نظّمت أحزاب التحالف الحاكم بجنوب إفريقيا ندوة تضامنية بمقر نقابة عمال التعليم والصحة بالتعاون مع السفارة الصحراوية ببريتوريا، طالبت فيها الأمم المتحدة بالتعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عبر استفتاء الشعب الصحراوي، وإنهاء آخر فصل من فصول الاستعمار بالقارة الإفريقية.
أكّد المشاركون في الندوة الممثلون لحزب المؤتمر الأفريقي، والحزب الشيوعي الجنوب أفريقي واتحاد النقابات الجنوب أفريقية “كوساتو”، بالإضافة إلى نقابة عمال التربية والصحة، والمنظمات الشبابية لهذا التحالف بالإضافة إلى الحركة الجنوب افريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي على ضرورة الوقوف إلى جانب مقاومة الشعب الصحراوي إلى غاية تحقيقه استقلاله التام من الاحتلال المغربي.
وعرفت الندوة عدة مداخلات افتتحها الجنرال الجنوب إفريقي السابق، كيث موكوابي، رئيس الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي بكلمة قدم خلالها للحضور عرضًا مقتضبا عن تاريخ الصداقة الصحراوية الجنوب أفريقية خلال مرحلة مقاومة الابارتايد، ذكر خلالها بالدعم الذي قدمته الجمهورية الصحراوية لنضال شعب جنوب إفريقيا ضد الحكومة العنصرية آنذاك، والذي كان هو شخصيا شاهدا عليه حيث كان من وحدات جيش المقاومة الجنوب أفريقية التي تدربت في المؤسسات العسكرية الصحراوية.
وأكّد الجنرال كيث موكوابي أنّ الجمهورية الصحراوية كانت من الدول التي دافعت باستمرار في الاتحاد الإفريقي عن حركة المقاومة الجنوب إفريقية، ورافعت دائما من أجل تشديد العقوبات الإفريقية والدولية ضد نظام الفصل العنصري.وندّد المقاوم الجنوب إفريقي بالسياسات الاستعمارية المغربية، معبرا عن استنكاره للجرائم المغربية المتواصلة ضد الشعب الصحراوي ومدينا النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية بتواطؤ مع قوى دولية أخرى، ومؤكّدا أن تلك الجرائم لن تمر دون عقاب.
المغـرب دولة احــتلال
طالب - في هذا السياق - من الاتحاد الإفريقي أن ينسجم مع روح وأهداف المنتظم القاري الذي بني على مبدأ تحرير الشعوب الإفريقية من الاستعمار، داعيا الاتحاد لتطبيق كل العقوبات الممكنة على المغرب لأنه يخرق بكل وضوح مبادئ القانون التأسيسي للاتحاد باحتلاله غير الشرعي والمخزي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية.
من جهتها، قدّمت المحامية مگدلين مونسامي، مداخلة تناولت فيها الأبعاد القانونية والسياسية لكفاح شعب الجمهورية الصحراوية ضد الاحتلال المغربي، مذكرة بقرارات الأمم المتحدة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ومختلف الآراء والأحكام الأخرى الصادرة بنفس الشأن عن المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ومحكمة العدل الأوروبية، التي أجمعت كلها على أن المملكة المغربية دولة احتلال، وأن لا سيادة لها على الصحراء الغربية. واعتبرت - في السياق - أنّ كل الوقائع الحالية تؤكّد أن المغرب ينتهك كل القرارات والأحكام الأممية، ويرتكب جريمة حرب متواصلة منذ السبعينات، متطرّقة - في ذات الوقت - لخطورة وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وما يعانيه المعتقلون السياسيون والمدنيون الصحراويون نتيجة لاستمرار الاحتلال المغربي.
التّضامن..نقطة ضوء للصّحراويّـيـن
وطالبت المتدخّلة المجتمع المدني الجنوب إفريقي، بأن ينخرط بفعالية في التضامن مع الشعب الصحراوي وأن يتخذ مبادرات ملموسة لمساندة هذا الشعب الإفريقي المقاوم ويدعم قضيته العادلة والنبيلة التي ينبغي أن تكون قضية لكل محبي السلام، والأمن والحرية في إفريقيا والعالم.
وأعطيت الكلمة الختامية للسفير الصحراوي في جنوب إفريقيا، محمد يسلم بيسط، الذي قدّم للحضور إحاطة سريعة حول آخر تطورات كفاح الشعب الصحراوي بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو، على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والحقوقية، مشدّدا على إصرار هذا الشعب الأبي على تصعيد كفاحه حتى انتزاع النصر النهائي، وتطهير كافة التراب الوطني من دنس الاحتلال الاستيطاني المغربي.
وقد حضر الندوة ممثلون عن أحزاب التحالف الحاكم في جنوب إفريقيا، وأعضاء من كونفدرالية النقابات الجنوب افريقية والطلبة والشباب بالإضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد في جنوب إفريقيا.