أكّدت إيمان بن عمار مسيّرة مبيعات بمؤسسة «أوني» والمشرفة على المخطط العملي للمؤسسة، أن مؤسستها تراهن على التكوين والبحث مواكبة التكنولوجيات الحديثة للتموقع في السوق الوطنية، كما أنّ أسعارها مدروسة بحكم الجودة وقطع الغيار الأصلية المستخدمة في صنع المنتوج، كاشفة في هذا الحوار الذي خصّت به «الشعب» عن استحداث مركب صناعي للبحث والتطوير الأكبر في الجزائر وإفريقيا، والذي سيفتتح شهر سبتمبر بسيدي بلعباس. وأضافت أنّ الشركة كانت السباقة في صنع أحدث التلفزيونات بتقنية جديدة «سان فيو»، بحيث يمكن مشاهدة برنامجين مختلفين في تلفاز واحد، كما ستدخل «أوني» عالم الهاتف النقال، وستوسع نشاطها بصناعة آلة الغسيل بكل أحجامها وكاميرات المراقبة، مشيرة إلى أن الإشهار هو أكبر عائق يعترض المؤسسة.
❊ الشعب:هل يمكن تقديم لمحة قصيرة عن المؤسسة الوطنية «أوني» بعد ١٠ سنوات من الدمار بفعل الإرهاب عادت من جديد بفضل الدولة لتواكب تكنولوجيات الإتصال؟
❊❊ إيمان بن عمار: المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية «أوني» غنية عن التعريف وهي معروفة بجودة منتوجاتها، وقد واجهت عدة مشاكل بالماضي خاصة خلال العشرية السوداء كونها كانت الوحيدة في السوق الجزائرية، كما أنّها تعرّضت على غرار كل المؤسسات الوطنية إلى إتلاف على مستوى آلياتها ما أدى بها إلى الركود لفترة وجيزة عشر سنوات لعدم مواكبتها للتكنولوجيات الحديثة للاتصال.
وبفضل الدولة الجزائرية التي قامت بمسح ديون المؤسسة وتدعيمها بقيمة مالية قدرت بـ 15 مليار دج سنة 2011، استطاعت المؤسسة النهوض من جديد، ونحن نعتمد على مواكبة العصرنة أول بأول من خلال انجاز مركز بحث مكون من أمهر الإطارات الذين أرسلوا إلى الخارج للتكوين.
وفي المعرض الدولي للجزائر بقصر المعارض بالصنوبر البحري الذي نظّم مؤخرا، كنا السباقين على غرار المؤسسات العمومية والخاصة وكذا الأجانب، في صنع أحدث التلفزيونات بتقنية جديدة «سان فيو»، بحيث يمكن مشاهدة برنامجين مختلفين في تلفاز واحد، وتقنية ثلاثة أبعاد وهي أجهزة تلفزيون ذكية، والانترنيت. هذه التكنولوجيات التي تم عرضها أبهرت الزوار، الذين تساءلوا عن كيفية صنع مثل هذه الأجهزة في الجزائر، وبدورنا أعطينا كل المعلومات المتعلقة بشركتنا الذين لم يفوّتوا الفرصة لإمتاع أعينهم بما حققته المؤسسات الوطنية من انجازات، وهو نجاح للاقتصاد الوطني.
علما أنّ المؤسسة تأسست في نوفمبر 1982، بعد إعادة هيكلة المؤسسة الأم «سونيلاك» الشركة الوطنية للإلكترونيك، ويقع مقرها الاجتماعي بسيدي بلعباس انتقلت إلى الاستقلالية في مارس 1989 في شكل مؤسسة ذات أسهم ويقدر رأسمالها الاجتماعي بـ 8.3 مليار دج، وتشغل 2650 عاملا وإطارا في مختلف ميادين الأنشطة، كما تتوزّع شبكتها عبر كل الوسط، الشرق، الغرب والجنوب بـ 35 صالة عرض الإنتاج اليومي يقدر بـ 100 وحدة يوميا، 43 وحدة بيع على كامل القطر الوطني، حيث تعتبر «أوني» من أكثر المؤسسات على المستوى الوطني وهذه الاستيراتيجية التي تنتهجها سوف تأخذ بها الأولوية.
❊ ما هي المعاير التي تعتمدونها لتحديد أسعار المنتوجات؟
❊❊ أسعارنا مدروسة لأنّ شركتنا عرفت بجودة منتوجاتها العالية بتقنية «س2.س تي3»، وقطع الغيار الأصلية، وستظل «أوني» تنتج كل ما هو ذو جودة ورفاهية.
❊ ما هي الإستراتيجية التي اتّبعتها مؤسسة «أوني» للنهوض مجدّدا بعد الركود الذي عرفته؟
❊❊ مؤسّستنا ستواكب كل التطورات الحاصلة في مجال الصناعات الالكترونية، حتى تتماشى مع استراتيجية الدولة المتعلقة بالمؤسسات الصناعية، حيث اتخذت الحكومة الجزائرية بالتنسيق مع وزارة الصناعة والمناجم قرار إلغاء شركات مساهمات الدولة، وتحويلها إلى مجمعات صناعية ضمن إستراتيجيتها الوطنية. ومن المقرر أن تنطلق بعد الندوة الوطنية المزمع عقدها في سبتمبر المقبل، وذلك في إطار التنظيم الجديد للمؤسسات الصناعية والاقتصادية التي ترسم هيكلة مختلفة للقطاع الصناعي وتسطر عمل المؤسسة، وتهدف هذه الاستيراتيجية إلى تحسين أداء المؤسسات الصناعية العمومية من خلال منحها صفة المجمعات الصناعية بعد أن قامت الدولة بمسح ديونها.
وقد أعطى وزير الصناعة السابق تعليمات صارمة لإنعاش مؤسسات القطاع العمومي بغلاف مالي قدر بـ 789 مليار دج بكل المؤسسات الصناعية بهدف إنعاش مؤسسات القطاع العام، منها 134 مليار دج لمشاريع جديدة، إضافة إلى تخصيص 5 مليار دج لتكوين الإطارات والتقنيين العاملين بالشركة الذين أرسلوا إلى الصين ، والولايات المتحدة الأمريكية.
المراهنة على التكوين ومواكبة أحدث التكنولوجيات الالكترونية
❊ إذا أنتم تراهنون على التكوين؟
❊❊ نعم، نراهن على التكوين والبحث والتطوير، أكثر من 800 عامل ينشطون في المؤسسة ويخضعون للتكوين المتواصل، في الصين والولايات المتحدة الأمريكية ليتسلموا العمل في المركب الصناعي للبحث والتطوير الذي سينجز بسيدي بلعباس ليصبح البحث بأدمغة جزائرية، كما ستتعاون شركة «أوني» مع مؤسسة جزائرية مخصصة لتسيير المركب، والاعتماد على الأجانب وهو قيد الدراسة. تكوين الإطارات العاملة بالمؤسسة من أولوياتنا، لأنه يجب أن يواكبوا الحداثة و العصرنة ولا ننسى أن التكنولوجية الالكترونية في تطور سريع، ولهذا فكرنا في إنشاء مركز البحث، وقد خصص لتكوين 700 عامل مبلغ 350 مليون دج.
نملك فئة كبيرة من الشباب بنسبة 80 بالمائة، وهناك حضور نسوي بالشركة ونحن نراهن عليهم للنهوض بالمؤسسة وانجاز ما لم ينجزه الأجانب، فالكفاءة هي المعيار الوحيد للنجاح ولا فرق بين الرجل والمرأة، وأنا جد متفائلة لأنه لدينا إطارات أكفاء ونستخدم التكنولوجيا المتطورة، وأدعو كل الشباب للقيام بثورة اقتصادية للنهوض بالاقتصاد الوطني لأننا نمثل اكبر فئة في المجتمع.
❊ في هذا الإطار هل أبرمتم اتفاقيات مع الجامعات لتوظيف الطلبة المتخرجين بالمؤسسة؟
❊❊ نعم هناك مشروع بصدد التجسيد وهو عقد اتفاقيات مع جامعات جزائرية، وسننظّم اجتماعات في ندوة سبتمبر القادم نتطرق فيها لكل هذه الجوانب، لاسيما مع قدوم الإطارات الذين تم إرسالهم إلى البلدان الأجنبية للتكوين والخبرة، الذين سيتكفلون بتأطير الجامعيين الذين سيدمجون في نشاط المؤسسة.
وأشير هنا إلى أنّنا بصدد التعاقد مع كل الشركات لتزويدهم بمنتوجنا كالقرض الشعبي الوطني، وميناء الجزائر بدفعهما 20 بالمائة، وندعو المؤسسات العمومية للتعاقد مع مؤسسة «أوني» من أجل الارتقاء بالقطاع العمومي، ممّا سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني.
شعارنا الجودة ولوازم المنتوج
دخول عالم الهاتف النقال قريبا
❊ ما هي أهم مشاريع شركة «أوني» للصناعات الالكترونية وآفاقها المستقبلية؟
❊❊ لدينا مشروع لانجاز أكبر مركب صناعي في الجزائر وإفريقيا، وأكبر مركز بحث وتطوير في ولاية سيدي بلعباس، مجهز بأعلى التقنيات الحديثة و مهندسين وتقنيين والذي سيفتتح في سبتمبر الداخل، كما سندخل عالم الهاتف النقال، ووسعنا نشاطنا بصناعة آلة الغسيل بكل أحجامها بـ 8 كلغ، 12 كلغ و14 كلغ وسيكون ضمن المشاريع انجاز مركب للوحات الشمسية، كاميرات المراقبة بأعلى التقنيات والتكنولوجيات وبمختلف الأحجام، لوحة الانترنيت وبكل الأحجام، أي سنصنع كل ما هو أجهزة إعلام آلي، وسنواكب كل التطورات الحاصلة في هذا المجال.
وبالمقابل، نصّبنا خلية للمراقبة والذكاء الاقتصادي تسهر على كل ما هو تكنولوجي، حديث وذكي وهذا الإجراء تمت الموافقة عليه من طرف وزارة الصناعة لأننا نطمح لمواكبة كل ما هو عالمي لنخرج من قوقعة المحلي، وننافس أكبر الشركات الالكترونية ونصدر منتوجاتنا، لأن هدفنا النهوض بالشركة والاقتصاد الوطني.
ومن آفاق الشركة إدخال تقنية الاندماج الصناعي قبل نهاية 2014، لتكون صناعة جزائرية محضة ومشروع الألواح الشمسية وورشات العرض ومركز البحث والتطوير كما ذكرت سالفا، لنتموقع من جديد ونأخذ حصصنا في السوق الوطنية لنكون رائدة في مجال الإلكترونيك في الجزائر وننافس الشركات الكبرى، وشعارنا الجودة ودوام المنتوج.
❊ وهل تعتزم مؤسسة»أوني» استحداث مناصب شغل؟
❊❊ سنستحدث مناصب عمل في مصنعي الجزائر وسيدي بلعباس عند الحاجة، وأحيطكم علما انه لدينا فروع في الشرق بوحدتين سيتم فتحهما في شهر سبتمبر وهي «طلاح» للخيوط والكوابل، ووحدة «رأس الماء» بالغرب والتي تختص بلوحات الإشارات الالكترونية وقبل نهاية السنة سيكونان قيد النشاط.
الإشهار العائق الأكبر
نملك ميزانية معتبرة في الإتصال لكن لا نستطيع التصرف فيها
❊ ما هي أهم المشاكل التي تعترض الشركة؟
❊❊ رغم العراقيل فإننا استطعنا نفض الغبار علينا، وأهم مشكل هو الإشهار، فنحن نملك ميزانية معتبرة في الاتصال لكننا لا نستطيع التصرف فيها، ولدينا كل الإمكانيات لنكون رائدين في السوق الوطنية وكل خطوة تخطوها المؤسسة يجب أن تمر عبر المؤسسة الوطنية للإشهار، فنحن مقيدون وهذا أكبر عائق بالنسبة لنا مقارنة بالشركات الخاصة التي تملك تسهيلات في هذا المجال، وكما تعلمين الإشهار يلعب دورا كبيرا.
❊ كلمة أخيرة
❊❊ ندعو من الله العلي القدير أن يفك الحصار على غزة التي نبكيها دما، ويزيدها نصرا على نصر ويسدّد خطاهم، ومن منبر جريدة «الشعب» أدعو أن يصحو الضمير العربي، ولا أنسى أن أثمّن مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتقديمه إعانة مالية لأشقائنا بفلسطين، وهي تعبر عن مبدأ لطالما عرفت به الجزائر وهي مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، واختتم كلامي بهذه الأبيات الشعرية التي كتبتها:
من أرض الشهداء نتعاطف معك
يا فلسطين نحن فداك