طباعة هذه الصفحة

الألعاب الأولمبية (باريـس 2024)

800 متر أمـام سجاتــي للفوز بذهبيـة ..اليـوم

نبيلة بوقرين

 يطمح العدّاء الجزائري جمال سجاتي إلى مواصلة كتابة التاريخ بعدما تألق في عديد المناسبات الكبرى، جاء الدور على العمل لتحقيق الميدالية الذهبية ضمن الألعاب الأولمبية بباريس 2024 خلال نهائي سباق 800 متر المقرر مساء اليوم على (19.05 سا)، بعدما تمكّن أمس من تجاوز الدور نصف النهائي بكل سهولة ليضرب موعدا لكل المتتبعين للمنافسة اليوم.

جمال سجاتي، نجم السباقات نصف الطويلة، سيّر المنافسة في 800 م ضمن الألعاب الأولمبية بذكاء خارق، حيث كان ينتظر الأمتار الأخيرة للخروج عن المجموعة لكي لا يكون السباق سريعا؛ لأنّ ذلك لا يخدمه فهو على دراية بضرورة توزيع طاقته بشكل متوازن، حتى لا يكون هناك إرهاق أو إصابات؛ فمثل هذه السباقات تستوجب طاقة عالية في ثلاثة سباقات متتالية، ما يعني أن المتسابق لا يملك وقتا كبيرا للاسترجاع، وبعدما تجاوز الدور التصفوي الأول بجدارة، واصل على النسق نفسه وتجاوز الدور نصف النهائي بعدما احتل المركز الأول بتوقيت 1:45:08 دقيقة.
سجاتي الذي برز بشكل لافت في السنة الرياضية الحالية، بدليل أنه يملك أفضل توقيت في مسافة 800 متر حققه في مرحلة موناكو من الدوري الماسي قبل أسابيع قليلة فقط عن الحدث الأولمبي، بتوقيت 1:41:46 وهو ثالث أفضل توقيت في تاريخ هذا الاختصاص بعد الكيني دافيد روديشا والدانماركي ويلسون كيبكيتر، حيث يطمح اليوم ابن الجزائر إلى التألق ونيل الذهب خلال الألعاب الأولمبية بعدما أظهر ذكاء كبيرا في التعامل مع السباقين الماضيين، وادخر طاقته للنهائي الذي سيكون اليوم وعينه على المعدن النفيس ورفع الراية الوطنية عاليا، وإسماع النشيد الوطني قسما في باريس.

أرقـام مميّــزة

 العدّاء جمال سجاتي نجم سطع بجدارة وبعد عمل كبير قام به على مدار سنوات، حيث عمل بثبات ولم ييأس رغم العقبات وصعوبة المأمورية في اختصاص 800 متر، الذي يعرف منافسة كبيرة وقوية من أبطال سبق لهم أن حققوا ألقابا عالمية وأولمبية، في مقدمتهم الكيني وانيوني والكندي ماركو اروب أحد المرشّحين كذلك لنيل الذهب في دورة باريس، إلا أن عزيمة ابن مدينة تيارت جعلته يحقق أرقاما أفضل بكثير من منافسيه رغم أنه لم يكن في المستوى المطلوب في بطولة العالم التي جرت ببودابست المجرية، حيث احتل المركز السادس لكن ألغيت النتيجة بسبب خروجه عن المضمار لمرتين في أكتوبر 2023.
الأخطاء جعلته يراجع الأمور وكانت بطولة العالم بمثابة المرحلة التجريبية في أعلى مستوى لبداية العمل الخاص بالحدث الأولمبي الذي كان هدف سجاتي المباشر، بالفعل وبعد مرحلة فراغ لم تدم طويلا حيث ابتعد عن الضغط وبدأ في العمل ليعود بقوة في البطولة الأفريقية والألعاب الأفريقية، ومراحل الدوري الماسي بداية من محطة ستوكهولم شهر جوان 2024، وكذا الملتقيات الدولية التي تدخل في رزنامة الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وكانت النتيجة في آخر مرحلتين من الدوري الماسي ردا صريحا من سجاتي أنه قادم بقوة، حيث حقق أفضل رقم في باريس بتوقيت 1:41:56 دقيقة، وبعد اقل من أسبوع حطم رقمه الشخصي بعشر أجزاء من المائة في موناكو بتوقيت 1:41:46.

 سجاتي: هدفي الفوز بذهبية الأولمبياد

 أكّد سجاتي في تصريح ضمن الألعاب الأولمبية بباريس، أن هدفه الأول ضمن هذا الحدث الأولمبي تحقيق الميدالية الذهبية، وقال في هذا الصدد «أنا جد فخور بما حققته لحد الآن ضمن الألعاب الأولمبية بباريس، حيث عملت على تسيير السباقين في المرحلة التصفوية وفي الدور نصف النهائي حتى لا أتعب كثيرا، ولكي أحتفظ بطاقتي للدور النهائي لأنه الهدف المباشر، ويبقى هدفي تحقيق ميدالية أولمبية ذهبية لبلدي الجزائر، وسأقدم كل ما لدي لبلوغ ذلك إن شاء الله، لأننا حضرنا لفترة طويلة ولم تكن الأمور سهلة، والآن جاء موعد تحقيق أفضل نتيجة ضمن الأولمبياد بعدما حقّقت أفضل توقيت في السنة الرياضية الحالية في الدوري الماسي».

غوانـد يفشـل فـي بلـوغ النّهائـي

 أما العدّاء محمد علي غواند فلم يتمكن من بلوغ النهائي بعدما احتل المركز الأخير في السباق الثاني لنصف النهائي لمسافة 800 متر، بتوقيت 1:46:52 دقيقة، حيث انه لم يتمكن من المواصلة بالنسق الذي بدأ به؛ لأن السباق كان بوتيرة عالية جدا من طرف عدائين لهم خبرة كبيرة، ومن جهة أخرى، فإن النجم الجزائري الصاعد كان قد شارك أول أمس في سباق الاستدراك للتأهل للنصف النهائي، ما يعني انه من الصعب الاسترجاع في وقت قصير جدا في حدث كبير مثل الأولمبياد، ما يعني أن بلوغه نصف النهائي في حد ذاته إنجاز بما أنها أول مشاركة، وتمكن من معادلة رقمه الشخصي 1:44:37 وهو الرقم الذي اهله للمشاركة في الألعاب الأولمبية.
للإشارة، فإن محمد علي غواند يملك سجلا ثريا، ويعتبر من أبرز الأسماء التي ستكون في الواجهة مستقبلا، حيث سبق له أن حقق ميدالية فضية ضمن الألعاب الأولمبية للشباب سنة 2018 وفضية بطولة العالم للشباب 2021، كما تأهل لبطولة العالم بالمجر 2023، ورغم تأهله لنصف النهائي إلا أنه لم يتمكن من المواصلة بسبب إصابته بفيروس كورونا، وبهذا فإن العداء الجزائري الشاب ينتظره مستقبل كبير بعد التجربة التي اكتسبها في سن مبكرة، والتي تعطيه دفعا أكبر من أجل نيل ألقاب وميداليات في الاستحقاقات الدولية القادمة.
أما سليمان مولى الذي سبق له أن حقق نتائج رائعة في مختلف المواعيد التي شارك فيها أبرزها مراحل الدوري الماسي، المركز الخامس في بطولة العالم بالمجر سنة 2023 الا أنه وبسبب الإصابة التي كان يعاني منها ابن مدينة ذراع بن خدة والتي ابعدته عن التدريبات لقرابة شهرين أثرت سلبيا على العداء الجزائري، الذي يملك ثالث أفضل توقيت وطني في مسافة 800 متر بعد كل من سجاتي ومخلوفي، ورغم عودته للتدريبات في تربص بجنوب أفريقيا قبل اسابيع عن الحدث الأولمبي، إلا أنه لم يتمكن من استرجاع لياقته.
للإشارة، فإن رياضة ألعاب القوى الجزائرية عرفت تأهل 8 أسماء للحدث الأولمبي، والأمر يتعلق بكل من زهرة تاتار في اختصاص رمي المطرقة، وهي المرة الأولى التي تتواجد الجزائر بهذا الاختصاص، أمين بوعناني في سباق 110 متر حواجز، بلال ثابتي في سباق 3000 متر موانع، أسامة خنوسي في اختصاص رمي القرص، سليمان مولى، محمد علي غواند وجمال سجاتي في سباق 800 متر، ياسر تريكي في الوثب الثلاثي حيث بلغ اثنين فقط النهائي، والأمر يتعلق بكل من تريكي وسجاتي.