طباعة هذه الصفحة

مهراس وشخشوخة المسيلة ينافسان الأكلات العالمية

عامر ناجح

تشتهر عاصمة الحضنة المسيلة بالعديد من الأكلات الشعبية التي ذاع صيتها محليا ووطنيا نظرا لمذاقها الذي تنفرد به، ولعل أهمها وألذها الشخشوخة و سلاطة مهراس . التي لا يستغني عن تناولها أي زائر للولاية. ولا يتوانى عن العودة مرة أخرى لتذوقها.
اعتادت نساء المسيلة طيلة فصل الصيف على تحضير طبق الشخشوخة والمهراس المسيلي ، حيث يتسيدان  المائدة  المسيلية طيلة هذا الموسم لمذاقهما وطعمهما اللذيذ، وهذا راجع لطريقة إعدادهما. فالشخوخة المسيلية تعتمد في تحضيرها على فتاة الكسرة وهي عبارة عن عجينة مصنوعة من الدقيق يتم خبزها على شكل دائري ليتم طبخها على ما يعرف بلغة سكان المسيلة فوق الطاجين ثم يتم بعد ذلك تفتيتها على شكل أجزاء صغيرة جدا توضع في صحن مصنوع من الخشب يعرف “بالمثرد” ليتم تسقيته بالمرق الذي يتم إعداده بالعديد من التوابل على غرار الثوم والبصل والفلفل الحار جدا .
 ويقدم عادة  هذا الطبق بلحم الدجاج ولبن البقر الذي يعطي نكهة ومذاق لا يوصفان . وبالمقابل يعتمد طبق سلاطة مهراس  أو ما يعرف لدى سكان بوسعادة ب” الزفيطي” على فتاة الكسرة وبعض التوابل التي يتم هرسها في المهراس مع الطماطم المشوية والفلفل الحار جدا جدا .
ومن العادات المتجذرة في المنطقة  أن الطبق يقدم في المهراس ويأكل بالملاعق الخشبية رفقة لبن البقر .والملفت للنظر أنه في السنوات الأخير  ظهرت العديد من المحلات المتخصصة في طهي أكلة الشخشوخة والمهراس عبر العديد من بلديات الولاية 47 ولعل أولها هو” دار جدي “ التي تتوسط المسيلة بالضبط بالقرب من سينما الحضنة أين اتخذ مالكها مساحة صغيرة لينصب بها خيمة كبيرة مصنوعة من وبر الإبل.
ولعل الشيء اللافت للانتباه والمميز هو أن كل شيء تقليدي ومن التراث نجده في هذه الخيمة و نلمس هذا الجانب خاصة في الأواني التي صنعت من الخشب وكذا الكراسي والطاولات .
وكذا وجود شبه بئر مائي يستعمله الزبائن في غسل أيديهم قبل تناول الطبق. طبعا بعد الجلوس على الفراش أو ما يعرف بالحصير ، الذي يعود بالزبون إلى سنوات خلت. وأكثر الفئات ترددا عليها الشباب بالإضافة إلى العائلات التي خصص لها جانب من الخيمة .ومن هؤلاء الزوار “شوقي “ وهو أحد المغتربين ، الذي لم يزر مسقط رأسه المسيلة منذ سبع سنوات.حيث أكد أنه سمع كثيرا عن طبق الشخشوخة والمهراس بفرنسا وارتأى أن يتذوق الأكلتين معا وهو ما حدث فعلا بمجرد أن وطأت قدماه هذه الخيمة  ، على أمل أن يعود رفقة عائلته شهر سبتمبر للتذوق من هذين الطبقين التقليديين ، و اللذين وجدهما أحسن بكثير من الأكلات الغربية.