لعقاب: حرص الرئيـس على التنظيـم الذاتــي للصحفيين بدأ يتجسد
وقعت مؤسسات إعلامية وطنية، أمس، على ميثاق لأخلاقيات الممارسة الإعلامية أثناء الانتخابات، اقترحته المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، في مبادرة أثنى عليها وزير الاتصال د.محمد لعقاب، الذي دعا إلى الالتزام بالمهنية في تغطية الرئاسيات المقبلة، حاثا في الوقت ذاته على الالتفات لما يحيط بالبلاد من تطورات تحمل تداعيات خطيرة.
مراسم توقيع الميثاق الأخلاقي الخاص بالانتخابات، تمت خلال ندوة، أقامتها منظمة الصحفيين الجزائريين، بمقر وزارة الاتصال، حملت عنوان: «الممارسة الإعلامية خلال الانتخابات.. الالتزامات الأخلاقية والضوابط القانونية».
وخلال المناسبة، أشاد وزير الاتصال، د.محمد لعقاب، بمبادرة المنظمة التي «وهي نقابة حديثة النشأة، تساهم إلى جانب تنظيمات مهنية أخرى، في تنظيم القطاع وتأطيره وخلق فضاء للصحفيين للنقاش والأفكار».
وأشار الوزير، إلى أن حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على التنظيم الذاتي للصحفيين، بدأ يتجسد. مؤكدا في السياق، أن أبواب دائرته الوزارية مفتوحة لمرافقة كافة التنظيمات المهنية للصحفيين الجزائريين.
وبعد تأكيده على أهمية تحلي وسائل الإعلام الوطنية بموجبات أخلاقيات المهنية أثناء الحملة الانتخابية، شدد لعقاب على عدم إغفال التطورات الحاصلة في المحيط الإقليمي للجزائر، وما تحمله من تداعيات خطيرة على الأمن والسلم في المنطقة.
وأشار الوزير تحديدا، إلى الأحداث الأخيرة في مالي، والتي شهدت اندلاع مواجهات مسلحة شمال البلاد، نهاية الأسبوع الماضي، بين حركات الشمال والجيش المالي المدعوم بمرتزقة أجانب.
هذه المعارك العنيفة، أكدت صحة مواقف الجزائر وتحذيراتها من دخول الجارة الجنوبية في حرب أهلية جديدة، بعد التنصل من اتفاق السلم والمصالحة واختيار طريق الحسم العسكري الذي أثبت فشله في عدة مناسبات.
ولفت وزير الاتصال، أيضا إلى موقف الحكومة الفرنسية، من قضية الصحراء الغربية «والذي يعطي من لا يملك ما لا يملك»، وقال إنه ذات الموقف الذي اتخذته فرنسا الاستعمارية تجاه الجزائر، تحت شعار «الجزائر-فرنسية»، لكن وبعد 132 سنة، استعادت «بلادنا استقلالها وسيادتها كاملة».
وأضاف لعقاب، بأن المرحلة الراهنة، تشهد على «تضامن الجلاد مع الجلاد»، في إشارة إلى ما يحدث في غزة، من إبادة جماعية ترتكبها العصابات الصهيونية، وتحظى بدعم القوى الاستعمارية القديمة والجديدة. وختم الوزير قائلا: «علينا أن تظل أعيننا مفتوحة، وألا نغفل عما يحدث في محيطنا من تطورات خطيرة».
ميثاق أخلاقي
وفي موضوع الندوة، أكد وزير الاتصال أن مبادرة المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تستحق الدعم الكامل، مثلها مثل مبادرة المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين، التي سبق وأعدت ميثاق شرف لممارسة الإعلام الرياضي.
وقال، إن ما اقترحته المنظمة في الميثاق، مستمد من قوانين القطاع التي نصت على هذه الضوابط وكذلك قرار السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، الصادر في 17 جويلية الجاري، وحث على مراعاة 3 حقوق وهي: حق المواطن في المعرفة الكاملة والدقيقة حول العملية الانتخابية والمترشحين، حق المترشحين في التسويق الإعلامي لبرامجهم وحق الوطن في إبراز أهمية الانتخابات ودورها في ضمان الازدهار والاستقرار.
من جانبه، وخلال كلمته الافتتاحية، أكد رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين، سليمان عبدوش، على أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة، «كونها تمثل تحديا أساسيا للإعلام الوطني ومساهمته في تنوير وإعلام الجمهور حولها».
وقال عبدوش، إن إعداد ميثاق خاص بأخلاقيات العمل الإعلامي أثناء الانتخابات، يجعل من المؤسسات الإعلامية الوطنية منصة حرة للنقاش وتبادل الأفكار والإقناع بين المترشحين، مشيرا إلى أنه سيكون خطوة هامة للضبط الذاتي بالنسبة للصحفيين، خاصة أثناء الحملة الانتخابية.
وأوضح، أن الميثاق يتضمن 42 بندا و9 محاور، مستمد من الميثاق الذي وضعته السلطة الوطنية للانتخابات وقوانين القطاع، وتحث في مجملها على توخي الموضوعية والتوازن وتفادي كل ما شأنه أن يعد تجاوزا في التعامل مع المترشحين أو التمييز فيما بينهم.
الندوة، تخللتها محاضرة ألقاها الإعلامي أحمد إبراهيم، رئيس قسم التبادل والمحتوى بالمركز العربي لتبادل البرامج والأخبار التابع لاتحاد إذاعات الدول العربية، قدم عديد المعايير والمقاييس التي تلزم الصحافيين باعتمادها، قبل وأثناء الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع.
ومن أهم متطلبات العمل الإعلامي في التغطية الانتخابية، بحسب المحاضر، «الحيادية والتوازن في التغطية، رفض التمويل من أية جهة كانت خلال فترة التغطية، الابتعاد عن التوجه الحزبي أو الجهوي والحث على المشاركة الانتخابية». وشدد على امتلاك قاعات التحرير لصفات «الدقة، الموضوعية، الإنصاف، التوازن والشفافية والحياد»، مؤكدا أن ما ينطبق على التلفزيونات والإذاعات من معايير، ينطبق كذلك على الصحافة المكتوبة والإلكترونية.
واختتمت الندوة، بتوقيع عديدة المؤسسات الإعلامية من مختلف الفئات على ميثاق أخلاقيات المهنية أثناء الانتخابات.