الجنوب الكبير.. المكان الأنسب لتوسيع الزراعات الاستراتيجية
ثمّن خبير الفلاحة والموارد المائية ورئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي كريم حسن، التقدم المحرز في تجسيد البرنامج الوطني لتعزيز قدرات تخزين الحبوب، الذي من شأنه ضمان الاستغلال الأمثل لقدرات إنتاج الحبوب والبقوليات الجافة وتخزينها في أقرب الآجال، وكذا ضمان السيادة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
أكد خبير الفلاحة والموارد المائية في تصريح لـ «الشعب»، أن قرار توسيع المراكز الجوارية لتخزين الحبوب قرار جد صائب، يأتي في إطار السياسة الرشيدة التي تنتهجها السلطات العمومية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي عمل على رفع التجميد عن مشاريع عدة، أهمها مخازن الحبوب وانطلاق عدة مشاريع لتجسيد السيادة الغذائية في مجال الحبوب ورفع التحدي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وبالإضافة الى إطلاق برنامج وطني لتوسيع قدرات تخزين الحبوب، خاصة في الولايات ذات الإنتاج الواسع، للرفع من الاحتياطي الوطني لهذه المادة الاستراتيجية، تسير الحكومة، بحسب ما أكد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي، في التوجه الصحيح نحو الجنوب الكبير، الذي يعول عليه لتحقيق الأمن الغذائي.
أضاف المتحدث، أن الصحراء الواسعة هي المكان الأنسب لتوسيع الزراعات الاستراتيجية والمحاصيل الكبرى إلى جانب المناطق السهبية، وهذا لتوفرها على المياه الجوفية المتجددة، ما يستوجب التوجه الى هذا المسار، لأن الحبوب تتزايد أسعارها على المستوى العالمي ويجب أن تكون بلادنا في مناعة من هذا الارتفاع وتنوع إنتاجها من البقوليات والحبوب الزيتية وجميع الحبوب الاستراتيجية.
وصرح أيضا، المشاريع الاستثمارية موجودة وتحتاج إلى مرافقة ومتابعة دائمة، مع ضرورة التوجه نحو اعتماد التكنولوجية الحديثة والتقنيات المتطورة في مختلف الزراعات، بهدف تقديم منتج أوفر وأحسن وباستعمال أقل الوسائل والمواد الأولية، كما تسمح هذه التقنيات بربح الوقت وتقديم منتج جيد يقاوم الحر الشديد الذي تمتاز به المنطقة.
اعتبر المختص في الأمن الغذائي، أن بناء مراكز تخزين جوارية بمختلف المناطق، يأتي في إطار التقرب من الفلاحين وتفادي عناء التنقل، وتشكيل طوابير أمام الصوامع، وكذا حماية للمنتوج من التلف، وهي العملية التي أطلقتها الحكومة في جويلية الماضي، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية إلى تطوير قطاع الفلاحة، وتعزيز قدرات تخزين الحبوب لتصل إلى ما يقارب 9 ملايين طن قبل نهاية سنة 2025.
وأعطيت إشارة في هذا السياق -يقول المتحدث- للانطلاق في إنجاز 36 صومعة تخزين للحبوب بطاقة استيعاب 250 ألف قنطار لكل وحدة تخزين، إلى جانب 350 مركز جواري لتخزين الحبوب على المستوى الوطني بسعة تتراوح بين 50 ألفا و70 ألف قنطار، مبرزا أهمية اعتماد نظام رقمي جديد لمتابعة حركة مخازن الحبوب للسماح بتوفير معلومات دقيقة وآنية وربطها بالسكة الحديدية.
شدّد الخبير على ضرورة اعتماد طرق تخزين صحيحة لتفادي الأخطاء السابقة، خاصة من ناحية تعفن الحبوب التي تكبد خزينة الدولة خسائر فادحة. أما من حيث التسيير، فهذه المخازن يجب تسييرها من طرف مهندسين مختصين في المجال الفلاحي لضمان نجاعتها وعدم تلفها، مع إقحام المنظمات العلمية الفلاحية في المجال والمراقبة والمرافقة العلمية من طرف المختصين لضمان نجاعتها.
ولتحقيق الأمن الغذائي، أكد الخبير الفلاحي في الختام على ضرورة العمل لتكون قدرات التخزين الاستراتيجية تفوق سنة كاملة في جميع أنواع الحبوب من القمح اللين، البقوليات والذرة الصفراء والبذور الزيتية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان السيادة الغذائية الحقيقية.