طباعة هذه الصفحة

أجواء انتخابية عاشها الإعلاميون بـ «حديقة الحرية»

هكذا احتفى رئيس مجلس الأمة بالصحفيين..

رضا ملاح/ راضية بوبعجة

فور وصولنا، أمس، إلى مركز التصويت بمدرسة «حديقة الحرية المختلطة» بالجزائر العاصمة، في حدود الساعة التاسعة صباحا، دخلنا فناء المؤسسة الذي عج بكاميرات وسائل إعلام محلية ودولية منصوبة أمام مدخل مكاتب التصويب في الطابق السفلي، في انتظار وصول رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل على الساعة التاسعة والنصف لتأدية واجبه انتخابي.

هي لحظات انتظار يخطف فيها الصحافيون «فواصل» مع زملاء المهنة، يتبادلون التحية ويتجاذبون أطراف الحديث حول المهنة والحدث، ومن حين إلى آخر يتساءلون عن موعد وصول المعني.. وهي لحظات تتيح للصحافيين الوقوف على مجريات التصويت بهذه المركز المحاذي للمتحف الوطني للآثار القديمة والإسلامية، ورصد كل ما يثير انتباههم وقد يستحق التوثيق والنقل في إطار تغطية النشاط.
هذا شيخ طاعن في السن، بلباس أنيق وخطوات بطيئة، يستعين بعكاز مشي ومظلة تقيه حرارة الشمس، يتقدم وسط فناء المدرسة نحو مكاتب التصويت، يفحص بنظرات هادئة ممثلي وسائل الإعلام وكأنه يريد أن يقول شيئا.
 يتوقف قليلا عند أحد الزملاء الصحافيين للاستفسار عن المكتب الواجب التوجه إليه.. قبل ذلك، حيّا الشيخ الزملاء الصحافيين برفع يديه ووضع إحداهما على قلبه، وبصوت خافت يقول: «أيها الشباب أنتم المستقبل، تحيا الجزائر..»، يتمتم ويواصل خطواته نحو مكتب التصويت.
هو فاصل صغير من لحظات انتظار تسبق تغطية نشاط أداء رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، واجبه الانتخابي في مكتب بالطابق الأول..
الكل توجه إلى هناك لحجز مكان يناسب التقاط صور وفيديوهات، لحظات فقط، كل الأماكن داخل المكتب التي تتيح للصحافيين وضع الكاميرات في وضع ملائم وحجوز أمكنة قريبة من المستهدف في التغطية الإعلامية، وصاحب الحظ من يحجز مكانا أمام صندوق التصويت.
في تغطية أحداث مماثلة، تقتضي سرعة في التوثيق والتحويل إلى قاعات التحرير لمعالجتها وبثها فورا على منصات وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، باتت شاشات الهواتف الذكية تنافس وسائل التصوير التقليدية، وحتى الزملاء من مصورين و»كاميرمان» باتوا يستعينون أحيانا بهواتف ذكية، بشاشات تصوير فائقة الجودة، إلى جانب آلاتهم.
في دردشة خفيفة مع زميل يقول: «أنا مكلف بتوثيق صور بآلة التصوير، وأيضا أخذ مقاطع فيديو بشاشة هاتفي..»، طبعا، السرعة من قواعد التواجد والانتشار في البيئة الرقمية، تتأخر ثوان فقط يسبقونك كثر.
وفور تأدية واجبه الانتخابي، توجه قوجيل إلى الطابق السفلي في المدرسة التي انتخب فيها، مدرسة «حديقة الحرية المختلطة» بالجزائر العاصمة، وبالتحديد إلى نقطة تجمع فيها ممثلو وسائل الإعلام لأخذ تصريح للرجل حول الاستحقاق الرئاسي وأداء واجبه الانتخابي، وكان تصريحا معبرا، أكد فيه أن الجزائر تشهد يوما تاريخيا تعود فيه الكلمة إلى الشعب الجزائري.
وقبل أن يهم بالخروج من مركز التصويت، طلب مرافقو رئيس مجلس الأمة ممثلي وسائل الإعلام أخذ صورة جماعية، وهنا كانت فرصة ليتبادل قوجيل التحية مع عدد من الزملاء الصحافيين.