طباعة هذه الصفحة

المختصة في الفنون المعاصرة.. أنوال طامر لـ ”الشعب”:

تـشجـيع المـقاولاتـية الــثـقـافـيـة.. جـهـود مـنـيرة

حبيبة غريب

قالت الأستاذة طامر في تعريفها لمفهوم المقاولاتية الثقافية إنه يهم مجالات الثقافة مثل الطباعة والنشر، الموسيقى، السينما والسمعي البصري، الحرف اليدوية وغيرها من مجالات الإبداع الفني والثقافي”، مؤكدة أنه “سيكون لمجال الصناعة الابداعية حيزا مهما في مشروع المقاولاتية الثقافية في الجزائر، ببروز عوامل أخرى مثل التصميم وتقنيات الإعلام الجديدة والعالم الرقمي..

يشكّل مفهوم “المقاولاتية الثقافية” من منظور الأستاذة طامر انوال أستاذة التعليم العالي تخصص فنون معاصرة بجامعة وهران 1 “جسرا جامعا ما بين فكرتين، تتعلق الأولى بالمقاولاتية والمقاول، وهي التي عرفت بكونها إنشاء مشروع وتسويق للمنتجات الجديدة لإشباع حاجة في السوق، تقدم من طرف مسير للمشروع أو مبتكرة”، وتتمثل الفكرة الثانية - تقول الأستاذة طامر - “في الثقافة، وهي ذاك الكل المركب من الفنون الإبداعية والممارسات المرتبطة بتصور الإنسان نحو الحياة والمحيط”.
تضيف طامر  في تصريح لـ«الشعب” “إن الشقين مهمان ويحركان مجتمعنا المعاصر، الشق الاقتصادي والشق الثقافي، والجمع بينهما يصنع ديناميكية في التنمية المستدامة، من خلال تحويل الموارد الثقافية من قطاعات قد تبدو غير مربحة، إلى قطاعات تجارية اقتصادية مربحة، ما يخلق فرص العمل من جهة، ويسوق الثقافة المحلية إلى المستويات العالمية من جهة أخرى”.
وتشيد الاستاذة طامر بأهمية تشجيع فكرة المقاول المستقل والمنتج عوض الفرد الاتكالي الذي ينتظر فرصة عمل، تأتي بعدها غرس قيمة الإبداع والمبادرات في نفسية الفرد بداية من مراحل الدراسة الأولى ووصولا إلى الجامعة”، وأيضا “تثمين التجارب التي يخوضها الشباب من خلال تسهيل الإجراءات، وكسر بيروقراطية البنوك خلال عملية فتح المؤسسة المصغرة”.
وأكدت محدثتنا في السياق أن “الجزائر قطعت شوطا كبيرا في مدة وجيزة في هذا التوجه، ولكن يظل قطاع المقاولاتية الثقافية، مجالا خصبا وغير مستثمر فيه مقارنة بقطاعات أخرى، يحتاج لمزيد من العمل من أجل تحقيق الغاية منه”.
وأردفت قائلة إنه لابد من “تثمين المشاريع الصغيرة ودعمها للوصول إلى السوق العالمية وإلى شبكات التوزيع الدولية، وهو ما يمكن بلوغه مع وجود صناديق الاستثمار مثل صندوق التنمية للفن السينمائي وتقنياته وصناعته (FDATIC)، أو الصندوق الوطني لتطوير الفنون والأدب (FDAC)، وكذا الصندوق الخاص بترقية الصناعات التقليدية (FNFAAT)، وأشارت المتحدثة أيضا إلى “دخول  الجامعة الجزائرية الميدان من باب واسع، ولاسيما مع القرار الوزاري رقم 1275 المتعلق بهندسة تكوين المقاولاتية في الوسط الجامعي، بدءا بحاضنات الأعمال الجامعية كآلية لمرافقة وتكوين الطلبة لإنشاء المؤسسات الناشئة وفق القرار الوزاري السابق الذكر والمتضمن شهادة مؤسسة ناشئة - براءة اختراع وشهادة ماستر أكاديمية، بمعنى شهادة تجمع بين الأكاديمي و«ستارتاب”.
وقد كان لنا  - تضيف الاستاذة طامر - “فرصة الإشراف ومرافقة أوّل تجربة على مستوى كلية الآداب والفنون بجامعة وهران 1؛ أحمد بن بلة، في ميدان المقاولاتية الفنية، وهو مشروع الطالب “بعلة عبد الله” مستوى ماستر 2 الخاص بإنشاء أداة تعليمية للرسم وتقنياته للأطفال ولكل الفئات التي يتعذر عليها الالتحاق بمدارس فنية”، وكانت هذه الأداة عبارة عن منصة رقمية في عالم السوشيال ميديا “المنصة التعليمية التسويقية AJYAL ART، وتمكن الطالب من تجسيد الفكرة، بعد أشهر من التكوين المكثف في مجالات عديدة، أهمها التحكم في التسويق، دراسة الشق المالي واستراتيجية بناء التوقعات وفق السوق والطلب، طريقة انشاء وتشغيل منصة افتراضية مع فريق من الطلبة من نفس التخصص في محاولة لخلق مناصب شغل”، وتقدم هاته المنصة عديد الخدمات التعليمية للرسم، وأخرى خاصة بالفوتوشوب، ترميم الصور القديمة بورتريهات، بيع خامات الرسم، فتح معرض افتراضي لبيع والتعريف بالطاقات الفنية الجديدة.. وتدللت الصعاب بفضل إرادة الطالب”.
 كما أن احتفاء الجامعة بالطالب المقاول كان - بحسب طامر - مميزا منذ أيام التكوين المجانية إلى آخر يوم في مناقشة عمله وانجازه من خلال لجنة متعددة التخصصات، سهرت على إثراء وتقييم المشروع من جميع النواحي، ليتوّج في الأخير بشهادتين: شهادة ماستر 2 وشهادة ستارتاب”، مشيرة إلى أن المنصة متاحة على موقع اليوتيوب”.