طباعة هذه الصفحة

يعتبر إسهاما في الكفاح ضد الكيان الصهيوني.. باحثون:

الـــزي التقليدي الفلسطيني.. هوية راسخـة ومقاومـة متواصلــة

أكد باحثون ومختصون في التراث في ندوة بعنوان «الزي التقليدي الفلسطيني.. مقاومة وصمود» نظمت في إطار برنامج الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري، أن الزي التقليدي والطرز الفلسطيني من أهم الوسائل «لإبراز الهوية الفلسطينية ومن أهم أدوات مقاومة الكيان الصهيوني».
وفي هذا الإطار، أوضحت الباحثة الفلسطينية، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالجزائر، نسرين مقداد، أن «الزي التقليدي والطرز الفلسطيني يعتبر من أبرز الشواهد التاريخية على الوجود الفلسطيني الممتدة جذوره على هذه الأرض منذ العهد الكنعاني»، كما يعتبر من أهم «وسائل المقاومة الثقافية لإبراز الهوية الفلسطينية وأداة لتأكيد استمرار الكفاح ضد الكيان الصهيوني، الذي يحاول طمس هذه العناصر الثقافية المحلية الفلسطينية الأصيلة وسرقتها والسطو عليها ونسبها إليه».
وأشارت ذات المتحدثة أن «فن التطريز الفلسطيني يعد أحد أهم الفنون الشعبية التراثية والمهارات اليدوية، التي صمدت أمام الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى محو آثار الوجود الحضاري الفلسطيني العريق»، مضيفة أن هذه المهارات «يتمّ توارثها عبر الأجيال باعتبارها رمزا من رموز الهوية الفلسطينية، وبالتالي من الضروري صون هذا الإرث التاريخي وحمايته من الاندثار».
من جهة أخرى ذكرت أن «الكوفية والوشاح الفلسطيني تحوّل إلى رمز وطني لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني»، مؤكدة  أن تاريخ اللباس التقليدي والطرز الفلسطيني «يرجع لأزيد من 4 آلاف سنة وبالذات للكنعانيين بفلسطين، حيث تشير نقوش أثرية في مقبرة مصرية قديمة على تفاصيل الثوب الكنعاني القديم، الذي يمثل مجموعة من الرجال والنساء من الكنعانيين يقدمون الهدايا للملك الفرعوني، ويلبسون أثوابا مطرزة بأشكال بديعة الصنع».
وأضافت أن «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أدرجت عام 2021 فن التطريز في فلسطين على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي، وهي بمثابة خطوة مهمة لحماية أحد أهم عناصر الهوية من محاولات السرقة من طرف الكيان الصهيوني».
وأعربت السيدة مقداد عن امتنانها للمرافقة والرعاية التي توليها الجزائر لتثمين والتعريف بالتراث الفلسطيني، خاصة في هذه اللحظة المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة.
من جهتها، ذكرت الباحثة في علم الآثار عائشة حنفي، أن اللباس التقليدي الفلسطيني «من أهم  الركائز الأساسية التي تشكل الهوية الفلسطينية وشاهد حي لمختلف التغيرات التي عرفتها فلسطين على مر التاريخ، وصولا للنكبة عام 1948 وما بعدها»، مبرزة أن «الثوب الفلسطيني يحمل رموز ودلالات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية وبمثابة وثيقة حية تحكي تاريخها وواقعها».
وذكرت أن «كل مدينة وقرية بفلسطين تتميز بألوانها ورموزها وتطريزها وأشكالها وموادها المستلهمة من الطبيعة والتراث، يتمّ من خلالها توثيق حياتها الاجتماعية وبيئتها ومعتقداتها وهويتها كما تحمل رسائل سياسية».
بدورها، تطرّقت محافظة المهرجان والباحثة فايزة رياش، في مداخلتها إلى تقاطع المقاومة الثقافية بين الجزائر خلال الفترة الاستعمارية وفلسطين في ظل الكيان الصهيوني، من خلال تمسك المرأة الجزائرية بخصوصيات اللباس التقليدي كالبرنوس والحايك وغيرها من الأزياء التقليدية، كما ساهمت من جهتها المرأة الفلسطينية في الحفاظ على تقاليد التطريز والثوب الفلسطيني ورسختها لدى الأجيال كفعل للمقاومة لتعزيز الانتماء والهوية الفلسطينية.
وأضافت المتحدثة أن «الزي التقليدي والطرز الفلسطيني يعتبران وسيلة فعّالة للمقاومة ورمزا للصمود في وجه الكيان الصهيوني، الذي يعمل على سرقة هذا الموروث الثقافي الفلسطيني وينسبه إليه».