طباعة هذه الصفحة

المناسبات السّارة في بجاية

المبالغة في المصاريف تفسد فرحة الأسر

بجاية: بن النوي ــ ت

موسم الصيف تفضله أغلب العائلات لإقامة حفلات الأعراس، ففيه يلتئم شمل الأحباب والأصدقاء خاصة وأنّه يصادف العطل السنوية التي تسمح بالتقائهم في نفس المكان بالإضافة إلى كونه موسم الخيرات، حيث تنضج فيه مختلف الخضر والفواكه، التي تستخدم عادة في إعداد الولائم ومختلف الأطباق الشهية التي تحضر بالمناسبة، لتنطلق معه الدعوات والاستعدادات لحضور هذه المناسبات السعيدة.

غير أنّ اقتران موسم الصيف هذه السنة بشهر رمضان المعظم، أخلط حسابات العديد من العائلات البجاوية، التي اضطرت إلى تأجيل أفراحها لما بعد عيد الفطر المبارك.
فبعد شهر كامل توقفت خلاله مختلف الأفراح وحفلات الزفاف، عادت مواكب الأعراس لتجوب مختلف الشوارع والطرقات، معلنة عن انطلاقة الأفراح المؤجلة في بيوت العديد من العائلات، كما استعادت قاعات الحفلات نشاطها وحركتيها المعهودة، كما شهدت محلات بيع الملابس وتجهيز العرائس ومحلات بيع الهدايا تهافتا منقطع النظير خاصة النساء، لاقتناء  مستلزمات الحفلات من لباس وهدايا للعروسين، وأشياء أخرى ترتبط بالمناسبات السارة  
اضطرّ إلى الاستدانة لشراء الهدايا
وبما أن هذه المناسبات تزامنت مباشرة بعد انتهاء الشهر الفضيل وعيد الفطر ترتّب عنه تكاليف كثيرة استنزفت جيوب المدعوين أو أصحاب الدعوة.
وفي هذا الصدد قال السيد “حميد”، موظف في شركة عمومية: “استلمت دعوات كثيرة لحضور حفلات زفاف في شهر أوت، ولا يمكن تفويتها لأنها من أقرب الناس إلي، لكن المشكلة أنّ راتبي لا يسمح لي بإحضار هدايا كثيرة، فاضطررت لاستدانة مبلغ معتبروإرجاعه لاحقا”، واستطرد قائلا: “أنا على موعد في اليومين القادمين مع زفاف ابن عمي، إلى جانب عرس شقيقة زوجتي، بغض النظر عن الأعراس الأخرى التي تشغل بالي وتنغص علي حياتي بسبب الاستدانة”.
التّكاليف باهظة
وتدفع هذه التكاليف الباهظة بعض الأسر إلى اللجوء إلى الاقتراض، ما يشكل ضغطا على الأزواج، حيث بات قرب مواعيد الأفراح تشكل كابوسا حقيقيا بالنسبة إليهم، لاسيما مع ارتفاع تكاليف المعيشة واقتراب الدخول الإجتماعي والمدرسي الذي يزيد من أرقهم، وهو ما عبّرت عنه السيدة “كانون ـ ع”، التي كانت رفقة ابنتها في محل للهدايا لشراء هدية عرس قائلة: “لديّ العديد من المناسبات السارة هذا الصيف، نجاح مدرسي، زفاف، تخرّج من الجامعة، ولا أعلم كيف سأتمكّن من شراء كل هذه الهدايا وتوفير مبالغ للقيام بهذه الواجبات الاجتماعية، في مقابل ذلك لا يمكنني عدم تلبية الدعوة لأن أغلبهم من الأقرباء
والأصدقاء، الذين أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير”.
الأعراس بين الماضي والحاضر
أما السيد “عروق” فيقول: “في الماضي كانت الأعراس تقام في البيوت ولا يستدعي الامر كل هده التكاليف،
وشهدت حفلات الزفاف في بجاية في السنوات الأخيرة، على غرار باقي ولايات الوطن تطورا ملحوظا مزج بين العصرنة والتقاليد، وبدأت تأخذ طابعاً مختلفاً انطلاقا بفترة التحضير، التي قد تستمر لأشهر طويلة تنفق العائلات خلالها الكثير من المال والجهد، وينتهي بحفل الزفاف الذي يقام غالبا في قاعات الحفلات التي يتم حجزها مسبقا، كما يسبق حفل الزفاف مرحلة طباعة بطاقات الدعوة، وشراء علب تقديم الحلوى التي تتخذ أشكالاً متباينة ومتعددة، إضافة إلى نوع الأطباق المقدّمة، ولا يقتصر الأمر فقط على تحضير الحلويات وتقديم الطعام، فهناك سيارات الزفة التي يجب أن تكون غير مألوفة، لمواكبة حفل الزفاف وغالبا ما تكون أسعار تجهيزها مرتفعة، إلى جانب كراء الديسك جوكي والمصور، وهو ما يضيف عبئاً آخر على ميزانية العرس”.
فإذا كانت مناسبات الأعراس وحفلات الزفاف ترعب المواطنين بسبب تكاليفها الكبيرة، فهي تعدّ فرصة لا مثيل لها لأصحاب محلات بيع الملابس والهدايا والحلويات، الذين يبالغون أحيانا في رفع أسعار بعض المستلزمات، بهدف الربح السريع وهو ما يشتكي منه المواطنون، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة جشع التجار الذين يرجعون ارتفاع أسعار بعض المستلزمات لعامل الجودة والنوعية.