شريــك أساسي في مسار التّنمية وفي مختلف القضايـــا
يساهم المجتمع المدني في دعم مظاهر الحياة الديمقراطية في المجتمع، وضمان نجاح الرهان السياسي لـ 7 سبتمبر الذي سيحدد مستقبل الجزائر خلال السنوات القادمة، حسبما صرّح به لـ “الشعب” الدكتور بوعموشة نعيم، أستاذ محاضر بقسم علم الاجتماع جامعة تامنغست.
يعتبر الأستاذ بوعموشة أن المجتمع في الجزائر يحظى باهتمام بالغ نظرا لمكانته الهامة في غرس الثقافة الديمقراطية التشاركية، باعتباره شريكا هاما في مسار التنمية وفي مختلف القضايا الوطنية.
لفت المتحدث إلى أن نشاط المجتمع المدني مختلف بشكل دائم في جميع الأوقات، إلا أنّه يتزايد بشكل ملحوظ أثناء الاستحقاقات الانتخابية، كون الأخيرة أهم ركائز الديمقراطية.
وبما أنّ الجزائر مقبلة خلال الأسبوع القادم على استحقاق انتخابي رئاسي، فإن نشاط المجتمع المدني انطلق مبكرا ـ يقول بوعموشة ـ وذلك بغرض التوعية والحث على المشاركة في الانتخابات، وإطلاع الناخبين بحقوقهم وواجباتهم الانتخابية، وإطلاع المواطنين على البرامج المطروحة للمترشحين الثلاثة للاستحقاقات القادمة يوم 7 سبتمبر 2024، والتأكيد على أن الانتخاب وسيلة يستطيع المواطنين من خلالها حماية حرياتهم وحقوقهم المدنية، ومشاركتهم في صنع القرار من خلال صناديق الاقتراع.
ويبرز دور المجتمع المدني أكثر في مثل هذه المواعيد الانتخابية، حيث تعوّل الدولة عليه في تعبئة كامل فعالياته، وإسهامه في تكريس وتعزيز قيم المواطنة والممارسة الديمقراطية وتحقيق التنمية الوطنية، والمساهمة في إنجاح الاستحقاقات الرئاسية المقبلة.
أوضح بوعموشة أنّ تعبئة المجتمع المدني للناخبين تكون من خلال توعيتهم بضرورة المشاركة وبقوة في الاستحقاقات القادمة وبكل ديمقراطية، ودعوة الشباب بشكل خاص للتقرب لصناديق الاقتراع، والتعبير عن صوتهم من أجل مستقبل الجزائر.
ويعتقد المتحدث أن العمليات التحسيسية التوعوية الجوارية التي يعكف المجتمع المدني على تنظيمها، يجب أن تكون نوعية وترمي إلى غرس الثقافة الانتخابية لدى المواطن الجزائري، وتعزيز قيم المواطنة الفعالة لديه سواء تلك المنظمة في شكل خرجات ميدانية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يؤكّد الأستاذ بوعموشة أنه لا يمكن الحديث اليوم عن مفهوم الديمقراطية التشاركية ما لم يكن هناك مجتمع مدني فعال يسمع فيه الشباب كلمته، ويكون على دراية تامة بالتحولات والتطورات الهيكلية الحاصلة في المشهد السياسي.
ويشير المتحدث إلى أنّ النشاط والحضور المستمر للمجتمع المدني على الساحة السياسية، سيكسبه دون شك وزنا اجتماعيا وسياسيا مع مرور الوقت، ويدعم مظاهر الحياة الديمقراطية في المجتمع، وضمان نجاح الرهان السياسي الذي سيحدّد مستقبل الجزائر خلال السنوات القادمة.