يتواصل بالجزائر العاصمة، معرض “آرتيلو” من تنظيم المصورين الفوتوغرافيين، تينهينان مهدي ووليد ماندي، وذلك إلى غاية 31 من الشهر الجاري، حيث يبرزان ثراء التراث الثقافي الجزائري وعظمة الفن المعماري المعاصر لكبريات المدن.
ويتمحور المعرض المنظم برواق الفن على مستوى المركز التجاري غاردن سيتي بالعاصمة حول تطوّر الانسان وقدرته على احتواء المحيط الذي يعيش فيه بفضل إدراكه، تفكيره وذكائه، محسنا بشكل تدريجي ظروفه ومعطيا مزيدا من الزخم لراحته الشخصية عبر مرور الزمن.
كما يمنح المعرض للزوار، عديد الوقفات ترحل بهم إلى فضاءات التاريخ والثقافة والعراقة والعصرنة، حيث عرض الثنائي ثلاثين عملا مؤطرا بأحجام متوسطة بالأبيض والأسود وبالألوان، ودعوة “إلى القيام بفسحة بصرية، حيث تحكي كل صورة عن قصة خالدة”.
وقد نجح العارضان في إقامة حوار بين حقبتين تفصلهما قرون من التاريخ، حيث قاما بتنظيم فضاءات قاعة العرض، بشكل يضع الزائر ضمن الفاصل الذي يفصل بين جدارين متوازيين تتعاقب عليه لحظات حياة خالدة، بأسلوب يتناقض فيه دفء وحميمية العصور القديمة وتقاليد الأسلاف مع برودة ناطحات السحاب وغيرها من الهيئات الحضرية ذات الأشكال والتصاميم الضخمة، حيث هيمن على الإنسانية نوع من الحداثة المفرطة.
في هذا الصدد، عرضت تينهينان مهدي، خمسة عشر صورة فوتوغرافية ذات بعد تراثي وانثروبولوجي، وتمّت معالجتها بإضاءة كثيفة، بحيث أضفت أجواء دافئة ومضيئة، ما أضفى عليها مسحة من الحياة، مع إبراز المواقع والآثار القديمة، فضلا عن العادات والتقاليد العريقة.
وتمزج تينهينان مهدي (26 سنة) العقلانية مع الجمالية، بحكم تكوينها في الهندسة البتروكيميائية، وحبها منذ نعومة أظافرها للفن بكل أشكاله، لا سيما منها التصوير الفوتوغرافي.
أما وليد مهدي (55 سنة) فيعمل في تخطيط المشاريع وحاصل على شهادة في التصوير الفوتوغرافي الفني الذي يمارسه منذ 2017.. وقال في هذا الصدد، إن تخليد لحظات الحياة وتلك العناصر المختلفة للمجتمعات المحلية والأجنبية هو بالنسبة له “مصدرا لا متناهي من الانبهار”.