طباعة هذه الصفحة

الأسـير صدقي الزرو التميمي

مـنـذ عـام 2002 في سجون الاحتلال.. وما زال يتـطلّـع لـلحرية

إكرام التميمي - الخليل

أخي الأسير صدقي الزرو التميمي، يدخل عامه 23 في سجون الاحتلال، وهو من مواليد الخليل، معتقل لدى الاحتلال منذ تاريخ 16/8/2002، هو ليس مجرد أسير؛ هو بالنسبة لي ولعائلته “وطن”، وطن جريح ومسلوب يحتاج كما الوطن الأرض والإنسان للعدالة، نحتاج للضمير العالمي وللأنقياء والأحرار لفكّ قيوده، وكافة إخوانه في الأسر والمعتقلات بحاجة لضمان وصولهم للحرية والانعتاق من ظلمة السجّان وقيوده.  

حال الأسير التميمي كما حال أبناء الحركة الأسيرة في وطني المحتل فلسطين، حال لا تسرّ عدوا ولا صديقا، منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وحتى اليوم وحسب آخر إحصائية لهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، والتي أشارت بأنّه قد بلغ العدد الكلّي قرابة 10آلاف ومئة فلسطيني تم اعتقالهم في القدس ومحافظات الضفة الغربية، وهذا لا يشمل المعتقلين من قطاع غزّة، هذه الاعتقالات خلال قرابة عشرة شهور عجاف، لقد مورست كافة أشكال الانتهاكات أثناء وخلال عمليات الاعتقال والأسر، وجميعها مخالفة لكافة الأعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية والإنسانية. إنّ القضية الفلسطينية حاضرة في كلّ وجدان حرّ، والحاجة تقتضي رسم السياسات الملزمة ودراسة كافة السبل وفتح “ آفاق جديدة تساهم في رؤية متوازية ومع تطلّعات شعبنا وتعاون أحرار العالم بالاجتهاد والعمل على تحرير الأسرى”.
 إنّ القضية الفلسطينية برمّتها وعبر كافة مراحلها لم تشهد مثل هذه المعاناة، وحيث يتغوّل الاحتلال الصهيوني ويتواصل في عدوانه ضدّ الشعب الفلسطيني. ما يحصل الآن، جرائم وإبادة للكلّ الفلسطيني البشر والطير والشجر والحجر، اعتداءات تتمثل في اغتيال كافة أبجديات اللغة؛ تلوّنت جميع الجرائم وطغى الأحمر على لون التراب، والسواد لفّ عيون الحقيقة والمظلمة تاهت وأغلقت الآفاق، في حين السواد الأعظم، والأغلبية الصامتة، ومن سلب منهم الحقّ في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية يتوقون للسلام والأمن والأمان والاستقرار، وأنظار العالم ولا سيما الشعوب التي ذاقت مرارة الاحتلال وتعرف جيدا أهمية الحفاظ على استقلال الأوطان وتوطين السلام والأمان والاستقرار لشعوبهم، نحن شعب الجبّارين، ولا يوجد أمامنا من سبيل لتحقيق الإنجازات التي بذل خلالها أبناء الحركة الأسيرة كلّ نفيس وغال في سبيل تحقيق الحرية والانتصار لعدالة القضية الفلسطينية، وها هم محرومون قسرا من إسماع الحقائق عن معاناتهم وحقوقهم، نحن في مرحلة صعبة إن لم نعزّز من وحدة القرارات والموقف الواحد ووحدة المصير، ووحدة الوطن من خلال وحدة شعبنا، إن لم نفعل فستضيع كلّ تضحيات فلذات أكبادنا هباء منثورا. .
 نحن اليوم بحاجة لتلك الأصوات التي تنادي بالوحدة، وحتى تحقيق أفضل القرارات والاتفاقيات الدولية والعربية التي من شأنها توفير وتعزيز كافة الحقوق الفلسطينية، وحقّ الأفراد بالتمتّع بالحرية والاستقلال، وعلينا الاصطفاف مع من يؤمن بحقوقنا المشروعة، ورفض كلّ ما يعرّض مشروعنا الوطني الفلسطيني للخطر، وتغييب حقنا المشروع بتقرير المصير، وعلينا التأكيد بالرفض لأيّة إملاءات تدلّل على ازدواجية المعايير وتغييب العدالة وتفريغها من مضمونها؟ أم نحن الفلسطينيون أرهقتنا كثرة التحديات والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال على كلّ من يسمى فلسطينيا، هل سيكون سهلا التواكل على شعوب العالم وقرارات الإجماع الدولي في تخليصنا ممّا نعاني منه على مدار العقود؟ أم نحن جميعا يجب أن نتوحّد ونرسم خارطة فلسطين المستقلة (أرض، ومواطن، عاصمة علم، وعملة، حقوق، واجبات، وتطلعات. .الخ).
التحديات كثيرة والرؤية تحتاج لوضع أولويات تحافظ على حياة الإنسان الفلسطيني، وتضمن حرية الوطن وأبناء شعبنا من قيود الاحتلال. كيف نصل لنهاية النفق؟ هل نحن بحاجة لسياسات وقرارات دولية فاعلة وواضحة وملزمة لإنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني. حقائق ومتغيرات: عقود من المفاوضات وما بين السلام والحرب، شعرة معاوية والتي غيرت معالم كثيرة وحيث أكثر من أربعين ألف إنسان فلسطيني ارتقى للعلياء بلا ذنب فعلوه، فلماذا تهوّن حياة الإنسان الفلسطيني، على كافة الأطراف تحمل مسؤولياته (عالميا، عربيا، فلسطينيا).
عالميا: هناك متغيّرات وتحديات إقليمية وما يتعرّض له الإنسان الفلسطيني، يفرض دعم المجتمع الدولي، وممارسة الضغط على من يعرّض السلم والاستقرار لخطر نشوب صراعات ونزاعات في الشرق الأوسط برمته، وحيث سيصبح العالم على شفير الهاوية. عربيا: نطّلع للدعم والمساندة للحقّ الفلسطيني، ونحن لطالما تجمعنا العروبة والتي لا انفصام لها، كما الجسد الواحد.  
فلسطينيا: جميعا علينا التعاون في تعزيز وحدتنا الوطنية؛ ولكلّ معاناة نهاية وبداية أمل ونافذة فجر الحرية والانتصار للحق الفلسطيني ضرورة واستحقاق، وعلى الجميع السعي نحو تحقيق وضمان توازن العدالة الدولية والإنسانية والسياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية لنا كباقي شعوب الأرض، واكتمال الحلم من خلال كامل الاستقلال الفلسطيني وتحقيق الذات الفلسطينية وإنهاء كلّ ما من شأنه أن يعيق تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية للبشرية جمعاء، ولا سيما لأبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.