تمّ تصنيف محطة النقوش الصخرية الواقعة بجوار منطقة الزاوية التحتانية المعروفة أكثر باسم «الحجرة» بجنوب بلدية تاغيت (جنوب بشار)، ضمن سجل التراث الثقافي المادي الوطني، حسبما علم لدى مديرية الثقافة والفنون.
وقد صادقت اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، خلال دورتها غير العادية المنعقدة في التاسع والعاشر من الشهر الجاري على الملف التقني والتاريخي والإداري، من أجل التصنيف في سجل التراث الثقافي المادي الوطني لهذه المحطة للنقوش الصخرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الهامة ليس بالنسبة للجزائر فحسب، وإنما للإنسانية جمعاء، كما صرح لـ(وأج) منسق التراث الثقافي بمديرية القطاع عبد الحميد نوقال.
وتعتبر هذه المحطة التاريخية الممتدة على مساحة قوامها 181.247 متر مربع منها 200 متر مربع، يمثل محيطها المحمي الذي يقع على بعد 18 كلم جنوب عاصمة نفس البلدية، واحدة من أقدم مواقع النقوش الصخرية بالجنوب الغربي للوطن، وهي تتشكل من نقوش تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من العصر الحجري، وتتميز رسوماتها بالحفر الدقيق، حيث تبرز الصخور، وفضلا عن التماثيل البشرية عديد من أنواع الحيوانات التي كانت منتشرة بالمنطقة، على غرار الظباء والفيلة والنعام والغزلان والإبل والزرافات، استنادا إلى نفس المسؤول.
وسيسمح تصنيف هذه المحطة ضمن سجل التراث الثقافي المادي الوطني بالمحافظة وتوفير الحماية لتراث ثقافي ضخم بالبلاد، كما أشار من جانبه مدير الثقافة والفنون لحسن تركي.
وأضاف: ‘’أن هذا التصنيف سيمكن من تجسيد مخطط الحماية لهذا الموقع الذي تمّ استكمال الملفات الإدارية والدراسات التقنية الخاصة به من طرف مديرية القطاع، وصادقت عليها السلطات المحلية للولاية والمجلس الشعبي الولائي، إضافة إلى المجتمع المدني بتاغيت مطلع شهر جوان من سنة 2016’’.
وسبق وأن أنجزت عديد العمليات الرامية إلى حماية هذا الموقع من التدهور، وهي عبارة عن طريق مجهز عبر مسار يصل طوله إلى 20 كيلومترا وشبكة إنارة عمومية، تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الشروع في أشغال إنشاء سور مسيج على مسافة عدة كيلومترات للموقع الذي يتواجد به مركز للحراسة، مثلما جرى شرحه.
كما يشتمل نفس مخطط حماية هذا الموقع على إنجاز مركز للإعلام حول النقوش الصخرية، بالإضافة إلى متحف خاص بذات النقوش، وتضمّ ولاية بشار عديد المواقع الأخرى المماثلة المنتشرة بالجهة الجنوبية و الشمالية لإقليمها وذلك على مساحة إجمالية تبلغ 500 هكتار، وفق ما تمّ توضيحه.