طباعة هذه الصفحة

أحيت الحوار النقدي بمؤلف جديد..

اعبــش توقـــّع محاضـرات في نظريـات النقــد السياقي..

فاطمة الوحش

صدر مؤخرا عن «دار خيال للنشر والترجمة» كتاب جديد للدكتورة نبيلة اعبش تحت عنوان «محاضرات في نظريات النقد السياقي» اشتغلت فيه على نخبة من الأسئلة المتعلقة بالنقد وتفرعاته النظرية، بما يخدم القارئ المختص وغير المختص.

ترى الدكتورة نبيلة اعبش أن البحث في الدّراسات الأدبية والنّقدية، التي اتّخذت من التّاريخ والمجتمع والنّفس الإنسانية منظورا لها يحتاج إلى العمل بجدّ من أجل التعمّق في قضاياها واتّجاهاتها، وأيضا البحث في إشكاليّاتها، خاصّة إذا كان الموضوع مُرتبطا بقضايا مُهمّة كقضيّة علاقة الأدب والأديب بالبيئة والعصر، وعلاقة الإبداع بالتّاريخ الإنساني، وقضيتي الانعكاس والمحاكاة وقضية الجدليّة المادّية، وقضية الشّعور واللّاشعور وعلاقتهما بالإنتاج والخلق الأدبي، وقضية شخصية الأديب وأسرارها وغيرها من المواضيع ذات الصّلة بها.
وأشارت في تصريح لـ»الشعب» إلى أن «النّقد الاجتماعي مثلا، له من التّراكمات المعرفية ما يمتدّ إلى الدّراسات القديمة والحديثة والمعاصرة في آنٍ واحد، وقد تميّزت كلّ قضية أو مرحلة بأعلامها ومُؤسّسيها، وأيضا بالمبادئ النّقدية، والآليّات الإجرائية، والأسس النّظرية التي ارتبطت بها وأنشأتها».
ولهذا اختارت أنْ يكون كتابها البيداغوجي هذا مرتبطّا بهذا الموضوع بالذّات، حتّى يستفيد الطّلبة من مُختلف المنجزات النّقدية، ويتعرّف على جديد النّقد في العصر الحديث.
وقالت: «حاولت تقديم جهد بسيط، في سبيل تذليل وتبسيط كلّ ما يتعلّق بموضوع النّقد السّياقي ونظريّاته، وهو كما نعلم موضوع مهمّ ومُتشعّب، وفيه من الكلام الكثير، ومهما بلغنا من جهد فإنّنا لا نبلغ مسعى الإحاطة به من جميع جوانبه؛ إلّا من خلال العمل المتواصل والمستمر».
وأوضحت المؤلفة أنها، في هذا الكتاب البيداغوجي المعنون بـ(مُحاضرات في نظريّات النّقد السّياقي)، حاولت أنْ تعرض بعض المفاهيم والقواعد، والنّظريّات المتعلّقة بمقياس نظريّات النّقد السّياقي، وتمّ تقسيم هذه الدّراسة وموضوعاتها - حسب اعبش - وفق المفردات الرّسمية للوزارة الوصيّة؛ حيث كانت في أربعة عشر مُحاضرة كلّها تُحاول أن ترسم معالم النّقد بكلّ شروطه ومعاييره، التي اتّصف بها في العصر الحديث، خاصّة وأنّ العالم النّقدي الحديث، قد وضع الأسس العلمية والفلسفيّة للاتّجاه النّقدي، من أجل خدمة باقي العلوم، وتضافرها مع المناهج السّياقية، فكانت مُحاضرات هذا الكتاب البيداغوجي، مُقسّمة وِفق ترتيب استدعى فيه زوال كلّ منهج ظهور الآخر إلى غاية الصّورة المكتملة مع النّقد البنيوي التّكويني، والدّراسات الأيديولوجيّة وتلاحم المناهج واندماجها مع بعضها البعض، تقول ذات المتحدثة..
وتضيف: «نُحاول من خلال هذا الكتاب، تقديم قراءة تحليليّة دقيقة، لبعض الآراء النّقدية العربية وغير العربيّة الحديثة والمعاصرة، التي تُعتبر مرجعيّات هامّة في النّقد الأدبي الحديث والمعاصر، يستفيد منها كلّ باحث وطالب علم، يهتمّ بالبحث عن مُستجدّات المشروع النّقدي الغربي والعربي ومقاصده، ومُنجزاته المختلفة، فالنّقد في الوقت الرّاهن، نزع إلى البحث عن أشياء جديدة في النّصوص الأدبيّة على اختلاف أجناسها وألوانها، فهو يتميّز بالتّصنيف والتّنويع في دراساته للأعمال الأدبية، وعليه فإنّ هناك أسماء نقديّة لامعة، تطلّب الوقوف عندها، رغبةً في استنطاق تجاربها النّقدية وقضاياها التّحليليّة، ومسائلتها ومُحاورتها وتفسيرها، واستخراج أهمّ الأفكار التي حوت عليها.»
للإشارة، الدكتورة نبيلة اعبش أستاذ محاضر (أ) بجامعة العربي بن مهيدي - أم البواقي تخصص: نقد حديث ومعاصر، متحصّلة على شهادة الماجستير عام 2010 في الأدب العربي، تخصّص شعرية عربية، بجامعة الحاج لخضر- باتنة، وشهادة دكتوراه العلوم في الأدب العربي، تخصّص: الشّعرية العربية، عام 2019 بجامعة الحاج لخضر- باتنة.
شاركت نبيلة اعبش في العديد من الندوات والملتقيات العلمية منها «تجلّيات القضيّة الفلسطينيّة في شعر علماء الإصلاح الجزائري الحديث» ضمن ملتقى دولي حول «القضيّة الفلسطينية في الأدب الجزائري الحديث والمعاصر»، المنعقد بجامعة الجيلالي بونعامة - خميس مليانة، «دلالة المدينة في الرواية الجزائريّة.. سوناتا لأشباح القدس» لواسيني الأعرج، ضمن الملتقى الوطني الافتراضي حول: «الأبعاد الفنّية والدّرامية لفضاء المدينة في الخطاب الروائي المعاصر»، المنعقد بجامعة حسيبة بن بوعلي - الشّلف، وأيضا «تسريد الهويّة الجزائريّة في الشّعر الشّعبي الثّوري» ضمن الملتقى الوطني الافتراضي حول «سلطة النّص الشّعبي على الفكر الإنساني وأثره في الهويّة الثّقافيّة»، المنظّم من طرف أكاديميّة الوهراني للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافي/ ومخبر الموروث العلمي والثّقافي بجامعة تامنغست، «الهايكو في الشّعرية العربيّة.. بحث في المفهوم والأبعاد والجماليّة»، ضمن الملتقى الوطني الموسوم بـ»الأبعاد الفنّية والدّلاليّة لقصيدة الهايكو في الشّعر الجزائري المعاصر»، المنعقد بجامعة حسيبة بن بوعلي - الشلف، كما نشرت العديد من المقالات في المجلات العلمية مثل: مجلّة (مُقاربات - مجلّة العلوم والمعرفة)، التي نشرت فيها مقالا تحت عنوان «المجازات منهج اللّغة الشّعرية» بحث في شعريّة المجاز ووظائفه»، ومقال في مجلّة (إشكالات في اللّغة والأدب) بـعنوان «تجلّيات الشّعرية في رواية سلالم ترولار» لسمير قسيمي.