مولود جديد، حيث كانت النسوة تحضرها قبل الذهاب للمرأة للاطمئنان عليها وتهنئتها بمولودها الجديد، لذلك تعتبر حلوى لـ»الاطمئنان» ومن هنا استمد تسميتها «الطمينة» وفق ما أكّدته عائلات جزائرية، وتسمى في شرق الجزائر بـ»الزرير» وتُعتبر الأكلة «المفروضة» على المرأة المُرضع، كونها مغذية لصحة الأم، ومُدرّة لحليبها.
وعن طريقة تحضيرها، فيتم ذلك بتحميص السميد فوق نار متوسّطة إلى قليلة ونتركه يبرد، ثم نخلط كأس زبدة ذائبة مع كأس عسل ونضعهم فوق النار حتى يسخن العسل فقط بدون أن يغلي، ثم ننزعهم من فوق النار، وبعدها نضيف ملعقتين كبيرتين من الجلجلان المحمّص والمطحون، ثم نضيف قرصة من «حرور النافس» ونخلط، ثم نضيف أول كأس سميد ونخلط ثم نضيف ثاني كأس سميد ونخلط، ثم نغطيها ونتركها ترتاح 10 دقائق على الأقلّ، ونخلطها جيدا حوالي دقيقتين ثم نضعها في طبق التقديم ونسويها ونتركها حتى يستوي وجهها، ثم نزيّنها بالقرفة والمكسرات.
وتبقى حلوى الطمينة، الطبق الأساسي للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهي من العادات الراسخة منذ القدم والتي حافظ عليها الأجداد وتوارثها الأبناء.