طباعة هذه الصفحة

الاحتـلال فقد الـردع مـع طوفان الأقصــى

الاغتيالات لـن تقضي علــى المقاومـة

رغم أن الكيان الصهيوني يحاول من خلال أسلوب الاغتيالات بعث رسائل مفادها أنه يملك يدا طولى قد تصل إلى أي مكان وأي دولة، إلا أن ذلك لا يعني في نظر الكثير من الخبراء، استعادته لإستراتيجية الردع التي تمتع بها لعقود سابقة وفقدها مع عملية طوفان الأقصى.
اعتبر الكثير من الخبراء العسكريين أن هجوم 7 أكتوبر يعد بمثابة «ضربة في مقتل» لنظرية الردع الصهيونية، التي يستعملها الاحتلال لإفشال أي تفكير عربي بإمكانية شنّ هجمات عسكرية عليه، عدا عن هزيمته أو إلحاق خسائر ضخمة به.
وتصور الكيان الصهيوني أن تسليحه بأحدث ما تمتلكه الترسانة الأميركية والأوروبية، إضافة إلى رادعه النووي، كفيل بتحقيق هذا الهدف، إلا أن نتائج عملية طوفان الأقصى والتي قتل فيها ما يقرب من 1200 صهيوني، وأُسر ما يزيد على 250 آخرين، تعد خسائر ضخمة جدا بالمعايير الصهيونية، خصوصا عند مقارنتها بنتائج الحروب السابقة ضد الجيوش العربية.
وبعد ما يقرب من 10 أشهر على بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تترقب منطقة الشرق الأوسط المزيد من التصعيد، في ظلّ فشل الكيان بفرض نظريته للردع، رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.
وبحسب الخبراء، فإن فشل الاحتلال باستعادة الردع يظهر في ترقب وقوع هجمات من حزب الله قد تطال مدنا رئيسية داخل كيانه الغاصب، وفي ترقب قيام إيران بالرد على اغتيال إسماعيل هنية داخل أراضيها، كما يظهر باستمرار توقف قدرته على الشحن عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، الذي أصبح شبه متوقف عن العمل بسبب هجمات الحوثيين المستمرة.
وفي حديث للصحافة، أشار الخبير العسكري والمفتش السابق عن أسلحة الدمار الشامل في العراق سكوت رايدر، إلى فشل نظرية الردع الصهيونية لاعتبار أن «الردع لا يعمل إلا إذا اعتقد الأشخاص الذين تحاول ردعهم أنهم سيعانون من عواقب تفوق بكثير أي فائدة يعتقدون أنهم سيكسبونها».
وقال إن الولايات المتحدة فشلت أيضا في ذلك مع استمرار تعرض قواعدها في المنطقة لهجمات، كما فشل الاحتلال الصهيوني في ردع حركة حماس أو حزب الله أو حتى جماعة الحوثيين في اليمن عن شنّ هجمات ضدها، واعتبر رايدر أن عصر الردع التلقائي في الشرق الأوسط قد انتهى.
واعتبر مدير الأبحاث في مركز ديمقراطية الشرق الأوسط سيث بايندر، أن الاحتلال الصهيوني فشل باستعادة الردع، وأن سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني ليست ردعا.
وأضاف، «لكن من المهم أيضا التأكيد على أن الردع إستراتيجية فاشلة، وقد ثبت ذلك في 7 أكتوبر، ولا يمكن أن يتحقّق السلام والأمن الحقيقيان إلا من خلال دعم حقوق جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك حق الفلسطينيين بتقرير المصير».

اغتيال هنيـة لـن يؤثـر علـى حمـاس

 من ناحية ثانية، رأت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أنّ التأثير الطويل الأمد، لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على حركة حماس نفسها، وحربها ضد الكيان الصهيوني في غزة، «محدود جداً»، وذلك وفقاً لدبلوماسيين ومسؤولين أمنيين صهاينة سابقين.
وأشارت إلى أنّه منذ تأسيس حركة حماس في عام 1987، تمكّن نطاق أجهزة الاستخبارات الصهيونية، من تعقّب واغتيال العديد من قادة المقاومة الفلسطينية، في مواقع مختلفة في الشرق الأوسط.ووفقاً للصحيفة، فإنّه على الرغم من أنّ عمليات قتل القادة ذوي الخبرة، كانت في كثير من الأحيان سبباً في «إعاقة القدرات العملياتية لحماس»، ولكن في نهاية المطاف كان يتمّ استبدالهم دائماً، كما أنّ بعض محاولات القتل، كانت تأتي «بنتائج عكسية».وذكّرت بعملية اغتيال يحيى عياش، والتي تعتبر واحدة من عمليات الاغتيال المبكرة البارزة التي استهدفت شخصية بارزة في حركة حماس، مشيرةً إلى أنّها أثارت موجة من التفجيرات الانتقامية من جانب حركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل العشرات في الكيان الصهيوني في غضون 9 أيام فقط.
وأضافت «أن القوات الصهيونية اغتالت عددا من قياديي حماس مثل الشيخ أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي. لكن عمليات الاغتيال هذه، وإن كانت مؤلمة، فهي لم تُخرج حركة حماس عن مسارها، وساعدت في تقدّم جيل جديد، من بينهم هنية، الذي تولّى أدواراً بارزة على مدى العقدين التاليين».
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات سابق في جيش الاحتلال، قوله إنّ «الكيان قتل خلال الانتفاضة الثانية جميع قادة حماس الرئيسيين، ولكن بعد عامين فازت حماس بالانتخابات، وبعد 3 سنوات سيطرت على غزة».
وفي عام 2012، استشهد أحمد الجعبري، الذي كان قيادياً سياسياً وعسكرياً وأيديولوجياً في حركة حماس، ولكن بعد عقد من الزمان «نفذت حماس أعنف هجوم لها على الإطلاق ضد الكيان الغاصب».