وهران واحدة من المدن الرائدة، من حيث جودة الطرق وسلاستها، وهذا ما يجعلها وجهة مفضلة للاستثمار والسياحة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، بما يمنحنا الحافز لمواصلة الجهود من أجل المحافظة على هذه المكانة، وتعزيز القدرات على مواكبة التحديات الآنية واستشرف المستقبل.
بشكل متسارع، وعلى كافة الأصعدة، تسابق عاصمة الغرب الجزائري، وهران، الزمن، وتكثّف جهودها في مجال تطوير البنى التحتية الأساسية لقطاع الأشغال العمومية، وخاصة شبكة الطرقات، باعتبارها الشريان الرئيسي والعمود الفقري لاستراتيجيات وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد.
وينظر إلى وهران، على أنها الأكثر حظا فيما يتعلق بجملة المشاريع الكبرى المنجزة في إطار الاستعدادات لاحتضان الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط في صائفة 2022، وبعدها الألعاب العربية، بما في ذلك رفع كفاءة الطرق وإنجاز مطار دولي ثاني وتعزيز التنقل السريع والمريح، وغيرها من الاستثمارات الهامة، التي تركت آثارا إيجابية، طويلة الأمد، لا ينكرها إلا جاحد.
تعبيد 110 كلم من الطرق في 5 سنوات
وتشهد ثاني أكبر المدن الجزائرية، وأهمها على الصعيد الاقتصادي والتجاري، نهضة حقيقية وتقدما هائلا ومتسارعا في مجال تحديث وتطوير شبكة الطرقات؛ حيث تمكنت في ظرف السنوات الخمس الأخيرة من تعبيد ما يزيد عن 110 كلم من الطرق بمختلف أصنافها، حسبما أكده المدير الولائي للأشغال العمومية، مجدوب عبد الله.
واعتبر السيد مجدوب في تصريح لـ«الشعب”، أن (وهران، تتصدّر الريادة وطنيا من حيث الجودة، والالتزام بالمواصفات الفنية لضمان الاستدامة)، مقدّرا طول شبكتها الطرقية حاليا بـ1118 كلم، والتي تعتبر في أحسن حالة إجمالا، وتشمل: 260 كلم من الطرق الوطنية و567 كلم من الطرق الولائية و500 من الطرق البلدية، و18.08 كلم طرقات سيارة.
وذكر أن (69 بالمائة من الطرق الوطنية، تعتبر بحالة جيدة، مقابل 15 بالمائة في حالة متوسطة و16 بالمائة في حالة ضعيفة أو سيئة، فيما أن 91 بالمائة من الطرق الولائية في حالة جيدة و05 في حالة متوسطة و04 بالمائة ضعيفة أو سيئة، أما الطرق البلدية فمعظمها في حالة جيدة، ما عدا 2 بالمائة في حالة سيئة).
مشاريع استراتيجية، مقترحــــــــات ودراسات كبرى للحفاظ على مكانتها
وتطرّق في سياق متصل إلى عديد المشاريع الهامة، التي من شأنها التقليل من مشكل الازدحام المروري ورفع مستوى السلامة المرورية، خاصة في فترة الاصطياف والمناسبات، منها ما هو قيد الإنجاز أو الدراسة، وأخرى دخلت حيز الاستغلال، وذلك تماشيا وتوجهات الولاية نحو التطوير والتحديث والعصرنة، لتكريس التنمية بمختلف أبعادها ومستواياتها، وفق تعبيره.
ومن أبرز الإنجازات الكبرى، المحققة 2020-2024، يضيف المسؤول التنفيذي، فتح الطريق الدائري الجنوبي الثاني، الذي يربط بين بلدية الكرمة، جنوبي الولاية ومنطقة بلقايد التي تحتضن أكبر قطب سكني بالجهة الشرقية على مسافة 21 كلم، كانت كفيلة بإضفاء سيولة على حركة المرور وتعزيز التنقل السريع والمريح للمواطنين والبضائع، يضيف المتحدث ذاته.
وفي سياق متصل، أشار إلى فتح الشطر الأول من الطريق السريع الرابط بين ميناء وهران، والطريق الدائري الجنوبي الأول عند مفترق طرق “كناستيل” على مسافة 08 كلم، مجهزة بعدة منشآت فنية كبرى، وذلك في انتظار استكمال الشطر الثاني لربطه بالطريق السيار شرق-غرب على مسافة 18 كلم.
واعتبر أن (هذا المشروع الضخم، الذي تمّ استلامه مؤخرا، استثمارا استراتيجيا لتحسين الترابط بين الشبكات البرية والبحرية، كغاية ووسيلة لتعزيز التنمية الاقتصادية للمنطقة، فضلا عن تخفيف الازدحام على عديد الطرق وتسريع حركة البضائع والركاب بين موانئ الغرب الجزائري والشبكة الطرقية الوطنية).
ولفت أيضا إلى (تنصيب المؤسسة المكلفة بأشغال إنجاز نفق أرضي بالمحور الدوراني “ المشتلة”، على أن تنطلق الأشغال-التي حدّدت مدتها بـ 10 أشهر- في أواخر شهر سبتمبر المقبل)، مبرزا (أهميته البالغة في القضاء على هذه النقطة السوداء، المعروفة بتقاطع الأنهج الرئيسية، حيث المنفذ الشرقي للولاية، الذي يشهد حركة كثيفة للمركبات والراجلين طيلة اليوم).
وذكر أيضا بمزايا الطريق، الذي تمّ فتحه مؤخرا على مسافة 500 متر من المحور الدوراني “الصديقية”، حتى حي العقيد لطفي، لكونه يقع بمحاذاة الحديقة الجديدة، التي تُعد أكبر فضاء بيئي أخضر بالولاية، تمّ استلامه مؤخرا، وهو ما يضمن المرور مباشرة إلى حي العقيد لطفي، دون المرور بالمحور الدوراني، والميزة الأخرى، أنه تمّ بالموازاة، إنشاء حظيرة لركن المركبات، بجانب المنتزه، تتسع لـ500 سيارة.
ومن بين المشاريع، التي دخلت حيز الاستغلال موسم الاصطياف الجاري، لتسهيل الولوج للشواطئ، وإعطائها طبعا جماليا، تزفيت قرابة 7 كلم من الطريق الولائي 21، وبالضبط الشطر الرابط بين شاطئ الأندلسيات ومداغ بغرب الولاية، ناهيك عن إعادة تهيئة الطريق الولائي رقم 84، الذي شهد عملية تكسية على مسافة 7 كلم من المحور الدوراني “الدلفين” ببلدية عين الترك، حتى الأندلسيات.
كما أعلن عن قرب انطلاق أشغال تعبيد الطريقين الوطنيين، رقم 2 من مدخل بلدية مسرغين إلى حي بن عربة محي الدين “الروشي سابقا” بمندوبية بوعمامة، التابعة إداريا لبلدية وهران على مسافة 11 كلم، وكذا الطريق الوطني رقم 11 إلى غاية سوق الجملة الخضر والفواكه، وتحديدا بالسد الثابت للدرك الوطني ببلدية الكرمة.
ووفقا للمصدر ذاته، فقد برمجت مديرية الأشغال العمومية في غضون 2024، عمليات أخرى مهمة لإعادة تهيئة الطرقات الولائية (35، 82، 46، 41، 47) وذلك بمعدل 30 كلم، مصنّفة ضمن المقاطع السوداء، بما يعكس التزام الحكومة الجزائرية بتحسين البنية التحتية وتلبية احتياجات المواطنين والاقتصاد الوطني.