طباعة هذه الصفحة

وجهة عشاق الطبيعة والباحثين عن الراحة والاستجمام

غــابات “اعـوكارن”.. فتـنة الطـبـيعة الجـزائريــة

تعتبر ولاية تيزي وزو قبلة للعدد كبير من الزوار والسياح، نظرا لما تزخر به من معالم سياحية مختلفة تتميز برونق خاص بها، يأتون إليها من كل فجّ عميق بحثا عن الراحة والاستجمام، ورغبة في اكتشاف المناظر الخلابة والطبيعة الحية الناطقة بكل شيء جميل، ولعلّ من أشهر الوجهات التي تلقى إقبالا كبيرا هي “غابة إعكوران”.
بين أحضان الطبيعة وعلى بعد 50 كلم شمال شرق عاصمة الولاية تقع غابة “اعكوران” التي تتوسّط الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، كما أنها تتوسّط أربع بلديات إيعكورن، عزازقة، افيفا، فريحة، بحيث يحدها من الشمال جبل تامغوت ومن الجنوب قرية بهلول، أما من الشرق غابة أكفادو في حين نجد مدينة عزازقة من الجهة الغربية.
حيث تعتبر هده الغابة متوسطية ويعود عمرها إلى مئات السنين، فهي من أشهر الغابات في الجزائر وأكثرها تشبكا وغموضا، إذ تتربع الغابة على مساحة تقدر بـ5710 هكتارات من الأراضي الغابية والجبلية، التي تساهم في الحفاظ على البيئة والموروث الطبيعي، الحيواني والنباتي.
تعد الغابة قطبا سياحيا بامتياز، حيث تلتقي فيها ألوان الطبيعة بزغاريد الطيور التي تسبح في نسيم هذه الأشجار المعمرة منذ عقود طويلة، والتي تبدو كأنها تعانق السماء نظرا لطولها، لاسيما شجرة الفلين التي تتخلّلها شجيرات صغيرة والتي بدورها تلقي ظلالها على كافة الكائنات التي تعيش فيها، وكذا الزوار الباحثين عن الهدوء، بحيث أنها تستقطب العائلات والسياح على مدار السنة للاستمتاع بالهدوء والجمال الطبيعي الخلاب، حيث تعجّ هذه الرقعة الخضراء بالباحثين عن نفس جديد بعيدا عن ضوضاء المدينة.
ليس هذا فقط فشساعة الغابة الكثيفة وفرت أيضا محيطا مناسبا للعديد من الحيوانات كالقردة من فصيلة “الماغو”، التي جلبت الأنظار إليها خاصة مع تعودها على رؤية البشر من زوار المكان، فغالبا ما تقترب منهم بحثا عن قطعة خبز، وهي اللقطة التي يبحث عنها الجميع لحفظها من خلال أخذ صورة تذكارية أو فيديو من قلب المكان.
 حتى الينابيع الطبيعية الموزعة على طول الغابة تمكّنت من صنع ديكور طبيعي متناهي الجمال، كما أنها تروي العطشان بمائها العذب، حيث تسجل على مدار السنة إقبال العائلات بحثا عن ماء عذب ومنعش، ويزداد الإقبال عليها أكثر من أي وقت آخر خلال فصل الصيف نظرا لبرودة المكان عندما تصل درجة الحرارة بالمدن إلى 40 درجة، وبالتالي يهرب الجميع بحثا عن مكان بارد وسط الهواء النقي وزقزقة العصافير، التي توفر أجواء الراحة التي تساعد على رفع المعنويات والتخلص من القلق والتوتر.
ولعلّ أكثر ما يجلب السياح إليها تلك المعارض المقامة على جانب الطريق للصناعات التقليدية، لاسيما المنتجات المصنوعة محليا من الفخار والتي تتميز بنقوش وطراز قبائلي أصيل، وما يزيد من أنس الزوار أيضا تلك المنازل المتناثرة على تلال الطريق المؤدية لغابة إعكوران، والتي تشكل جزءا من القرية القديمة التي يحافظ قاطنوها على بساطة وجمال المكان.
ومن هنا يمكننا القول إن غابة إعكوران ما هي إلا جمال طبيعي أخاذ، تتميز بهواء منتعش ومناخ صحي، جعلت منها وجهة سياحية بامتياز للباحثين عن قضاء أوقات بين أحضان الطبيعة، خاصة العائلات والسياح وأطفال مخيمات صيفية قادمة من مختلف ربوع الوطن ليعيشوا متعة لا مثيل لها في كنف الاخضرار والاستجمام.