طباعة هذه الصفحة

نجاحها مرتبط بآلية استشرافية والتكوين

إدراج الانجليزية في الابتدائي خطوة لتحسين التعليم

خالدة بن تركي

 تعلّم أكثر من لغة يعزّز القدرة على الاستيعاب

قال الفاعلون في قطاع التربية، أنّ الإعلان الرسمي على إدراج اللغة الانجليزية كلغة أجنبية ثانية إلى جانب الفرنسية في الطور الابتدائي، يأتي بعد انتهاء لجنة إعداد وتطوير المقررات الدراسية من مناهج اللغة الانجليزية، مؤكدين أنّ الشروع في العملية مرتبط بمدى جاهزية المنهاج وتوفير العامل البشري « فتح المناصب «.

أكدت نقابات التربية في تصريح لــ»الشعب «،أنّ المشروع يندرج في إطار تحسين نوعية التعليم بالطور الابتدائي، لكنّ نجاحه مرهون بتوفير جملة من الشروط، أهمها التنظيم المحكم، خاصة وأنّ وزير التربية أبرز - تقول النقابات- أهمية اللغات الأجنبية في المرحلة التعليمية الأولى بقوله «تعليم الأطفال لغة أجنبية أو لغتين أجنبيتين في المرحلة التعليمية الأولى يعني تزويدهم بوسائل النجاح وتمكينهم من الاطلاع المباشر على المعرفة العالمية والتفتح على ثقافات أخرى».
 الخيار مطلب النقابات
 أفاد رئيس المنظمة الجزائرية لأساتذة التربية، بوجمعة شيهوب، في تصريح لــ»الشعب»، أنّ إدراج اللغة الانجليزية في المرحلة التعليمية الأولى مطلب النقابات، على اعتبار أنّها اللغة العالمية تحتل المراتب الأولى من حيث البحوث، وتستعمل في العديد من الدول الأجنبية خاصة فرنسا تعتمدها في البحوث الجامعية، حيث أكد أنّها مطلب الأسرة التربوية ويحتاجها التلميذ في مساره التعليمي.
وصرح أيضا، نجاح المشروع مرتبط بفتح المناصب من خريجي الجامعات الذين ينتظرون فرص التوظيف من أجل إنجاز المشروع الذي رافعوا لأجله لاعتبارات عديدة تتعلق باللغة التي تعتبر الأولى عالميا والأكثر حضورا في برامج التعليم والتكوين، مع ضرورة رفع الحجم الساعي لها، حتى يستفيد التلاميذ أكثر من هذه اللغة.
وأكد المتحدث، أنّها خيار علمي يجب الذهاب إليه، والتلميذ في هذه المرحلة التعليمية يمكنه استيعاب اللغة بشكل أفضل، إضافة إلى كونها فرصة للاستفادة من اللغة الانجليزية التي لها أثر إيجابي على باقي الأطوار التعليمية «متوسط وثانوي «وحتى في الجامعة أصبحت تستقطب فئة كبيرة من الطلبة سواء للدراسة، أو في أطروحات الدكتوراه.
خطوة نحو الانفتاح
 كما وصفت تنسيقية التعليم الابتدائي قرار إدراج اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي خطوة مهمة،  لإثراء التوجه نحو الانفتاح على لغات جديدة في للطور الابتدائي، كما أنّها اللغة الأكثر تداولا في التعاملات العالمية، بالإضافة إلى أنّ البحوث العلمية تنشر بالانجليزية، وبالتالي من مصلحة الطفل التعرف على هذه اللغة، حتى يواكب التطور الحضاري.
ودعا المتحدث باسم التنسيقية، بلال تلمساني، إلى إعداد محكم للمناهج المتعلقة بتدريس اللغة الانجليزية، حتى يتناغم مع المناهج الموجودة، ولا يحدث خلل وتداخل مع المواد الأخرى، إلا أنّ نجاحه مرتبط بضبط آلية استشرافية مع تكوين للأساتذة.
وثمّنت التنسيقية المقترحات التي تعمل على توجيه أهل الاختصاص للطور الابتدائي، فالطفل سينتقل للطور المتوسط أكثر استعداد، فقط علينا دراسة مدى استيعاب التلميذ لمختلف الدروس والمواد حتى يحافظ على طاقته، لأنّ درجة تركيزه تبقى ضعيفة ويميل للحركة واللعب، لكن يجب التصرف وفق ما هو متاح، مع عدم إهمال خصوصية هذه المرحلة التي تحتاج تطابق المقترحات والاستعدادات.
 تركيز على آليات تفعيل العملية
 من جهته، صرح أستاذ اللغة الفرنسية، عامر بوبكر، أنّ وزارة التربية تتجه نحو توسيع نطاق استخدام الانجليزية بإدراجها في الطور الإبتدائي، حيث يثمّن الكثيرون هذا المسعى ،ويؤكدون أن التركيز يجب أن ينصب على آليات تفعيل العملية في المؤسسات التربوية.
وأشار أخصائيون، أنّ تعلم الانجليزية أسهل بكثير من تعلم الفرنسية واعتمادها كلغة أجنبية أولى ضروري باعتبارها اللغة الأولى في العالم، ولتكون الانطلاقة الأولى من الطور الابتدائي، لأنّ اللغة الإنجليزية في الواقع لغة بسيطة وقواعدها سهلة تتقاطع مع اللغة العربية في عديد الأمور.
وأضاف، في ذات السياق « يفيد علم اللسانيات التطبيقية التعليمية، كون قواعد النحو والصرف بالنسبة لذات اللغة أسهل بكثير من قواعد اللغة الفرنسية وعديد اللغات»، كما وضع رائد اللسانيات الحديثة الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي- يضيف المتحدث-  نظرية النحو التوليدي التحويلي وأساسها هو «النحو العربي والعبري» وعندما طبقها على النحو الانجليزي لم يصادف أيّ مشكلة، نظرا للتشابه بينهما وبالتالي من يتقن اللغة العربية يتعلم بسهولة اللغة الانجليزية.
لذا، ثمّن أساتذة التعليم الابتدائي الخطوة بإدراج اللغة الحية ضمن مناهج وبرامج المنظومة التربوية في الإبتدائي، فقياس مدى حياة أو موت لغة ما يكون عن طريق استعمالها الواسع عبر دول العالم ومدى إنتاجها للعلوم والتكنولوجيا.
 لغة علم وتطور
 بدوره، قال الخبير التربوي، بن زهرير بلال في اتصال مع « الشعب «، إنّ الأسرة التربوية تنتظر قرار إدراج الانجليزية في الطور الابتدائي بناء على دراسة أُسندت للجنة الوطنية لإعداد البرامج، والتي درست كل ما له علاقة وطيدة بهذا المشروع المهم؛ من برامج وتكوين الأساتذة، التأهيل والتكوين  البيداغوجي، حيث قامت اللجنة بدراسة أيضا سبل إدراجها وآلية تنفيذها في الطور الابتدائي، حتى تضمن نجاحها.
وتهدف وزارة التربية من عملية الإدراج، إلى تعزيز اللغة الانجليزية ومكانتها كلغة علم وتطور في المنظومة التربوية بصفة خاصة وفي المنظومة التعليمية بمختلف أطوارها ومراحلها بصفة عامة، وليس تهميش لغة وتعزيز أخرى، وإنّما الهدف تعزيز المنظومة التعليمية وتحسين ترتيبها بين المنظومات الأخرى.
ويبقى هذا الخيار - يقول المتحدث- ، للتطبيق وليس للاختيار والاختبار، كون الجزائر تملك من المؤهلات المادية والمعنوية التي تجعل منها رائدة في هذا المجال، مشيرا أنّ الوزارة لها لجنة استشرافية مؤهلة علميا وبيداغوجيا لاتخاذ أيّ قرار وتطبيقه دون أن يحدث انعكاسات سلبية.