المشاريـع الاقتصاديـة للمترشحين كان لهـا دور في تحفيـز الناخبـين
التصويت إيمانــا بالبرامــج الانتخابية..والمشاركة وعيا بالمخاطر المتربصة بالبلاد
شهدت ولاية الجلفة، أمس السبت، إقبالا ملحوظا من المواطنين على صناديق الاقتراع، حيث بدأ التوافد منذ ساعات الصباح الأولى لاختيار مرشحهم في الانتخابات الرئاسية التي تميزت بحضور لافت للشباب، إلى جانب مشاركة ملحوظة لكبار السن.
جمعت “الشعب” ٱراء عدد من الناخبين، الذين أجمعوا أن هذا الإقبال كان مدفوعا بشكل رئيسي بالبرامج الاقتصادية التي قدمها المترشحون، حيث تحدث العديد من الناخبين عن اهتمامهم الواضح بالبرامج التي تمحورت حول إنشاء مشاريع اقتصادية التي يرى هؤلاء أنه من شأنها أن تخلق فرص عمل جديدة، تطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى ما تضمنت البرامج من وعود حول زيادات في الرواتب، منح المتقاعدين وتخصيص منح للشباب العاطل عن العمل والمرأة الماكثة في البيت. هذه البرامج جذبت اهتمام المواطنين الذين يتطلعون إلى تحسين ظروفهم المعيشية.
أكدت إيمان، طالبة جامعية، أنها شاركت في الانتخابات بناء على وعود برفع المنحة الدراسية، مما يعكس أهمية هذه البرامج بالنسبة لجيل الشباب الجامعي.
وقد عبر أحمد، طالب بمدرسة الأمير عبد القادر، عن إعجابه بالبرامج الاقتصادية التي تركز على تحسين الظروف المعيشية.
أما الحاجة فاطمة، فرغم مرضها وكبر سنها، تحملت مشاق التنقل إلى مركز الاقتراع لتدلي بصوتها في الانتخابات. وعبرت بعد التصويت، عن أملها في إبعاد الشباب عن آفة المخدرات والقضاء على البطالة. كما أعربت عن انتظارها للزيادة في منح المتقاعدين، مشددة على أهمية الاهتمام ببلادنا، قائلة: “هذي بلادنا ولازم انكونوا معاها”.
ناخبون آخرون التقتهم “الشعب” قالوا إنهم صوتوا بقوة بناء على إيمانهم ببرامج مرشحيهم. بينما اختار آخرون المشاركة انطلاقا من وعيهم بالمخاطر التي تحيط بالبلاد، حيث صرح كمال قائلا: “نحن نصوت اليوم لأننا نرى وعودا ملموسة تتحقق على أرض الواقع، وتحسنا ملحوظا في الأوضاع المعيشية من خلال الزيادات في الرواتب ومنح المتقاعدين، وتخصيص منح أخرى للشباب العاطل عن العمل”. وأضاف، أن “هذه البرامج الاقتصادية أعطت الأمل للعديد من الفئات الاجتماعية بمختلف شرائحها”.
عبد القادر وهو رياضي كمال أجسام، أشار إلى الدور البارز للشباب في هذه الانتخابات، حيث قال إنهم تصدروا المشهد بتنظيم الندوات والتجمعات الانتخابية، مما أضفى حيوية جديدة على العملية الانتخابية.
ناخبون آخرون عبروا عن فخرهم بما حققته الجزائر على الساحة الدولية من خلال مواقفها الثابتة، مما عزز الشعور بأهمية تقوية الجبهة الداخلية عبر مشاركة فعالة في الانتخابات لدعم استقرار البلاد وتعزيز مكانتها الدولية.
من جهته قال محمد دباش، رئيس المركز الانتخابي النسوي بلخيري مباركة لـ«الشعب”، إن الإقبال بدأ في الزيادة تدريجيا منذ فترات الصباح الأولى. كما ذكر مناضلون في أحزاب مختلفة، أن هذا الإقبال راجع إلى النشاط الكبير للأحزاب ومختلف الهيئات والجمعيات التي دعمت المرشح الحر عبد المجيد تبون في زيادة الحماس الانتخابي، إضافة إلى حزبي حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية اللذين لعبا دورا بارزا في تحفيز الناخبين.
ولفت المتحدثون إلى أن هذا التنوع في الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، أضفى حيوية على العملية الانتخابية وأدى إلى تفاعل أكبر من قبل المواطنين مع البرامج الانتخابية المختلفة. كما أن مشاركة شخصيات سياسية بارزة نزلت إلى الميدان وتقربها من الفئات المهمشة والفقيرة، أسهم في خلق تفاعل أكبر وأمل في تحقيق التغيير المأمول، مقارنة بالأساليب السابقة التي كانت تعتمد على تفاعل محدود مع المواطنين”، على حد تعبيرهم.
وتجلت ثمار الحملة الانتخابية بوضوح، من خلال الاستجابة الكبيرة للناخبين، إذ شهدت الولاية زيادة ملحوظة في أعداد المشاركين.
العملية الانتخابية جرت في أجواء تنظيمية محكمة، مع تواجد أمني مكثف، مما أضفى شعورا بالاطمئنان لدى الناخبين وضمان حسن سير الانتخابات.
يشار إلى أنه قد تم تخصيص 280 مركز اقتراع ضم 1.378 مكتب تصويت لاستقبال 617.778 ناخبا عبر مختلف بلديات الولاية، بحسب ما صرح المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالجلفة أحمد طعيبة، الذي أوضح لـ«الشعب” أن العملية الانتخابية شهدت تنظيما محكما ووسائل لوجستية متطورة، بما في ذلك تجهيز جميع المراكز بالمستلزمات الضرورية وتوفير الاتصال الفعال عبر شبكات حديثة. كما أشار إلى أن هذه التحضيرات شملت تنظيم ملتقيات تكوينية للمؤطرين لضمان سير الانتخابات بنجاح. لافتا إلى أن هذا الجهد التنظيمي يعكس أهمية العملية الانتخابية ويساهم في تعزيز الثقة في النظام الانتخابي، مما دعم الإقبال الكبير الذي شهدته الولاية.