تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 340 على التوالي، عبر شن سلسلة من الغارات الدامية، التي تتسبّب في استشهاد وجرح المزيد من المدنيين الأبرياء.
وقد توغلت آليات ودبابات جيش الاحتلال، أمس الإثنين، بشكل محدود شمال شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما شنت طائراته غارات على مسجد ومنازل وأراضٍ؛ أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة آخرين.
وقال شهود عيان إن “حركة نشطة لآليات الاحتلال شمال المحافظة الوسطى رُصدت بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي”، وأضافوا أن ذلك أعقبه “توغل محدود لآليات ودبابات الاحتلال على شارع صلاح الدين قرب مدخل محطة الكهرباء شمال شرق مخيم النصيرات، وسط إطلاق نار مكثف باتجاه منازل وأراضي المواطنين، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف”.
وحسب شهود عيان، “أطلق الطيران المروحي الصهيوني النار بكثافة على المناطق الشمالية لمخيمي النصيرات والبريج، مع إطلاق لقذائف مدفعية بين حين وآخر”، وأفاد متحدث جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة محمود بصل، في بيان، بـ “استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجراح خطيرة؛ نتيجة قصف صهيوني على منزل يعود لعائلة اللوح بمنطقة الدعوة في مخيم النصيرات”.
وفي ساعة متأخرة من ليلة الأحد إلى الاثنين، قصفت مقاتلات الاحتلال منزلا لعائلة “أبو هويشل” في شارع الدعوة شمال مخيم النصيرات؛ فقتلت 5 فلسطينيين وأصابت آخرين، وفق ما أبلغ به مسعفون، كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف صهيوني استهدف منزلا يعود لعائلة “حجاب” في مخيم البريج، حسب مصادر طبية وشهود عيان.
تدمـير مسجــد
في مدينة غزة، دمّرت مقاتلات للاحتلال “مسجد سعيد صيام” في حي الشيخ رضوان؛ ما تسبب بإصابة عدد من الفلسطينيين القاطنين بجواره، وفق مصدر طبي.
وقال شهود عيان، إن “طائرات مروحية وآليات صهيونية أطلقت نيران رشاشاتها تجاه منازل المواطنين في محيط مفترق جنوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة”.
وفي شمال قطاع غزة، سُمعت أصوات اشتباكات وإطلاق نار وقذائف من زوارق حربية صهيونية في المناطق الغربية لبلدة بيت لاهيا.
قصـف مدفعـي
أما بجنوب قطاع غزة، فاستشهدت فلسطينية وجُرح آخرون بقصف مدفعي صهيوني بمنطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس، حسب مصادر طبية وشهود عيان، وتعرضت المناطق الشمالية الشرقية في خان يونس لقصف مدفعي بشكل متواصل منذ ساعات الفجر الأولى.
وقالت مصادر محلية: “سُمعت انفجارات عنيفة جدا ناجمة عن نسف الجيش الصهيوني مباني سكنية غرب مدينة رفح”، وأضافت أن “الآليات الصهيونية أطلقت النار بشكل عشوائي على خيام النازحين في مواصي رفح”، بينما يواصل الجيش الصهيوني نسف مبانٍ ومربعات سكنية في رفح وحي الزيتون.
اعتداءات ودمار في الضّفة
في الأثناء، واصل جيش الاحتلال الصهيوني سياسة العربدة والاعتداء والهدم والاعتداء والتوغل في ترسيخ لسياسة تضييق الخناق على أهالي الضفة الغربية.
والبداية من القدس حيث قامت قوات الاحتلال بهدم منزل في بلدة حزما شمال شرقي المدينة المحتلة صباح أمس الاثنين. وذكرت مصادر محلية أن الجيش الصهيوني قام برفقة آليات ثقيلة، باقتحام منطقة “البيادر” في البلدة وهدم منزل المواطن مؤتمن عبد السميع صبيح، الذي يتكون من طابقين ويؤوي 6 أفراد، بعد إجبار العائلة على إخلائه.
وأفادت المصادر الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز السام والصوت لتفريق أفراد العائلة والمواطنين، كما أنها عرقلت وصول الطلبة إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد، ما أدى إلى تعقيد الوضع في المنطقة، وتجمع المواطنون بجوار أهالي المنزل المهدوم لمواساتهم والربط على كتفهم، وهتفت زوجة صاحب المنزل وهي تبكي “كله فداء غزة والسنوار، احنا ما بدنا بيوت، احنا بدنا وطن”.
وإلى شمال شرق الضفة، اقتحم جيش الاحتلال مدينة طولكرم ومخيم بلاطة مصحوبا بجرافات ثقيلة، وبدأ بتجريف البنية التحتية، وشهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين الاحتلال ومسلحين فلسطينيين.
وفي جنوب نابلس، اقتحم جيش الاحتلال فجر أمس الاثنين قرية عينابوس، وداهم عددا من المنازل وقام بتفتيشها وعاث فيها خرابا، ورغم انسحاب الجيش الاحتلال مؤخرًا من طولكرم وجنين بعد عملية عسكرية دامت 10 أيام، فإن الاعتداءات الصهيونية مستمرة، مع تصعيد هجمات المستوطنين. وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد 692 فلسطينيًا وإصابة نحو 5 آلاف و700 آخرين.
طابور جرافات لرفع الأنقاض عن مخيّم جنين
هذا، ومنذ اللحظات الأولى لانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من مدينة ومخيم جنين، شمال الضفة الغربية، انتشرت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي تحث على تقديم الدعم والمساعدة للأهالي المتضررين.
وتجمّعت فرق شبابية للمساهمة في إعادة بناء المدينة وإصلاح ما تضرر، بينما توافدت جرافات وجرارات وشاحنات من مختلف قرى المحافظة للمشاركة في إزالة الركام وإصلاح الشوارع المتضررة.
وبمجرد الانسحاب ظهرت مشاهد الدمار واضحة في شوارع وأحياء المدينة، حيث تعرضت الطرقات وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى ممتلكات المواطنين والمحلات التجارية، لأضرار جسيمة.
واصطفّت على مداخل المدينة آليات المواطنين القادمة من قرى جنوبي وغربي جنين في طوابير مزدحمة، بانتظار دورها للمساهمة في إعادة الإعمار والعمل في وسط وأحياء المدينة.