طباعة هذه الصفحة

أشاد بحرص السّلطات على حماية الموروث الثّقافي..البروفيسور عزوق:

الرّئيـس تبـون أولـى “الذّاكرة” بعنايـة فائقة

فاطمة الوحش

 ثمّن البروفيسور عبد الكريم عزوق جهود الدولة الجزائرية الدائم في المحافظة على الموروث الثقافي كرافد من روافد الهوية الوطنية، وكصانع لذاكرتنا الثقافية، وقال في تصريح لـ “الشعب” إنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أولى الذاكرة الوطنية وصون التراث الثقاقي العريق للشعب الجزائري بعناية فائقة.

 أوضح عزوق أنّ هذا المسعى يعبّر عن نظرة استراتيجية لمستقبل الهوية الوطنية، وحماية إسهامات الجزائر في منجزات التراث الإنساني في مجال الفنون والآداب، وفي مجال الفكر والثقافة عبر مد جسور الإشعاع الثقافي مع بلدان الجوار في حوض المتوسط وإفريقيا، وهو ما يمثّل - يقول المتحدث - إبرازا لكيان الجزائر الشامخ عبر التاريخ بحجمها الحضاري ودورها الريادي في مختلف فترات التاريخ، كما يمثّل حماية لهذا الرصيد الكبير من  تهديدات  الاختلاس الثقافي، ومخططات السطو على المكاسب الثقافية للشعب الجزائري من طرف القوى المعادية لدور الجزائر المحوري في شمال إفريقيا، وإنعاشا لحضور الذاكرة في الأذهان.
وأشار عبد الكريم عزوق إلى مجموعة من القوانين سنّتها الدولة الجزائرية لحماية التراث الثقافي والتاريخي وتحيينها، مشيدا  بالسعي لدى منظمة اليونيسكو وتقديم ملفات لتصنيف إيقونات من موروثنا الثقافي لتكون تراثا عالميا، وتصنيف المواقع والمعالم الثقافية كتراث وطني، وكذا إطلاق مشاريع صيانة وترميم التراث الثقافي واستغلاله فيما يعرف بالسياحة الثقافية والتاريخية كقيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وإنشاء المتاحف والحضائر الوطنية الجديدة، إضافة إلى السعي لاسترجاع تراثنا الثقافي من الخارج مثل مدفع بابا مرزوق، وإيقاف النزيف الذي يتعرّض له التراث الثقافي عبر السرقة والمتاجرة غير الشرعية العابرة للحدود، وذلك باستحداث خلايا مكافحة تهريب التراث الثقافي على مستوى الدرك الوطني والأمن الوطني والجمارك الجزائرية، ما قدّم نتائج إيجابية في الميدان، باسترجاع آلاف القطع المسروقة بالخارج، وهذا يدل - يؤكد محدثنا - على حرص الدولة الجزائرية واهتمامها المتزايد بقطاع التراث الثقافي.
ولفت عزوق إلى أنّ الحرص على مشاركة الجزائر في تظاهرات دولية للتعريف بغنى وتنوع وثراء تراثنا الثقافي بنوعيه المادي وغير المادي في مختلف الفترات التاريخية التي عرفها الوطن، وفي مختلف مناطق الوطن أيضا، إضافة إلى تنظيم تظاهرات وطنية ودولية للترويج للتراث الجزائري عبر العصور من خلال المعارض والندوات والأيام الدراسية والملتقيات الدولية، وتشجيع مجال البحث في التراث الثقافي الجزائري. ومحاولة استغلال المواقع التراثية والتاريخية في الإنتاج السنيمائي، وكذا الدعوة للمحافظة على التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة واستغلاله في التنمية المستدامة، والدعوة للمحافظة على الذاكرة الحية للمجتمع، وإحيائها لاسيما في شقها التراثي.
ونوه عبد الكريم عزوق باهتمام الجزائر بالامتداد الثقافي والتراثي وكثير من التقاطعات الثقافية المشتركة مع إفريقيا، والتي توجت بإنشاء المتحف الإفريقي لأول مرة في الجزائر ليجسد الثقافة المشتركة للقارة الإفريقية، وإن تعدّدت ألوانها وطبوعها.