نشر معهد الدراسات الأمنية الجنوب إفريقي مقالاً بقلم الباحث “بيتر فابريشيوس”، تناول فيه بشكل نقدي محاولات المغرب الأخيرة فرض خطته التوسعية غير الشرعية في الصحراء الغربية، ليخلص إلى أن هذه الخطة غير الشرعية لن تنجح، مشدداً على أن تقرير المصير للشعب الصحراوي يظل الحل الوحيد القابل للتطبيق.
ركز المقال على جهود المغرب لفرض طرحه الاستعماري، وهو ما ترفضه الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي يبقى موقفها ثابتا ومبنيا على القانون الدولي وعلى السوابق التاريخية المتعلقة بعملية تصفية الاستعمار.
ويبرز” فابريشيوس”، أنه على الرغم من محاولات المغرب الحصول على الاعتراف الدولي بمطالبه الاستعمارية، لاتزال الجمهورية الصحراوية تتمتع بدعم كبير، خصوصاً من الاتحاد الإفريقي ودول إفريقية كبيرة، بالإضافة إلى الهيئات العالمية الملتزمة بدعم حل عادل وشرعي، حيث تُنتقد الاستراتيجية المغربية التي تبحث لدى جهات أجنبية عن التأييد لشرعنة احتلالها للصحراء الغربية، نتيجة فشلها في تجاوز القضية الجوهرية المتعلقة بالحق في تقرير المصير.
ويشير المقال، إلى أن مصير الصحراء الغربية يجب أن يحدد من قبل شعبها من خلال استفتاء، وهو مبدأ لايزال الاتحاد الأوروبي متمسكاً به رغم التغيرات الأخيرة المعبر عنها من قبل فرنسا وإسبانيا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يُعزز موقف الأمم المتحدة هذا التوجه عند مناقشة القضية في أكتوبر.
وفي هذا الصدد، يضيف المقال، يلفت الدكتور “جاكوب موندي”، رئيس قسم دراسات السلام والنزاعات في جامعة كولغيت الأمريكية، إلى أن أي محاولة من فرنسا والولايات المتحدة للدفع بخطة التوسع الاستعماري المغربية في مجلس الأمن الدولي ستواجه بمقاومة قوية من الصين وروسيا.
الموقف الأممي يرفع الكفّة الصحراوية
ويظل الموقف الرسمي للأمم المتحدة ركيزة أساسية في حجج الجمهورية الصحراوية، بحسب المقال، حيث أن مبدأ تقرير مصير الصحراء الغربية يجب أن يحدد من خلال استفتاء، مثلما تقر بذلك الأمم المتحدة.. هذا الموقف يعزز من شرعية مطالب الجمهورية الصحراوية ويسلط الضوء على ضرورة حل النزاع وفقاً للقانون الدولي. يضاف إلى ذلك، الدعم الدولي المتواصل للجمهورية الصحراوية، مشيرا إلى أن المساعي الرامية لتحقيق استقلال الصحراء الغربية تظل مساعي جادة ومشروعة، على الرغم من التحديات التي تفرضها المناورات الدبلوماسية المغربية.
تأييد القضية دوليا.. يتزايد
من جانبه، أكّد محمد يسلم بيسط، سفير الجمهورية الصحراوية لدى جنوب إفريقيا، بأن قضية الصحراء الغربية مازالت تحظى بتأييد دولي كبير، عكس مغالطات ومزاعم الاحتلال المغربي. ويضيف بيسط، أن تأييد الطرح الاستعماري المغربي يعكس آراء قيادات فردية وليس سياسات رسمية لحكومات الدول، مؤكدا أن الاعتراف القائم بالجمهورية الصحراوية وعضويتها في الاتحاد الإفريقي يشيران إلى قدرتها على البقاء وإلى فشل كل سياسات ومحاولات المغرب.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي، أنه عكس الادعاءات المغربية، فإن القضية الصحراوية مازالت تتمتع بمكانة كبيرة لدى معظم البلدان الإفريقية التي تتمسك بالحل الأممي وليس بالحل الأحادي الاستعماري الذي يسعى الاحتلال المغربي لفرضه بالتواطؤ مع بعض الدول.
واعتبر بيسط أن دعم الحكومات أو الجهات الخارجية للمطالب الاستعمارية المغربية غير مجدٍ للمغرب، مشدداً على أن “الرأي الوحيد الذي يمكن أن يشكل فرقا هو رأي شعب الصحراء الغربية”