طباعة هذه الصفحة

أصـدر “أكطـاعات من تندوف وضواحيها”

عنـفاري يؤرّخ لـلـشـّعـر الحسـاني

علي عويش

صدر حديثاً عن دار جودة للنشر والتوزيع مؤلَّف جديد للشاعر عنفاري سعيد، تحت عنوان “أكطاعات من تندوف وضواحيها”، وهو كتاب من الحجم المتوسط يضم 65 صفحة، جمع فيها الكاتب أهم “الأكطاعات” الشعرية بمدينة تندوف.

الكتاب يُعدُّ مرجعاً لشعراء المنطقة والمهتمين بالثقافة الحسّانية، وهو بمثابة تأريخ لنوع شعري بارز يكاد يندثر في زماننا الحالي، إذ يُعتبر “أكطاع” نشاط أدبي يتم بين شخصين يدلو كلٌ منهما بدلوه في الشعر الحسّاني في نسق وتناغم تامين في الوزن والقافية، ويكثر الإقبال عليه في جلسات الشاي وليالي السمر الطويلة، وهو نسخة حسّانية من المناظرة الشعرية في الشعر العمودي.
يستعرض الكتاب مجموعة من أكطاعات، بعد أن غزت الهواتف الذكية جلسات السهر والشاي، فاستُبدل أكطاع بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لهذا جاء الكتاب الأول من نوعه بالولاية، ليحاول الكاتب من خلاله أن يُعيد إلى أذهان القارئ زمن الشعر والشاي والخيمة.
جاء الكتاب بعد جهد واضح من المؤلِف، ليكوّن لبنة تضاف إلى جمال ورونق ونسق الشعر الحسّاني في الجزائر، وقد نجح في الإلمام بما أمكن من إبداع شعراء شباب وضعه بين دفتي كتابه كمرجع تاريخي وأدبي للثقافة الحسّانية في الجزائر.
ضمّ الكتاب 25 أكطاعاً شعرياً، بالإضافة إلى مجموعتين شعريتين حاول الكاتب من خلالها إعطاء صورة مختصرة لهذا الفن الشعري وتدوين مجموعة من القصائد التي بقيت خالدةً في أذهان الشعراء والمهتمين بالثقافة الحسّانية.
ويبرز كتاب “أكطاعات من تندوف وضواحيها” كتأريخ للشعر الحساني في المنطقة، وتذكرة عودة إلى زمن الشعر والقافية، حيث تمكّن الكاتب من جمع “أمهات القصائد” وأشهرها لتكون شاهدةً على المرحلة التي وصلت إليها تندوف من النضج والإلمام بالشعر الحسّاني.
الكتاب جدير بالقراءة للمهتمين باللهجة الحسّانية المكتوبة، فهو يضمّ قصائد سهلة البناء والمفردات، عميقة في مدلولاتها، ومتنوّعة في أغراضها الشعرية.