تبذل السلطات العليا في البلاد، خلال السنوات الاخيرة جهودا كبيرة لمكافحة السرطان والوقاية منه، يبرز ذلك من خلال اعتماد العديد من المخططات والبرامج لمكافحة هذا المرض، أهمها المخطط الوطني لمكافحة مرض السرطان 2023-2030، الذي أقرته وزارة الصحة، إلى جانب استحداث هيئة وطنية ممثلة في اللجنة الوطنية للوقاية من مرض السرطان ومكافحته، تم استحداثها بموجب مرسوم رئاسي، يضاف إليها استحداث العديد من المراكز الخاصة بمكافحة السرطان بالولايات الداخلية والجنوبية، التي شكلت بصيص أمل للولايات المجاورة تختصر عليهم عناء التنقل لشمال البلاد للعلاج من هذا الداء الخبيث.
شكّل مركز مكافحة السرطان بمنطقة الجلفة الذي أشرف على تدشينه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منذ قرابة عامٍ من الآن، حلما لدى ساكني عاصمة السهوب والولايات المجاورة، لما يوفره من بصيص أمل في الشفاء، ويكفيهم عناء التنقل إلى الولايات الشمالية وقطعهم مئات الكيلومترات في رحلة العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، على مستوى مركز مكافحة السرطان بالجزائر العاصمة والبليدة، بل حتى ولايتي الوادي وورقلة، هذا المستشفى المشيد على مساحة تقارب الــ5 هكتار وبتكلفة مالية قيمتها تتجاوز الـ6 مليار دج، كما تتوفر هذه المنشأة الصحية إضافة إلى الطواقم الطبية المتخصصة في علاج ومكافحة السرطان بولاية الجلفة، تجهيزات ومعدات للتشخيص والمعالجة، تضمن حاجيات السكان والولايات المجاورة لولاية الجلفة.
وبالمقابل يضمن مركز مكافحة السرطان بولاية أدرار لمرضى المنطقة والولايات المجاورة، عبر علاج مكثف تضمنه الطواقم الطبية المتخصصة من أطباء وأطقم شبه الطبي عبر استعمال التقنيات الحديثة والأجهزة الحديثة في معالجة ومكافحة الداء الخبيث، بمصالحها الخمس، أبرزها مصلحة للعلاج الكيميائي، ومصلحة العلاج بالأشعة هذه الأخيرة التي تقوم بتقديم حصص علاجية لفائدة المرضى باستعمال التقنيات المتطورة في مجال العلاج بالأشعة، ما يسمح بإعطاء حظوظ أوفر في نسبة شفاء المريض، وتكون أقل تقييد بالنسبة للمريض المصاب بحسب العاملين بمستشفى 140 سرير بمركز مكافحة السرطان بأدرار.