طباعة هذه الصفحة

كـي لا ننسـى مجازرنا..

بين نـتياهو ومُـصلّي الفجر صاروخ الألفي رطـــل ..

بقلم: وليد الهودلي

هنيئا لك أيها النتنياهو أن رضيت لنفسك أن تقوم بدور التجربة للأسلحة الامريكية المتطوّرة ولكنّ اختيارك للّحم الفلسطيني من نساء وأطفال كمختبر تجارب كان حماقة ما بعدها حماقة، أنت بذلك تجرّ على نفسك وشعبك عواقب هذه التجربة الفظيعة.

هذه القنبلة ألقي بمثلها ذات مرّة على ملجأ العامرية في بغداد فصهرت من فيه من بشر لأنها تحوّل المكان إلى سبعة آلاف درجة مئوية. كم هو حجم الحقد والكراهية التي يكنّها صدرك البشع، أن تصبّ جام هذه الحمم الفظيعة على رؤوس مصلّين يبتهلون ربّهم أن يرفع عنهم هذا البلاء ويكفّ عنهم شرّ بني صهيون المستعر. لكل واحد من جماعة صلاة الفجر قصّة وحياة وطموح وأمل ومستقبل، هكذا في لحظة واحدة أيها الافّاك الأشر تضع حدا لهذا الكم العظيم من حياة البشر، ماذا ترى في نفسك حتى تعطيها الحق في وضع حدّ لحياة البشر؟
كم حافظ للقرآن منهم وكم من تقّي ورع، وكم من خاشع مبتهل لا شيء في قلبه إلا النور والخير وفلاح البشر؟ كم من أب جاء للصلاة وهو راج وآمل بالله الفرج له ولأبنائه وعائلته الصغيرة والكبيرة، كم من طفل وفتى واعد يرجو الحياة والنجاة من هذه الحرب والتي كلّ يوم فيها تصغر دائرة النجاة بسبب حممها وحميمها وقصف شروركم. كم من أمّ باتت وهي ترجو الله السلامة والنجاة لأطفالها من شروركم؟ أتحسب أنّ جريمة بهذا الحجم الفظيع ستمرّ مرور الكرام، أتدري أم لا تدري أن التاريخ يكتب والناس يشهدون وقبل التاريخ والناس هناك رب كبير متعال نحن وأنتم نؤمن بذات الربّ العظيم وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية، وهو بالمرصاد لكلّ الطغاة والجبابرة.
 أنت فعلت بأبشع الصور مثل ما بنيتم عليه روايتكم من أنّكم ضحايا أفران النازية، فعلت فعل أصحاب هذه الافران وأصحاب الاخدود أضعافا مضاعفة، ومن جُبنك ونذالتك لم تفعل ذلك بمن فعلها بكم، جئت تفعلها مع شعب لا ناقة له فيها ولا جمل، قبلت من هؤلاء الذين أجرموا فيكم (كما تدّعون) بكلّ خسّة ونذالة بالتعويض، بعتهم مأساتك بدراهم معدودة، بثمن بخس ثم وظفوك لتفعل ذات الجريمة مع الشعب الفلسطيني، قبلت بدور “المتوحّش النبيل” الذي وظّفه الرجل الابيض في أمريكا ليدلّ على قومه ورضي بهذا الدور الوضيع. فنحن وأنتم ساميّون ولسنا أعداء للساميّة قطعا لأننا أصلا من أبناء سام، رضيت أن تقوم بهذه المهمّة القذرة: أن تقتل من يشاركك ذات العرق والصفة، وأن تكون موظّفا رخيصا للرجل الامريكي والاوروبي أبيض البشرة أسود القلب.
هنيئا لك هذا الدور العظيم وهذه النذالة بأدنى دركاتها المريعة، هنيئا لك هذه التجليّات الخبيثة، أجلب علينا بخيلك ورجلك وطائراتك بكل أشكالها وألوانها وصواريخك الذكية والغبية الثقيلة والخفيفة، التي تحرق الاجساد فتجعلها هباء منثورا والتي تقطّعها إربا إربا، تخابث في السياسة كما يحلو لك، حرّك أوراقها والعب فيها بكل ما أوتيت من خبث وكراهية وتطرّف مجنون واعلم أنه لا بدّ وأن تدور عليك الدائرة.
لست بدعا من الجبابرة الذين عبروا التاريخ فأوسعوا فيه خبثا وإجراما ثم طويت صفحتهم. واعلم أنك كلما ازددت توحّشا كما أزفت ساعتك. واعلم يا عدوّ نفسك أنّ اعتمادك هذا على أمريكا ومن دار في فلكها هو كاعتماد المرء على شيطانه، إذا جاءت لحظة الحقيقة سيتبرأ منك ويقول لك مقولته المعروفة: “إنّي بريء منك” قريبا سيكتشفون أنكم قد فقدتم وظيفتكم في حماية مصالحهم في المنطقة وأنكم أصبحتم بحاجة إلى من يحميكم، سيكتشفون أنكم قد بتّم عبئا عليهم فينفضّون عنكم ويلقون بكم إلى أقرب حاوية أعدت لحثالة البشر، سيكتشفون أنكم عبئا ماديّا ومعنويا وأخلاقيا وأنكم سببا مباشرا في تشكيل أسوأ صورة بشرية منحطة في التاريخ تتقاسمونها وإياهم، سرعان ما يدعوهم هذا للخلاص من وزركم والبراءة منكم ومن كل ما سببتموه لهم من فظاعة وضرر.
لن يطول الامر لكم، لقد بدأت البشرية بالتقزّز من أفعالكم والشعور بالقرف منكم ومما تجرمون، لقد آذن ليلكم بالزوال وبان الخيط الأبيض من الأسود للناس، ما هي إلا سويعات فيدهم النهار سوادكم ليولّي هاربا من غير رجعة بإذن الله. لقد رأى بدايته بأم عينه كل ذو بصيرة وسنرى الفجر قريبا مضاءً بنور أرواح من صهرتموهم بصواريخ الألفّي رطل وهم ساجدين لله في صلاة الفجر في مسجد مدرسة التابعين في حي الدرج. (ملاحظة:( حديثنا عن نتنياهو هو ذاته عن هذا الكيان وأركان عصابته فكلهم في الحقد والاجرام على قدم وساق).