نظمت مؤسسة المياه والتطهير للجزائر «سيال» أمس حملة تحسيسية بأهمية المحافظة على البيئة وحماية المناطق المائية بعدم رمي النفايات تحت شعار «حط يدك في يدي»، وذلك على مستوى شاطئ «الجميلة» «لامادراك» سابقا بعين البنيان، بمشاركة مجموعة من الشباب المتطوعين الذين قاموا بتوزيع مطويات على المصطافين، علما أن هذه المبادرة أضحت تقليدا تقوم بها الشركة كل صيف سنويا، حيث ستدوم العملية لغاية نهاية الشهر الجاري.
وفي هذا الصدد، أفاد عادل بابو رئيس دائرة الاتصال الخارجي بشركة «سيال»، أن هذه العملية عبارة عن أيام تحسيسية تقوم بها الشركة منذ بداية هذا الموسم الصيفي، على مستوى شواطئ الجزائر العاصمة وتيبازة، مضيفا في حديث لـ«الشعب» أن «سيال» كانت تقوم سنويا بعملية تنقية الشواطئ، وهذه السنة اختارت تنظيم حملة تحسيسية انطلقت منذ شهر جوان الفارط وهي متواصلة كل نهاية عطلة الأسبوع.
وحسبه فإنه على المواطن المشاركة في عملية تنقية الشاطئ لأنها مسؤولية الجميع، والمساهمة في عدم تلويثها، حيث شارك في هذه العملية مجموعة من شباب المؤسسة لتحسيس المواطن على مستوى الشواطئ بأهمية الحفاظ على هذه المناطق المائية، لأن الشواطئ ستكون لأطفالنا والأجيال القادمة.
وأضاف عادل بابو في رده عن سؤالنا أن مبادرتهم لاقت تجاوبا من طرف المصطافين، من خلال تشجيعهم، حيث طرحوا على متطوعي مؤسسة «سيال»، أسئلة يريدون من خلالها معرفة هدف القيام بهذه العملية، كما قدموا اقتراحات منها ضرورة إضافة أكياس النفايات على مستوى شاطئ «الجميلة» لمساعدة المواطن عدم تلويث محيطه، بحكم أنه يوجد كيس واحد.
وأكد محدثنا في هذا الإطار، أن المصطافين واعون بأهمية المحافظة على المناطق البحرية وأنه إذا قاموا برمي النفايات فهو ليس عن قصد، مشيرا إلى أن شباب «سيال» وزعوا مطويات ركزوا فيها على المدة التي تأخذها القاذورات للتحلل في الطبيعة، أو الماء مثل مادة اللبال الذي يبقى خمس سنوات للتحلل في الطبيعة، والولاعة التي تدوم قرنا للتحلل في الطبيعة، حسب ما أفاد به رئيس دائرة الاتصال الخارجي.
وأبرز في هذا السياق دائما، أن هذه المعلومات لم تكن لدى المصطافين من قبل، وبفضل هذه المطويات أصبحت لهم فكرة عن الآثار التي يخلفها التلوث الذي يقومون به على مستوى الشواطئ، وقال أيضا أنه بحصولهم على المعلومات سيجندون للمحافظة على هذه المناطق المائية، وقد أبدوا التزامهم بذلك.
وحسب عادل بابو فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه إيصال الرسالة للمواطن هو الشاب، ولهذا تجند 26 شابا من شركة «سيال» في إطار التطوع، وأنه على مستوى فروع المؤسسة بالجزائر العاصمة وتيبازة يقومون بنفس العملية.
من جهتها أفادت الآنسة نشيدة طامرت موظفة في مصلحة الزبائن بفرع «سيال» ببئر خادم، أنه لأول مرة تشارك مع زملائها في هذه الحملة التحسيسية، وحسبها الأمور تسير بشكل جيد وهناك تجاوب خاصة مع كبار السن، مضيفة أنها تتجول في الشاطئ وتقوم بتوزيع المطويات على المصطافين ورجال المطافئ الذين بدورهم شاركوا في العملية بتوزيع بعض المطويات، مبدية استعدادها للمشاركة كل صائفة في مثل هذه المبادرات.
وأوضحت كريمة ساحد رئيسة مصلحة التسيير، الأمن والجودة والمحافظة على البيئة، أن الهدف من هذا اليوم التوعوي على مستوى ميناء الجميلة والذي تشارك فيه للمرة الثانية هو تحسيس المصطاف والعائلات المتواجدة على مستوى الشاطئ بوجوب المحافظة على المحيط، مؤكدة على حسن استقبال بعض العائلات لهم والإصغاء لهم، حيث قدم بعضهم اقتراحات منها وضع أكياس كثيرة لرمي النفايات.
وفي هذا الشأن توجهت رئيسة مصلحة التسيير، الأمن والجودة والمحافظة على البيئة، برسالة إلى المواطنين بوضع اليد في يد الآخر لحماية المناطق المائية، قائلة: «نحن كمنسقين في «سيال» نأمل من هذه العائلات التي قمنا بتحسيسها أن تقوم هي الأخرى بتحسيس أطفالهم وعائلات أخرى، لتوسيع دائرة العملية»، وكزميلتها أبدت استعدادها للمشاركة كل صائفة، لا سيما وأن استراتيجية «سيال» هي من أجل المحافظة على البيئة.
على المواطن التحلي بثقافة نظافة الشواطئ
وبالموازاة مع ذلك تقربنا من بعض العائلات، حيث استحسنت سيدة مغتربة هذه العملية ووصفتها بالجيدة كونها تساهم في توعية المواطن بأهمية نظافة الشواطئ، لكن أضافت تقول على مستوى الهياكل لا توجد حاوية تسهل على المواطن رمي النفايات، وبحكم مولدها في الجزائر تفضل السباحة في شاطئ «جميلة»، وحسبها المواطن يفتقد لثقافة المحافظة على الطبيعة قائلة: «نحن ننظف بيتنا لكن نلوث كل ما هو خارج منزلنا».
وقالت أيضا أن توزيع المطويات شئ جميل، لكن لابد من التحلي بثقافة حماية البيئة، والنظافة متسائلة عن المجهود الذي تقوم به السلطات المحلية لرفع النفايات المنزلية الملقاة على الطريق بأطنان، وترى محدثتنا أن تربية المواطن يجب ان ترافقها وضع أعمدة فيها أكياس مخصصة لرمي النفايات، وهكذا يتعود المصطاف على إلقاء نفاياته بها، كما نبهت إلى النفايات التي تنبعث منها الروائح ويتركها الباعة المتجولون على مستوى الشواطئ، لكنها استطردت قائلة أنها لاحظت تحسنا ملحوظا خاصة في مجال الأمن.
وأعابت الطفلة «نور» ذات الثماني سنوات، على سلوكات بعض المصطافين الذين يلقون بنفاياتهم في الشاطئ، داعية إلى ضرورة المحافظة على المحيط بتنقيته من القاذورات، مع وضع أكياس على مستوى الشواطئ لجمعها.
وبالمقابل، أفاد عاشور عكوش وهو غطاسا من الدرجة 03 بنادي المرجان، أن كل مبادرة تستهدف المحافظة على البيئة هو أمر جيد، متمنيا أن تقوم بعض الشركات سواء كانت خاصة أو عمومية بنفس مبادرة «سيال»، لحماية البيئة، بعد أن لاحظ أن بعض المؤسسات الصناعية تتسبب في تلوث المحيط، قائلا: «لم لا تستخدم هذه الشركات مواد لا تلوث البيئة، وتمويل مثل هذه المبادرات؟».
وأضاف عاشور عكوش أنه بصفته غطاس فأصدقاءه يساهمون في حماية المناطق المائية، من خلال القيام بالغطس وبمشاركة كل الغطاسين بمختلف رتبهم لتنقية الشواطئ، كونهم يسبحون على مدار السنة في هذا المحيط المائي.
وقال أيضا أن بعض الصيادين يسترزقون من هذه المناطق، والبعض الآخر يقوم بتربية المائيات ويجدون صعوبات نتيجة بعض النفايات البلاستيكية، التي لا يراها الإنسان ويتغذى عليها السمك مما ينعكس على صحة المواطن الذي يقتني هذا المنتوج البحري ويؤدي عند تناوله إلى التسمم.
واعتبر الغطاس مبادرة شركة «سيال» بالجيدة سواء في الماء أو خارجه قائلا: «نحن كلنا مشاركون في التلوث، المصطاف يرمي أكياس تلوث البيئة ولا يرميها في الحاوية، رسالتي هي المحافظة على المحيط البحري الذي هو ملك الجميع، من خلال سلوكات بسيطة وحضارية وهي رمي الأكياس في الأكياس المخصصة لجمع النفايات، وتنقية الشواطئ».