نظمت أمس، جمعيات ثقافية وقفة ترحم على قبر الكاتب الراحل الطاهر وطار في مقبرة العاليا بالعاصمة،بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيله.
الوقفة نظمتها كل من جمعية الكلمة للثقافة والإعلام،جمعية نوافذ الثقافية والجاحظية، بحضور إعلاميين وعدد من الطلبة ورؤساء الجمعيات المنظمة للوقفة على غرار الدكتور محمد تين رئيس الجاحظية، رياض وطار ابن أخ المرحوم رئيس نوافذ، عبد العالي مزغيش رئيس جمعية الكلمة.المكلف بالإعلام بجامعة الجزائر 03 الدكتور لزهر ماروك وبعض أصدقاء الراحل، وألقى الجميع تحية سلام على روحه، كما وضعوا إكليلا من الورود على قبره، بعد قراءة الفاتحة وسط حضور إعلامي معتبر.
وفي اتصال هاتفي مع الشاعر الإعلامي”عبد العالي مزغيش “رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام “أوضح” في هذا الصدد “للشعب”: “ أن الجميع دعا إلى تنظيم هذه الوقفة سنويا عرفانا وتقديرا لمكانة الراحل على الساحة الجزائرية”.
وفي نفس السياق أعلن ابن أخ المرحوم الطاهر وطار الأستاذ “رياض وطار” رئيس جمعية نوافذ الثقافية، عن تنظيم جائزة وطنية سنوية في الرواية لفئة الشباب أقل من 35 سنة.
واستذكر الحاضرون حياة الكاتب والروائي الكبير الذي رحل في مثل هذا اليوم بعد أن ترك إرثا تتقاسمه الأجيال على مر السنين.صاحب الشهداء يعودون هذا الأسبوع رحل ولن يعود، مسيرة سبعين عاما قضاها صاحب الرمانة في النضال مكرسا حياته للأدب الجزائري.
يعتبر الروائي الطاهر وطار من الجيل الأول للأدباء والكتاب الجزائريين، ولد في 15 أغسطس سنة 1936 بدائرة سدراتة ولاية سوق أهراس ، تلقى نصيبا من التعليم الابتدائي والثانوي بمدرسة مداوروش التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم بمعهد ابن باديس بقسنطينة ثم بجامع الزيتونة بتونس، عمل الروائي في عدة مجالات منها الصحافة وكان له نصيب كبير في المجال السياسي إذ كان عضوا في جبهة التحرير الوطني، استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه، وظل يخفيه عن جبهة التحرير الوطني، رغم أنه يكتب في إطاره.أسس عدة جرائد داخل الوطن وخارجه وكان من أبرز الكتاب في وقته، كرّس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر.
ترك الطاهر وطار موروثا أدبيا زخما حيث صدر له أكثر من عمل روائي كان آخر أعماله روايته “ الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” إلى جانب رواياته الشهيرة: اللاز، الشمعة والدهاليز، الزلزال،الحوات والقصر،الطعنات...وغيرها كثير.
رحل الكاتب ليبقى حيا في ذاكرتنا،وشمعة تضيء درب المثقفين بأفكاره وأطروحاته،كيف لا وهو من كرّس همه الأساسي في الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم كما قال.