تستقطب ولاية بجاية العديد من السياح لما تزخر به من جمال خلاب يأسر العيون، وتلك المساحات الخضراء والجبال التي ينجذب إلى سحرها كل من يراها، حيث يغتنم الزوار هذا الفصل من السنة لزيارتها، حيث يتميز الجو باعتدال درجات الحرارة وهبات النسيم الندية، التي تتسلل عبر ظلال الغابات والأشجار الوارفة، وهو ما يعطي هدوءًا للأعصاب وراحة للنفوس.
وكعيّنة عن هذه المناطق نجد منطقة “إغيل ويس” ببلدية تيزي انبربر، التي تتميز بجمال آسراين، والغابات الشاسعة والمساحات الخضراء المترامية هنا وهناك، يقصدها آلاف الزوار للتمتع بهذه المناظر الطبيعة وهروبا من حر وجفاف المناطق التي يقطنون بها، فدرجات الحرارة بالمنطقة لا تتجاوز30 درجة مئوية.
تحفة فنية من صنع الخالق منقوصة من المرافق العمومية
وفي هذا الصدد يقول السيد “عمار ـ ن”: “بمجرد وصولي إلى المنطقة يبهرني منظر الجبل ذو الارتفاع الشاهق الذي يطل على البحر، حيث يتميز بخصوصية جمالية، كما يلفت انتباه الزوار الغابات الخضراء التي تزينها ألوان الزهور الزاهية وكأنها تكتب سنفونية لا تعزفها سوى الطبيعة، فمن زقزقة العصافير الى الهواء العليل وصوت خرير المياه العذبة، تجعلك تشعر وكأنك وسط جنة الله على الأرض”.
وأضاف قائلا: “المنطقة تستقطب وتستهوي السياح بأشجارها دائمة الخضرة، وكذا المواقع الأثرية والسياحية المهمة الموجودة بها، ما جعلها تشكل مناخا مناسبا وجذابا للاستثمار، ما يتطلب من مسؤولي قطاع السياحة استثمار المواسم السياحية، لإبراز مقوماتها التاريخية والطبيعة بالتعامل الايجابي مع البيئة”.
وواصلت زوجته حديثه قائلة: “هذه المنطقة التي يكسو جبالها بساط أخضر وتطل على شواطئ أوقاس، هي بمثابة لوحة فنية من صنع الخالق، وتجذب الكثير من الزوار إليها، الذين يندهشون أمام مجموعة من الصور الرائعة، ما يتيح لهم التنزه وقضاء أوقات ممتعة. وتشهد المنطقة إقبالا منقطع النظير للزوار الذين يمكنهم الاستمتاع، عبر الممرات الطبيعية ومشاهدة أنواع الطيور والحيوانات البرية ، ويمكن القول أنها منطقة مهمة سياحيا وبيئيا لما يوجد بها”.
أما السيد “صليحة ـ ف” فتقول: “بالرغم من جمال الطبيعة الخلاب في هذه المنطقة، إلا أن غياب المرافق الضرورية وهياكل الاستقبال حال دون الاستجابة للأعداد المتزايدة من الزوار والسياح، وعليه فإعطاء دفع قوي للسياحية الجبلية أمر ضروري، من خلال برمجة مشاريع جديدة، على غرار قرية سياحية تحتوى على جميع مقومات السياحة، وتمنح الراحة والطمأنينة للزوار، فهم يجدون صعوبة كبيرة بسبب نقص المرافق العمومية”. وتستطرد قائلة: “يتطلب الوقت الراهن من السلطات المحلية ومديرية السياحة التحرك لتوفير حاجيات السياح، من خلال مشاريع من شأنها أن تنعش هذه السياحة أكثر، فإنشاء الفنادق،المقاهي والمراحيض من شأنها أن تريح السياح الذين تعلّقت قلوبهم كثيرا بالمنطقة”.
مشاريع في الأفق
ونشير أنه تم إنجاز عدد هام من المشاريع بالولاية، التي من شأنها اعطاء ديناميكية حقيقية لقطاع السياحة، من بينها متحف الماء الذي أنجز سنة 2010 بمنطقة توجة، أين أكد مسؤولو القطاع أن الولاية تتوفر على قدرات هامة في مجال السياحة البيئية والسياحة الجبلية، وسيتم تثمينها لتتحول بجاية إلى ولاية نموذجية في هذا المجال، من خلال إنجاز محطات ومراكز الراحة، عبر مختلف المرتفعات الجبلية.
وفي هذا الصدد، كشف السيد عبد القيوم لدرع، المدير الولائي للسياحة، بأنه تم برمجة مشاريع في إطار إنجاز دراسة مناطق التوسع السياحي، حيث تمّ إحصاء 7 مواقع تتواجد بالمناطق الجبلية، في كل من تيزي انبربر، كفريدة، تيشي، أدكار، أكفادو، تيشيحاف وزيقوان أين تجري أشغال إنجاز الدراسات بها، من أجل إنعاش القطاع وتوسيع السياحة الجبلية، وتهيئة المساحات الخضراء لاستقبال السياح والزوار، الذين يرغبون اكتشاف جمال والمناظر الطبيعية بالولاية.
ويضاف إلى هذا، برمجة أشغال إنجاز دراسات بشأن استحداث وإنشاء مخيمات، بغية جلب السياح لاستحداث أجواء ملائمة للوافدين عليها في موسم الاصطياف، وفق استراتيجية جديدة تعتمد أكثر على المواقع الأثرية، فضلا عن تنظيم معارض على مستوى مختلف مراكز الحرف اليدوية والتقليدية العاكسة لتراث المنطقة وعاداتها.