كشف خير الدين برباري رئيس البعثة الجزائرية التي شاركت في الألعاب الأولمبية بباريس 2024، خلال حوار خصّ به «الشعب»، أن المشاركة في الأولمبياد كانت إيجابية بكل المقاييس، حيث نجح الرياضيون في رفع التحدي والظهور بشكل مشرف من خلال الظفر بذهبيتين وبرونزية.
«الشعب»: كيف تُقيّم المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية؟
برباري: المشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس كانت إيجابية إلى أبعد الحدود، رغم أننا كنا نستطيع الظفر بميداليات أخرى، إلا أن الحصول على ثلاث ميداليات منها ذهبيتين في أكبر حدث رياضي عالمي، يبقى أمرا جيدا وإيجابيا للرياضة الجزائرية، وفي ظلّ تواجد عدد كبير من الأبطال العالميين الذين كان هدفهم واحد، وهو الحصول على الذهب وكما تعلمون نتائج الجزائر تراجعت خلال النسخ الأخيرة للألعاب الأولمبية، وهو ما يجعلنا نعتبر النتائج المحققة في أولمبياد باريس، بداية عودة الجزائر من جديد إلى منصات التتويج في هذا الحدث الرياضي الكبير، بالتأكيد كانت لدينا أهداف من المشاركة وقلنا قبل الدورة أن هدفنا على الأقل ثلاث ميداليات، وهذا الكلام لم يكن للاستهلاك بل كان مبنيا على دراسة ومؤشرات، جعلتنا نعلن عن هذا الرقم الذي نتمنى أن يزداد خلال الحدث المقبل في لوس انجلس.
كيف كانت الأجواء داخل البعثة وفي القرية الاولمبية؟
عشنا داخل القرية الأولمبية لأكثر من 20 يوما، والأجواء كانت بمنتهى البساطة عائلية بامتياز، حيث عشنا أجواء فرح بعد التتويجات المحققة من طرف نمور وخليفي إضافة إلى سجاتي، وعشنا أيضا أجواء تأسف بسبّب الخسارة من خلال إخفاق بعض الأبطال، الذين كنا نتمنى أن ينجحوا في تحقيق المراد، وهو الفوز والتقدّم إلى النهائيات إلا أن هذا الأمر لم يحدث، كانت هناك مرافقة صحية في المستوى لكل أفراد البعثة من رياضيين ومرافقين، وأيضا المرافقة النفسية كانت موجودة، خاصة أن العامل النفسي مهم في مثل هذا النوع من المنافسات التي تعرف مستوى فني كبير، وهو الأمر الذي يزيد الضغط على الرياضيين وهنا يظهر دور المرافق النفساني، الذي كان حاضرا مع البعثة، كما كانت هناك عيادة متنقلة داخل القرية الأولمبية التي كانت تتوفر على كل ما يريده أي رياضي وهو الأمر الذي كنا ننتظره، خاصة أن هذا حدث كبير وبالتأكيد تمّ توفير إمكانيات ضخمة لإنجاحه.
كيف واجهتم الضغوطات التي تعرضت لها خليف ونمور إضافة إلى سجاتي؟
ولا يجب الإشادة بما حققه هذا الثلاثي، خاصة أنه لم يكن من السهل بلوغ القمة، وتحقيق الذهب وهو ما سمح لنا باسماع النشيد الوطني قسما مرتين في باريس، وهو أمر جيد كما أن العلم الوطني ارتفع ثلاث مرات، أعتقد أن الضغوطات الأكبر كانت على عاتق البطلة الجزائرية والعالمية إيمان خليف، التي واجهت حربا ضروسا بأتم المعنى من البداية، وكان من الواضح أنها مستهدفة من بعض الأطراف، التي كانت تدرك أن السبيل الوحيد لإيقافها هو التشويش عليها، من خلال جرها إلى حرب وهمية وإبعادها عن هدفها الرئيسي، الذي كان التتويج بالميدالية الذهبية، والحقيقة تقال أن إيمان ذكية وكانت تعلم ما تريد، وأدركت أن الرد الحقيقي يكون على الحلبة، ورغم أننا وقفنا إلى جانبها نفسيا لكن قوة شخصيتها كانت واضحة للعيان، ولم تهتز ثقتها بنفسها وهو ما كان هدف المشوشين عليها، الذين حاولوا بكل الطرق قطع الطريق أمامها، إلا أن العكس هو الذي حدث، نفس الأمر انطبق على سجاتي وحتى نمور التي تعرضت لبعض المضايقات، من خلال كتابات صحفية في غير محلها، ومن جهتنا رافقنا الرياضيين الأبطال نفسيا، وسنرافقهم قضائيا لرد الاعتبار لهم، وهذا من خلال اللجوء إلى الهيئات القضائية المختصة.
ما هي الأهداف المستقبلية؟
عملنا سيستمر للتحضير الجيد للموعد المقبل في لوس أنجلس، وقبل هذا الحدث الكبير هناك أحداث رياضية مهمة، ومن جهتنا سنقوم بتحضير خارطة طريق من أجل ضمان أفضل تحضير لهذه المواعيد، والتي سيكون على رأسها الألعاب الأولمبية في لوس أنجلس سنة 2028، والتي سيكون هدفنا فيها بالطبع تحقيق أفضل مما حققناه في باريس، وأعتقد أننا نمتلك المواهب القادرة على رفع التحدي في هذا الموعد الرياضي الكبير، على غرار ما قام به الثلاثي خليف ونمور وسجاتي، لكن الوصول إلى منصة التتويج لم يكن سهلا، ويتطلب تنسيقا مع مختلف الإتحاديات، من خلال البحث عن الأبطال المحتملين مثلما قمنا به قبل أولمبياد باريس، والمراهنة عليهم من خلال توفير كافة الإمكانيات اللازمة، من أجل وصولهم إلى القمة وهو الأمر الذي سنعمل على بلوغه طبعا بمرافقة الدولة الجزائرية، وهنا وجب التنويه بالرعاية والدعم الذي حظي به كل الرياضيين، قبل أثناء وبعد الألعاب من طرف السلطات العليا للبلاد .