وصف نصر الدين زحافي رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة في حوار لـ «الشعب»، النتائج المحققة من طرف سباحينا في أولمبياد باريس بالمقبولة، مؤكدا أنه سيتم تقييم المشاركة من كل الجوانب لتفادي الأخطاء التي وقعت من قبل من أجل تحقيق نتائج أفضل خلال الأولمبياد المقبل.
- الشعب: كيف تقيمون مشاركة السباحة الجزائرية في الألعاب الأولمبية 2024؟
نصر الدين زحافي رئيس الاتحادية الجزائرية للسّباحة: المشاركة على العموم كانت مقبولة، ورغم أنّنا تواجدنا في الألعاب الأولمبية بناء على دعوة من الاتحاد الدولي للسباحة وليس من خلال التأهل المباشر، نجحنا رغم هذا في التواجد مع أفضل السباحين في نصف النهائي بفضل جواد صيود لأول مرة منذ 2004، حين نجح سليم إيلاس في بلوغ نصف النهائي في أولمبياد أثينا ثم نجح في التأهل إلى النهائي، وبالتالي أعتقد أنه بمزيد من العمل كان يمكننا إعادة إنجاز إيلاس من خلال التواجد في النهائي، الذي كان سيعد إنجازا كبيرا بالنظر إلى المستوى الكبير للمنافسة، لكن على العموم من الطبيعي أن تكون هناك أخطاء، ومن واجبنا إصلاحها حتى لا تتكرر نفس النتائج مستقبلا، وأيضا من أجل إعادة السباحة الجزائرية إلى سابق عهدها، ومنحها الفرصة لتشريف الجزائر في مختلف المحافل الدولية.
- كيف كان مستوى المنافسة؟
مستوى السباحة في الألعاب الأولمبية مرتفع جدا ومن الصعب مجاراته، وأعتقد أن الأمر غير مرتبط بالإمكانيات الفنية للسباح بقدر ما هو مرتبط بأمور أخرى مثل طريقة التدريب، والوسائل المستعملة في عملية التحضير، حيث يقوم الأبطال العالميون باستعمال أجهزة وأساليب رياضية متطورة للغاية، وهو الأمر الذي ينعكس على مستوى السباح الذي يظهر بقدرات بدنية خارقة، تعكسها الأرقام المسجلة في النهائيات، مما يوحي أننا أمام رياضيين غير عاديين. وبالنسبة لنا ما زال الطريق طويلا أمامنا من أجل بلوغ هذا المستوى، لكن بمزيد من العمل يمكن تحقيق نتائج أفضل، والأهم هو مواصلة العمل القاعدي الذي يبقى مهما للغاية، لأنه يسمح لك باكتشاف المواهب، ومنها يتم غربلة السباحين لغاية الوصول الى نخبة معينة، يتم العمل معها على المدى المتوسط والطويل.
- هل يمكننا التّتويج مستقبلا بميدالية أولمبية في السباحة؟
بكل ثقة، أقول يمكن، ولكن مع توفر بعض الشروط المهمة التي يمكن من خلالها الوصول إلى هذا المستوى، أولا الجزائر لديها خزان كبير من المواهب في مختلف الرياضات منها السباحة، وأنا متأكد أن هناك بعض الأبطال المستقبليين القادرين على رفع التحدي، وتحقيق أفضل مما حققته السباحة الجزائرية لحد الآن، ولكن يتوجب وضع خطة وبرنامج عمل يكون بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الجزائرية والسلطات العمومية، لأن الاتحادية لوحدها لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة التي تسمح لها بالإشراف لوحدها على تحضير رياضي ليكون بطلا أولمبيا، ولكن كما قلت يمكننا تحقيق ذلك مستقبلا في حال توفرت بعض الشروط التي ذكرتها سابقا.
- ما هي خطّتكم المستقبلية لتطوير السّباحة؟
الخطة ترتكز في الأساس على تشجيع ممارسة هذه الرياضة من الطفولة لأنها السبيل الوحيد لاكتشاف الأبطال، فمن غير الطبيعي أن تكتشف بطلا وهو قد تجاوز 18 سنة مثلا، وبالتالي العمل القاعدي مع الأطفال في المسابح بالتنسيق مع المدربين المشرفين يسمح لنا بانتقاء أفضل المواهب، ومنحهم الإمكانيات والاهتمام اللازم من أجل البروز والتواجد مستقبلا على منصة التتويج، وهذا من خلال انتقاء أكبر عدد من المواهب وهو الأمر الذي نقوم به حاليا، حيث نعمل بالتنسيق مع الرابطات الولائية والجهوية، لإيجاد أبرز المواهب القادرة على الاستجابة لبرنامج العمل الذي سيخضعون له على المدى المتوسط والبعيد للوصول إلى النتائج المرجوة.