السيدة باية ماروك من بين المجاهدات اللواتي وهبن حياتهن من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة والتي أبدت في حديث لها مع «الشعب» ارتباطا شديدا بتاريخ الثورة حيث كانت في كل مرة تبدي تأسفا إلى حد الانزعاج من قلة اهتمام الأجيال الجديدة برموزها التي تظل المنقذ الوحيد من الظلال وحياة الاستعمار والاستيطان، وتوقفت باية معنا عند أهم المحطات التي عرفتها الثورة والتي شاركت فيها حيث تعدّ واحدة من المناضلات النشطات إبان ثورة التحرير الوطني، حيث لعبت دورا كبيرا في إرعاب المستعمر بجانب كل المناضلين والمناضلات في التفجيرات التي هزت أوكار المحتل الغاشم.
السيدة باية قالت على هامش منتدى «الشعب»، «حول قراءة وثيقة مؤتمر الصومام « ها نحن اليوم نحيي كل محطاتها من خلال التذكير بتضحيات شهدائنا الأبرار وبسالة مجاهدينا الذين ما يزال البعض منهم على قيد الحياة في حين رحل البعض الآخر إلى الرفيق الأعلى حاملين سرهم معهم دون أن يتمكنوا من الإدلاء بشهاداتهم حول بعض الحقائق التي يجب أن يطلع عليها جيل الاستقلال، للعمل والتقيد بمبادئ ثورتهم الأبية أكثر وليجعلوا منها قدوة يسيرون على دربها من أجل أن تحيا جزائر العزة والكرامة.
ودعت المجاهدة باية إلى ضرورة الاهتمام بكتابة تاريخ الثورة التحريرية بأقلام جزائرية من خلال تدوين كل الشهادات الخاصة بالمجاهدين الذين لايزالون على قيد الحياة من أجل الحفاظ على التاريخ المجيد الذي سطرته ثورة نوفمبر، وعدم إهمال الأسرة الثورية التي تعد مؤسسة المحفوظات والذاكرة التي تغذي باستمرار الوجود والانسجام مع الأجيال المتواصلة بالروح الوطنية و مفخرة لما صنعه جيل نوفمبر.
وفي هذا السياق دعت المجاهدة باية إلى ضرورة عقد مؤتمر يتم جمع من خلاله كل المجاهدين و أخذ شهاداتهم وتدوينها من أجل حفظ تاريخ وطننا وثورتنا المجيدة، كما ركزت خلال حديثها معنا على حتمية جعل تاريخنا ركيزة التعليم من خلال تدريسه في المدارس بتفاصيله بداية من الصف الابتدائي من أجل ترسيخ الروح الوطنية لدى الأجيال اللاحقة أكثر وأكثر.