طباعة هذه الصفحة

ارتفع ثمنه إلى 5 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد‏

إنــتاج العسـل يتراجـع بــ50 مــن المائـة ببجايـة

تعرف أسعار مادة العسل بولاية بجاية ارتفاعا مذهلا على مستوى السوق المحلية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد 5 آلاف دج للكيلوغرام الواحد، بعدما كان سعره لا يتجاوز 3000دج في السنة الفارطة. وفي هذا الصدد يقول السيد حمدان إبراهيم، بصفته أحد المنتجين بمدينة توجة، “يرجع هذا الارتفاع في أسعار مادة العسل إلى انخفاض الإنتاج، بنسبة 50 من المئة، بالمقارنة مع السنوات الفارطة. والأسباب في ذلك تعزى إلى الظروف المناخية، على غرار الحرارة الشديدة وقلة الأمطار في الفترة الممتدة بين شهري مارس وأفريل، حيث أثر تذبذب الأمطار سلبا على عملية الإزهار هذا من جهة، ومن جهة أخرى تسبّبت الحرائق في إتلاف أجزاء من الغطاء الغابي للولاية”.

هذا ونشير أن المرضى  في ولاية بجاية كثيرا ما يلجأون إلى الطب الشعبي التقليدي، الذي يعتمد خاصة على منتجات النحل، لما تحتويه من فوائد ونتائج ملموسة على صحتهم التي لا يمكن إحصاؤها.
وفي هذا الخصوص، أكد السيد أعمر عشوري، مختص في البيولوجيا، من مدينة أقبو، أنّ السر وراء لجوء بعض المرضى إلى التداوي بعسل النحل وبعض منتجات الخلية، يعود أساسا إلى فوائدها العديدة على صحة الإنسان، خاصة العسل الذي يمكن اعتباره صيدلية قائمة بحدّ ذاتها. فالأبحاث أكدت أنه مفيد للجهاز الهضمي والتنفسي، كما أنه مطهر قوي ومضاد حيوي طبيعي، ولا تعيش فيه أي جراثيم أو فطريات أو فيروسات، والأهم من ذلك أنه يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان. كما أنّ الأبحاث والاكتشافات التاريخية الحديثة، أثبتت أنّ العسل كان العلاج الرئيسي والشراب المفضّل منذ القِدم لدى قدماء الرومان والإغريق وشعوب الإنكا.
 في وقتنا الحاضر أصبح استخدامُ العسل ومنتوجاته في عالم الطب رائجاً بكثرة، حيث دخل بقوة في صناعة المواد الصيدلانية ومستحضرات التجميل. وبحسب المختصين، فإن رواج استخدام العسل ومنتجات الخلية في الطب الحديث، عائد إلى الأبحاث والعديد من الدراسات العلمية التي أجراها علماء الأحياء والبيولوجيا عليه، والتي نشرت معظمها في المجلات العلمية العالمية الموثوقة.
كما يضيف محدثنا أنّ جميع منتجات الخلية لها فوائد متعددة في شفاء العديد من الأمراض، بدءاً بالعسل الذي أثبت فعاليته في إلتئام الجروح، مؤكدا أنّ بعض المستشفيات الأجنبية تستعمل عسل النحل في علاج الجروح، بعد مدة قصيرة من إجراء العمليات الجراحية، حيث أنه يعطي نتائج عظيمة، فهو يساهم في الشفاء السريع للندبات. أما صمغ النحل، وهي مادة يجمعها النحل من الأشجار وبراعم بعض النباتات، ثم يضيف عليها إفرازات لعابية وبعض الإنزيمات، فإنّ النحل يستخدمها لتثبيت خليته وإغلاق ثقوبها وحمايتها من الجراثيم والفطريات، والأبحاث العلمية بيّنت احتواءها على مواد مطهّرة ومضادة للجراثيم والالتهابات، كما أنّها مادة مفيدة جدا للقصبات الهوائية. أما غذاء ملكات النحل، فإنّ الدراسات العلمية أثبتت أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية المعروفة وبعض العناصر المعدنية والفيتامينات، كما أنّه يستخدم في علاج بعض الأمراض العصبية كالزهايمر.
شمع العسل له أيضا فوائد عديدة على البشرة، فالعديد من مصانع مستحضرات التجميل تعتمد عليه في صناعة بعض الكريمات والمستحضرات التي أثبتت فعاليتها.
إضافة إلى استخدام منتجات النحل من عسل وصمغ وشمع في الطب والتداوي، بعض المرضى خاصة ممن يعانون من بعض الأمراض المستعصية، كالروماتيزم يستخدمون سمّ النحل في العلاج، حيث يؤكد مربو نحل من منطقة صدّوق، أنّ لسعات النحل مفيدة جدا في علاج الكثير من الأمراض كالحمّى الروماتيزمية، الروماتزم، التهاب المفاصل، التهاب الأعصاب والتهاب جذور الأعصاب، وغيرها من الأمراض التي عجز العلاج الكيميائي عن شفائها، حيث يقبل عليها الكثيرون أملاً في الشفاء من بعض الأمراض، رغم كونها عملية مؤلمة ومعقّدة، إذ يجب على من يقوم بها أن يكون مطّلعا على أصول هذه الممارسة الطبية، فالعلاج بسمّ النحل يتمّ بطرق محددة حسب نوعية المرض وشدّته، وكل مريض يحتاج إلى عدد من الجلسات وعدد من اللسعات بخلاف غيره.
بجاية : بن النوي. ت