أحيت ليلة أول أمس مؤسسة مفدي زكريا في سهرة فنية وأدبية بالتنسق مع جمعية مشعل الشهيد وجمعية الكلمة للثقافة والإعلام الذكرى الـ37 لوفاة شاعر الثورة مفدي زكريا واليوم الوطني للشعر الذي يصادف ذكرى رحيله بقصر الثقافة وسط حضور شعراء وفنانين وشخصيات دبلوماسية ووطنية وجمع غفير من المواطنين.
استهلت الاحتفالية بكلمة ألقاها الأمين العام لمؤسسة مفدي زكريا جابر بعمارة رحب فيها بالحضور، مستوقفا محطات من حياة الراحل، في رحلة اكتشف فيها الجميع مناقب هذا الرجل ومشاريعه الفكرية النهضوية التي كان يحملها، شاعرا ومناضلا ومجاهدا بالقلم لإعلاء صوت الجزائر رغم الظروف التي كان يعيشها، واصفا إياه بمتنبي زمانه كيف لا وهو لم يكن كغيره من الأطفال بل كان رجلا في سن الطفولة, وكان رجلا لم تخفه يوما كلمات التهديد ولا التعذيب والسجن ولا حتى الموت من أجل الوطن، أكمل نضاله بالشعر والقلم والمجاهدين بالسلاح والمدفع وقد نجح بإيصال أفكاره عن طريق شعره الحماسي.
واستذكر المتحدث رسالة من احد أصدقاء الراحل في تونس تضمنت آخر كلماته ولقاءاته التي كان يعقدها مع الكتاب والصحفيين والمشروع الفكري الذي كان يحلم أن يحققه وهو بناء قصر للفكر والثقافة بالمغرب قبل أن تدركه المنية في مثل هذا اليوم.
بعدها استمتع الحضور بقصائد وأناشيد وطنية لمفدي زكريا صدحت بها حناجر المجموعة الصوتية «إزلوان مزاب» لبني يزقن والفن للأصالة التي ضمت 25 عضوا بقيادة الفنان عبد الله عبد العزيز وتلحين الأستاذ جابر بليدي، لتحال الكلمة إلى الشعراء ليدلوا بما جادت يه قرائحهم من قصائد شعرية من الفصيح والشعبي وبين القديم والحديث وكانت البداية مع الشاعر الدكتور «أحمد حمدي» الذي نظم قصيدة بالمناسبة تحت عنوان «أيطيب القصيد من بعد مفدي» مهداة إلى روح الراحل فأبدع في إلقاءها صوتا وقافية حيث قال:
أنت فجرت في العروق دماء
ورسمت الطريق في حزب شعب
أيطيب القصيد من بعد مفدي
وكانت للشاعرة حنين عمر» وقفات مع الشاعر في أبيات شعرية غازلت فيها الحضور بالكلمات بلغة ممزوجة بالألم والأمل في مواصلة مسير مشوار الراحل،كما كانت للشاعر عبد العالي مزغيش والشاعر حاج نور الدين بامون وقفات شعرية بالمناسبة والشاعر الشعبي توفيق ومان الذي ألقى شعرا تحت عنوان «طاح الليل» ضم هموم الوطن العربي.
وفي ختام الاحتفال تم تكريم الأستاذين الوزير الأسبق والمجاهد الأمين بشيشي والدبلوماسي صالح بن القبي بالمناسبة لما بذلوه من جهود وتضحيات في سبيل الثقافة الوطنية ومؤسسة مفدي زكرياء.
رحل من نحتفل بذكراه لكن لم يرحل إلى الأبد فهو يسكن قلوب الجزائريين، ففي كل لحظة ننطق فيها نشيد قسما نتذكر أن من وضع الشعر ليس إنسانا عاديا بل قامة من قامات المجد ستظل إلى الأبد قائمة بشموخها في سماء الجزائر.