طباعة هذه الصفحة

تشابه كبير بينهما في الممارسة والأساليب الاستعمارية

إسرائيل تساعد المغرب في احتلاله للأراضي الصحراوية

أمين بلعمري

في هذا العالم الذي يشهد ثورة في حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وانتشار واسع لثقافة الديمقراطية والشفافية وتطور وسائل الاتصال... إلخ لا تزال فيه وللأسف الشديد مظاهر تسيء إلى كل هذه المثل النبيلة وتشكل بقعة سوداء وسط بياض هذه القيم التي كثيرا ما يتغاضى عنها المتشدقون بها عندما يتعلق الأمر بالشعبين الفلسطيني والصحراوي اللذان لا يزالان يرزحان تحت نير احتلالين توسعيين تربط بينهما الكثير من أوجه التشابه في الطبيعة والممارسة.
انه من عجائب الصدف أن هذين الاحتلالين يتمتعان برعاية الدول الغربية التي تدعي أنها مهد الديمقراطية وحقوق الإنسان في حين نجدها تشجع ممارسات «الابرتايد» في كل من فلسطين والصحراء الغربية أليس الاتحاد الأوروبي هو من أبرم اتفاقيات الشراكة المركزة مع كل من إسرائيل والمغرب وهل هذا محض صدفة؟ أم مكافأة لهاتين الدولتين الاستعماريتين على ما تفعلانه بالشعبين الفلسطيني والصحراوي؟. إنها الخلاصة التي توصل إليها المناضل الحقوقي والنائب السابق بالبرلمان البلجيكي «بيار غالون» لدى نزوله ضيفا على جريدة «الشعب» أمس، مؤكدا أن المغرب وإسرائيل يشكلان بموقعهما الجغرافي نقطة ارتكاز الإستراتيجية الغربية في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وهما أداتان لتنفيذ الاستراتيجيات العسكرية للحلف الأطلسي عند الحاجة.
 وحول طبيعة الاحتلال وأساليبه اعتبر غالون أن ثمة الكثير من التشابه بين الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين فكلاهما يمارسان سياسة استعمارية توسعية تقوم على سلب الأراضي واقتلاع أصحابها وطردهم خارجها ودفعهم إلى اللجوء والتشرد كما هو شأن الفلسطينيين في مخيمات اللجوء والصحراويين في مخيمات تندوف، مؤكدا أن هناك تعاونا وتنسيقا كبيرين بين إسرائيل والمملكة المغربية لاستمرار الأخيرة في استعمار الصحراء الغربية ونهب خيرات الشعب الصحراوي الذي قال انه استطاع على مدار أربعين عاما من الاحتفاظ بوحدة الصفوف والمواقف وهي نقطة قوة مقاومة هذا الشعب وصموده أمام مناورات وممارسات الاحتلال المغربي كما أن هذا الشعب استطاع منذ الوهلة الأولى لنضاله من الحصول على الاعتراف بقضيته العادلة وبجمهوريته الفتية وبجبهة البوليساريو ممثله الشرعي والوحيد من قبل الدول والمنظمات الجهوية والدولية والتي كان من المفروض وبطريقة أوتوماتيكية أن تثمر باعتراف الأمم المتحدة بالجمهورية العربية الصحراوية.
من ناحيته وفي سياق المقارنة بين الاحتلالين المغربي والإسرائيلي اعتبر يفري بن زرقة نائب رئيس بلدية لاروشال الفرنسية وعضو اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي أن إسرائيل والمغرب تمارسان الميز العنصري في إشارة إلى جدار العار الذي أقامه المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة وجدار الميز العنصري الذي أقامه شارون لعزل الفلسطينيين، واستدرك بلهجة تفاؤلية اعتبر فيها أن التاريخ سينصف هذين الشعبين مهما طال الزمن وأن الحق سيعود لأصحابه خاصة وان القانون الدولي وقرارته تصبان في صالح الشعبين الفلسطيني والصحراوي وسيأتي اليوم الذي تجد فيه هذه اللوائح والقرارت طريقها إلى التطبيق وأضاف أن ليس هناك دولة واحدة في هذا العالم تعترف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية.
إن الاستعمار لا يمكن أن نسميه إلا كذلك ومساندة القضايا العادلة والشعوب المضطهدة فرض عين على كل حر في هذا العالم ومساندة الجزائر للشعبين الفلسطيني والصحراوي نابع من تاريخها وتجربتها القاسية مع الاستعمار والاضطهاد و الحرمان.
إن القضيتين الفلسطينية والصحراوية تضعان العالم كله أمام مسؤولياته وتكشف في كل مرة النفاق الغربي في التعاطي مع القضايا العالمية بمعيارين وأحداث غزة الأخيرة بينت الكثير ومنها - حسب بيار غالون - أن إسرائيل دولة مارقة تخترق القانون الدولي وأبجديات حقوق الإنسان أمام صمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة والذي قال انه كان يكفيها تهديد إسرائيل بوقف الدعم عنها لإجبارها على إيقاف عدوانها على غزة مؤكدا أن إسرائيل لها نوايا اقتراف إبادة وما قصف المدارس وقتل المدنيين والشيوخ والأطفال إلا بوادر لهذه النية الإسرائيلية.