طباعة هذه الصفحة

الاستحقاق الرئاسي على بُعد ثلاثة أيام

الجزائريـون يستعدون لتتويــج رجُـل المرحلـة

فضيلة بودريش

السلطة الوطنية المستقلة.. ضمانة النزاهة والحيادية

بدأ العدد التنازلي للانتخابات الرئاسية، لأهم حدث سياسي وطني على الإطلاق، بعد أن أكمل المترشحون وممثلوهم شروح البرامج، في ظروف جيدة وخطابات واعية أظهرت انتقالا غير مسبوق في العمل السياسي، وحلّت مرحلة الصمت الانتخابي، بالموازاة مع ذلك، انطلقت عملية التصويت في المهجر، عبر الصناديق المتنقلة، إذ تشارك الجالية الوطنية بالخارج بكل حرية وشفافية في اختيار رئيس جديد للبلاد.

قطعت الجزائر أشواطا معتبرة في تكريس الأداء الديمقراطي الفعلي، تحسبا لهذا الموعد الانتخابي المحوري على عدة أصعدة، لأن الاستحقاق الرئاسي المقرر إجراؤه  يوم السابع سبتمبر الجاري، حرّك بشكل قوّي المشهد السياسي الوطني، وكل تشكيلة سياسية اختارت التموقع مع المترشح الذي تراه الأنسب والأقرب لرؤيتها الإصلاحية وأفكارها السياسية.
ولا شك أن الانتخابات التي تنتظم بعد ثلاثة أيام، ستمنح الجزائريين فرصة ثمينة من أجل الاستمرار في بناء مستقبلهم عبر الاختيار النزيه والحر لمرشح يضعون فيه ثقتهم ويرون أنه الأقدر على قيادة الجزائر في المرحلة الراهنة.
كل الأنظار - في الوقت الحالي - مسلطة على الجزائر، إذ يخصّص الإعلام الأجنبي للانتخابات المسبقة حيزا واسعا من الاهتمام، بالتحليل ونقل المستجدات والأحداث، ولقد تمكنت الجزائر من خلال هذا الحدث الانتخابي، من إعطاء الدروس للجميع، بتوفير جميع شروط نجاح الاستحقاق الرئاسي الديمقراطي، في أجواء من الشفافية والنزاهة والتنظيم المحكم، وقبل ذلك توفير كل الآليات والأدوات التي تكفل غلبة القانون وإقامة العدل بين المترشحين، علما أن محطة الانتخابات تسجل في ظروف تشهد فيها الجزائر استقرارا داخليا، وتصاعدا تنمويا وتطمح إلى تحقيق المزيد من المكاسب، والناخبون يدركون أنه لا يمكن تفويت الفرصة، ومصمّمون على الإقبال بقوّة على صناديق الاقتراع،  لتكون مشاركتهم أفضل رد على المشككين الذين يحاولون إعطاء صورة مشوّهة عن الانتخابات الرئاسية.
وكان رئيس السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، محمد شرفي، قد كشف عن التزام السلطة الوطنية بالحياد، متعهدا بتنظيم انتخابات حرّة ونزيهة، ولا شك أن أداءها الرقابي سيكون عاليا، خاصّة وأنها تمكنت خلال مرحلة الترشيحات من كشف التلاعب بالتوقيعات، وقدّمت البراهين القاطعة التي يمكن للقانون أن يتعامل بها، وستواصل أداءها الرقابي والتنظيمي المحكم لإنصاف المترشحين.
وكانت انتخابات الجالية الجزائرية بالمهجر قد انطلقت، وتحركت المكاتب الانتخابية المتنقلة نحو المناطق النائية والبدو الرحل، لتجوب كل شبر، ولم يبق سوى اكتمال العرس الانتخابي في السابع سبتمبر كي يختار الجزائريون رئيسهم بوعي ويمنحوه الشرعية الشعبية كي يكون لسانهم الذي ينطق بآمالهم، ويدهم التي تدافع عن مصالحهم.. رئيس يحقق مزيدا من الازدهار والاستقرار، ويوطّد لجزائر لها مكانتها في محفل الأمم.