طباعة هذه الصفحة

عرض خريطة خلت من الإشارة للضّفة

نتنياهـو يـروّج لأجندات اليمين المتطـرّف

مهما قيل في أهداف العدوان الصهيوني الدائر في الضفة الغربية عموماً، وشمالها خصوصاً، فإن الخريطة التي عرضها رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحافي مساء الاثنين، كشفت وأوضحت كل شيء.
خلال مؤتمر صحافي تطرق خلاله لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، عرض نتنياهو خريطة للأراضي الفلسطينية، خلت من أي إشارة للضفة الغربية المحتلة منذ 1967.
الخريطة التي استخدمها نتنياهو لعرض مخططاته وأفكاره تحمل بلاغة سياسية كبيرة لم تحضر في مؤتمرات الجيش ولا بياناته العسكرية في تبرير العملية. فقد ابتلعت خريطة نتنياهو الضفة الغربية، وهو ذات الأمر الذي تفعله قواته على الأرض، ومستوطنوه.
وظهرت خريطة فلسطين التاريخية مقسمة إلى جزأين، الأول باللّون السماوي مشار إليه بالكيان الصهيوني، بما يشمل منطقة الضفة الغربية.
أما الجزء الثاني، فظهر باللّون الأصفر، وأشير له بقطاع غزة، مع إبراز محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وذلك خلال مؤتمر صحفي لنتنياهو في القدس المحتلة.
وبالخصوص، قال مراقبون سياسيون: “بعد 7 أكتوبر أصبح كل شيء واضحاً، التيار الذي يتحدّث عن تسوية مع الفلسطينيين في الأوساط الصهاينة قد انتهى، والآن هناك تيار آخذ بالتعاظم يرى في الضفة الغربية أرض صهيونية، ولا مكان للفلسطينيين، من خلال العنف بكافة أشكاله”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل نتنياهو ذلك، فبتاريخ 23 سبتمبر 2023 ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ78، تمحورت حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغيير الشرق الأوسط، حيث لم تشمل خريطة عرضها أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة الكيان الصهيوني، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.
ومنذ حرب عام 1967، احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية لنهر الأردن، التي يريدها الفلسطينيون نواة لإقامة دولتهم المستقلة مع قطاع غزة والقدس الشرقية. وأقام في الضفة مستوطنات تعتبرها أغلب دول العالم غير قانونية.
وقد اعتبرت “محكمة العدل الدولية”، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، في جويلية، أن الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، منذ العام 1967، “غير قانوني”، ويجب أن ينتهي “في أسرع وقت ممكن”، في قرار وصفه الفلسطينيون بـ “التاريخي”.
وتبنى الكنيست الصهيوني، في جويلية، قراراً يرفض “قيام دولة فلسطينية”.
هذا، وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية، أمس الثلاثاء، إن “استخدام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خارطة تضم الضفة الغربية لكيان الاحتلال، هو استخفاف بالشرعية الدولية وقراراتها وبإرادة السلام الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتحد سافر للجهود الدولية المبذولة لوقف حرب الإبادة والتهجير وأحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين”.
وشدّدت على أن “ما عرضه نتنياهو من سياسة استعمارية عنصرية توسعية يمارسه على الأرض على سمع وبصر العالم”.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي “باحترام التزاماته وتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية فوراً وقبل فوات الأوان”.