طباعة هذه الصفحة

مشاريع للتحويلات الكبرى والبرامج الاستعجالية

برج بـوعريـريـج.. 3 آلاف مليار سنتيم لتدعيم المنظومة المائية

برج بوعريريج: رابح سلطاني

حقّقت ولاية برج بوعريريج مكاسب معتبرة خلال النصف الأول من العام الجاري، تبرزها تلك المؤشّرات التنموية ذات المنحى التصاعدي بالولاية، منها 3 آلاف مليار سنتيم مرتبطة بقطاع الموارد المائية.

 يشغل ملف المياه الصالحة للشرب، لدى السلطات المحلية ببرج بوعريريج، حيّزا كبيرا في سلم الاهتمامات والبرامج ذات الطابع التنموي، في ظلّ موجة الجفاف والتراجع الكبير المخيف في معدلات الأمطار، أدّى إلى انحصار المياه وتراجع منسوب المياه في سدّ عين زادة، ما دفع بالسلطات المحلية ببرج بوعريريج، إلى تدارك هذا المشكل وإنتاج مخططات استعجالية تكون أكثر عملية، لتخطي هاجس الجفاف، برصد مبالغ مالية معتبرة تجاوزت 3000 مليار سنتيم، وفق ما أكّده مسؤول الجهاز التنفيذي ببرج بوعريريج مؤخرا.
وكشف ذات المسؤول، في لقاء صحفي مؤخرا، عن ضخّ أزيد من 3000 مليار سنتيم في مشاريع استثمارية مهيكلة، استفادت منها الولاية في إطار مشاريع التحويلات الكبرى المخصّصة لإنجاز المنظومة المائية عبر مختلف المناطق التي تتوفر على سدود، على غرار سدود كلّ من بني هارون وتابلوط وتاسدايث وتيشي حاف، المنظومات المائية، تنفيذا لسياسة الحكومة والسلطات العمومية، أين تم الدخول حسبه في مرحلة متوازنة تتسم بالآفاق الواعدة.
في ذات السياق، كشفت السلطات المحلية في وقت سابق، عن تخصيص مبالغ مالية معتبرة لقطاع الموارد المائية تجاوزت قيمتها المالية 800 مليار سنتيم، منها 323 مليارا و500 مليون سنتيم، استفادت منه الولايات في إطار مشاريع التحويلات الكبرى، بعد موافقة السلطات العليا في البلاد على جلّ المقترحات لتأمين الاحتياجات، بما في ذلك مشروع ربط الولاية من محطة تحلية مياه البحر ببجاية، تضاف إليها تلك البرامج والمشاريع المعلنة سابقا بقيمة 480 مليار سنتيم، مخصّصة لتدعيم حصص الولاية انطلاقا من سدّ موان بولاية سطيف انتهاء بسدّ عين زادة المتواجد ببلدية عين تاغروت شرق عاصمة الولاية، برج بوعريريج.
وتهدف هذه المشاريع، بحسب السلطات المحلية إلى تأمين احتياجات الساكنة من المياه، وتخطي ذلك الهاجس المخيف، تزيد حدّته ووطأته خلال ارتفاع درجات الحرارة وموسم الصيف، لاسيما تلك المناطق التي تعرف عجزا وتذبذبا في عمليات التوزيع.
في ذات السياق، كشفت مصالح ديوان الولاية في بيان لها في وقت سابق، عن استفادة الولاية من برنامج خاص لتزوّد الولاية بالمياه الصالحة للشرب، ليضاف إلى المجهودات المبذولة في قطاع الموارد المائية، موجّه أساسا للمناطق التي تعرف تذبذبا في التزويد بالمياه الصالحة للشرب وتتعلق بإنجاز عمليات استعجالية على غرار، ربطها بمشروع محطة تحلية مياه البحر بولاية بجاية وتسجيل عملية كبرى تتمثل في إنجاز قناة جر المياه بقطر ألف و200 ميليمتر، من خزّان تيشي حاف بمحطة ضخّ نحو سدّ عين زادة على مسافة 80 كيلومترا، ما سيسمح بنقل وتدعيم حصص الولاية بكمية قدرها 120 ألف متر مكعب يوميا، بالإضافة إلى إنجاز 7 محطات ضخّ على مسار قناة الجر وإنجاز خزّانين على مستوى محطة الضخّ بعين زادة، من أجل ضمان التموين بالمياه بأريحية تامة.
يذكر أنّ العديد من البلديات والمناطق ببرج بوعريريج، بما في ذلك عاصمة الولاية، قد تجاوزت أزمة المياه، بفضل الإجراءات والمشاريع الاستعجالية الاستباقية التى تم تجسيدها خلال العامين الأخيرين، بفضل المتابعة الأسبوعية من طرف السلطات المحلية، لاسيما بعد التوجّه إلى حتمية التنقيب عن المياه الجوفية، وتدعيم منشآت النقل التخزين والضخّ، على غرار متابعة إنجاز 50 نقبا عميقا بحوالي 80 مليار سنتيم، بعمق 640 متر على مثل نقب اولاد براهم الذي أعطى نتائج إيجابية، بعد إقرار السلطات الوصية بوزارة الموارد المائية بالمشروع، ما سمح بالقضاء على كلّ النقاط السوداء، والتخفيف من تذبذب تزويد المواطنين قبل فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة.
كما تم إنهاء مجمل العوائق والاعتراضات المرتبطة بهذه المشاريع، كمشروع ربط بلديات منطقة زمورة وبلديتها، وهو ما سمح بإتمام الأشغال وتموين معظم القرى والبلديات التابعة لدائرة برج زمورة من سدّ تيشي حاف، تضاف إليها إنجاز مجمّعات للأنقاب ومنظومات جديدة للتزوّد بهذه المادة الأساسية ببلديات الماين، تكستار وغيلاسة، رأس الوادي وسيدي أمبارك، ومشاريع أخرى لتجديد شبكات التوزيع وإنجاز عشرات الأنقاب عبر بلديات الولاية، ما سمح بتدارك العجز والتقليل من هاجس سيناريو أزمة المياه ببرج بوعريريج، والخروج مبكرا من دائرة الخطوط الحمراء، مثل ما حدث في بعض الولايات.