التزام بإدماج الجالية الجزائرية ضمن عجلة التنمية الوطنية
أحاط المترشح الحر عبد المجيد تبون ملف السياسة الخارجية، ضمن برنامجه الانتخابي، بكثير من الأهمية، خاصة وأن العالم يعرف اليوم تحولات جيو-استراتيجية تميل في أغلبها إلى الحل العسكري عوض السلمي، مما يفرض سياسة خارجية في غاية الحنكة والقوة، وهو ما عملت الجزائر على فرضه طيلة الأربع السنوات الأخيرة، أين تمكنت من فرض مواقفها المستمدة من مبادئها في احترام سيادة الشعوب ونصرة المستضعفة منها.
ولم يثن اهتمام الجزائر بحماية استقرارها، في ظل التوترات الإقليمية والعالمية، عن تمسكها بنصرة الشعوب مسلوبة الحرية على رأسها القضية الفلسطينية والصحراوية.
تناول البرنامج الانتخابي للمترشح الحر عبد المجيد تبون، الذي يعتبر نسخة مكملة لبرنامج 2019 المتضمن 54 التزاما، في محوره التاسع، الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للبلاد كمبادئ ومواقف التزمت وستلتزم بها الجزائر دائما باحترامها.
وأكد المترشح الحر بخرجاته في إطار حملته الانتخابية ومن خلال برنامجه الانتخابي، على استكمال ما تم تحقيقه خلال العهدة الرئاسية الأولى، ورفع الراية الجزائرية عاليا في مصاف الريادة وتعزيز مكانتها بالمحافل الدولية.
ويحرص المترشح الحر -في حال انتخابه لعهدة ثانية- على مواصلة مساعيه في تصدير السلم والاستقرار لدول الجوار، نظرا لما تعانيه المنطقة من توتر سياسي، بلغ درجة الصراع العسكري، مما يشكل تهديدا على المنطقة بشكل عام وعلى الشريط الحدودي الجزائري بشكل خاص، وفقا لما يقره الدستور الجزائري الذي يؤكد صراحة على امتناع الجزائر عن اللجوء إلى الحرب من أجل تسوية النزاعات.
في ذات السياق، التزم المترشح الحر بتعزيز مكانة الجزائر على الصعيد الجهوي والقاري، من خلال دعم آليات التعاون الثنائي مع دول الجوار وتنسيق جهود مجابهة التهديدات الأمنية المشتركة، مؤكدا عدم الانحياز إلى الأقطاب حفاظا على سيادة القرارات والمواقف وتكريس ذلك من خلال تثبيت مبدأ الندية في العلاقات الدبلوماسية والتزام الحياد إزاء التوترات والأزمات الدولية.
واستنادا إلى المكانة التي تبوأتها الجزائر مؤخرا كعضو غير دائم بمجلس الأمن، تعهد المترشح الحر أنه سيعمل وفق ما تمليه العقيدة الدبلوماسية الجزائرية من مبادئ، وستواصل الجزائر دورها الدبلوماسي في تسوية النزاعات الدولية ونصرة القضايا التحررية ونصرة الشعوب المضطهدة والمستضعفة، على رأسها القضية الفلسطينية، التي لم تتخل الجزائر عنها في أي محطة من محطاتها التاريخية.
ولابد من التوقف من منطلق الإنصاف على الأقل، أن المترشح عبد المجيد تبون قد صرح في عديد المرات أنه يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الشخصية، وسيستمر في دعم مسار الإعلان عن دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بحدود 1967.
كما تعهد المترشح الحر، بمساندة الشعب الصحراوي في دفاعه عن حقه في حريته المسلوبة، ودعم الجمهورية العربية الصحراوية في جميع المحافل الدولية إلى أن تنال استقلالها.
وتطرق المترشح الحر في برنامجه الانتخابي إلى الدور المنوط بأفراد الجالية الجزائرية بالخارج في دعم مسار بناء الجزائر الجديدة، حيث التزم بفتح وتذليل جميع العراقيل أمامهم لتعزيز جسر التواصل بينهم وبين بلدهم، مؤكدا من خلال ذلك على الأهمية القصوى التي يوليها لإدماج خبرات وكفاءات الجالية الوطنية بالخارج في عجلة التنمية الوطنية، وحماية مصالحهم والدفاع عنها في الداخل والخارج، مشددا على ذلك من خلال مقولته، سواء من وهران أو قسنطينة «الجزائري لن يذل»؛ التزام صريح أكد من خلاله المترشح الحر على صون كرامة الجزائري أينما كان، حيث يحق للجالية الجزائرية بالخارج ما يحق تماما لإخوانهم الجزائريين داخل الوطن، من حق في إنشاء استثمارات وحق في السكن وفي المشاركة في الحياة السياسية وغيرها من الحقوق التي تضع الجزائريين على نفس خط المساواة.
من جهة أخرى، ودائما في إطار تعزيز مكانة الجزائر وتمكينها من الالتحاق بمصاف الدول الآمنة اقتصاديا، وإيمانا منه أن لا سيادة سياسية بدون أمن وسيادة اقتصادية، فقد تعهد المترشح تبون بمواصلة ما باشره خلال عهدته الأولى من تفعيل للدبلوماسية الاقتصادية، ليقينه بضرورة التسويق للاقتصاد الوطني من بوابة العالمية على مستوى السفارات والقنصليات، ومن باب التذكير فقد عقد مؤتمرا في نوفمبر 2021، للسفراء والقناصلة، واستحداث منصب الملحق الاقتصادي بالسفارات الجزائرية بالخارج، في سابقة هي الأولى في تاريخ الجزائر، من أجل تجنيد المورد البشري لتجسيد استراتيجية الدبلوماسية الاقتصادية ذات الاستقطاب الاقتصادي والاستباقي.