تتميّز الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في منطقة بوقيرات (جنوب مستغانم) بمظاهر خاصّة تبدأ بشكل عفوي خلال شهر ربيع الأول وتعبّر كلّ ليلة بعد صلاة العشاء عن الفرح بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ويشجّع هذه العادات والتقاليد على الاستمرار اندماج سكان هذه المنطقة والتفافهم حول عادة «البوشارة» في صورة معبّرة يشارك في رسمها عشرات الشباب الذين يسيرون في شوارع المدينة كلّ ليلة بعد صلاة العشاء يمدحون الرسول عليه الصلاة والسلام ومتابعة العائلات المجاهرية وأعيان بوقيرات لهذا الاحتفال الذي يختتم بتناول الطعام.
وتحاكي الاحتفالات التي تقام بولاية مستغانم بمناسبة المولد النبوي الشريف الاحتفالات التي تستقبل بها العائلات بالمنطقة المولود الجديد، ولا سيما ما تعلق بالمولود (يوم الميلاد) أو السبوع (اليوم السابع بعد الميلاد).
وتقوم العائلات المستغانمية بتنظيف البيوت واقتناء أغراض منزلية جديدة ويجتمعون حول حلويات وأطباق تقليدية تحضّر عادة عند ازدياد مولود جديد للعائلة كـ»البركوكس بالجاج» (الدجاج) و»الثريد» أو «الرقاق» و»الرفيس» و»المقنتة».
وتجتمع العائلة المستغانمية ليلة المولد النبوي حول الأطباق التقليدية ويتم وضع الحنّاء للأطفال الذين يحتفلون بهذه المناسبة بإشعال الشموع وارتداء الزيّ التقليدي، وبالتوازي مع هذه العادات والتقاليد، تبدأ المساجد والزوايا مع مطلع شهر ربيع الأول بقراءة «الهمزية» للشيخ النبهاني وهي قصيدة تضمّ ألف بيت شعري حول السيرة النبوية، كما يتم ترديد قصيدة «البردة» للبوصيري وقصائد سيدي بومدين شعيب والشيخ العلاوي وقراءة الأحاديث النبوية الشريفة للشيخ عبد الجليل القيرواني.