بعد فترة «هدنة» وجيزة بين النقابات العمالية والحكومة المغربية، عاد التصعيد من طرف الأولى مع تزايد الاحتقان في مختلف القطاعات الصناعية والخدماتية. فمن الفنيين العاملين في المطارات إلى الأساتذة الباحثين، وصولاً إلى العمال الذين فقدوا وظائفهم في مدينتي سبتة ومليلية.
أعلن تقنيو وإطفائيو المطارات المغربية والكوادر الإدارية، فيها أنّهم سيخوضون إضراباً مدته خمسة أيام قابلة للتمديد، ابتداء من يوم الأربعاء 15 جوان الجاري.
وحمّلوا الحكومة المسؤولية الكاملة لما ستشهده المطارات من اضطرابات في الملاحة الجوية واستغلال المطارات بسبب هذا الإضراب الذي يتزامن مع انطلاق عملية «مرحبا» والانتعاش الكبير في النقل الجوي.
وجدّدت المكاتب الموحّدة الممثلة لعمال مكتب المطارات المنضوية تحت لواء «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل» مطالبتها «بالزيادة في أجور هذه الفئات المهمشة داخل المؤسسة والمشكلة من الإطفائيين والتقنيين والكوادر الإدارية والمالية والمهندسين، على غرار الفئات الأخرى».
أساتذة التعليم العالي غاضبون
بدورهم، يعتزم أساتذة التعليم العالي في المغرب تنفيذ إضراب شامل عن العمل لمدة ثلاثة أيام متتالية، ابتداء من 7 جوان الجاري، احتجاجاً على «الجمود والتلكؤ بل والاستخفاف الذي يطبع تعامل الوزارة الوصية حيال تفعيل الاتفاقات التي تخص أساساً النظام الأساسي للأساتذة الباحثين»، مؤكدين في الوقت ذاته رفضهم المطلق للصيغة المتداولة لمشروع القانون المنظم للتعليم العالي والبحث العلمي.
وموازاة مع إعادة فتح المغرب وإسبانيا معابرهما الحدودية في سبتة ومليلية، تظاهر عشرات المواطنين بالقرب من المعبر الحدودي وسط مدينة الفنيدق، احتجاجاً على منعهم من دخول سبتة.
وسبق أن خاض العاملون احتجاجات، في العامين الماضيين، لمطالبة السلطات بإعادة فتح الحدود أمامهم وتمكينهم من الحصول على دعم في مواجهة البطالة.
وقد تم فتح المعابر الحدودية في سبتة ومليلية أمام العاملين بالمدينتين بعد توقف استمر عامين، في إطار استئناف العلاقات بين البلدين مؤخراً.
ووفق مصادر إعلامية، فإنّ القرار لا يشمل حالياً سوى عدد محدود من الذين حافظوا على وظائفهم، أيّ قرابة 230 عاملاً، معظمهم نساء عاملات بيوت في سبتة ومليلة.
وبلغ عدد هؤلاء العاملين أكثر من 8000 عامل عند إغلاق الحدود في مارس 2020، وفق نقابة العمال الحدوديين في المغرب.
وظل هؤلاء العمال محرومين من مصدر دخل، منذ إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد، ثم بسبب الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا ربيع العام التالي.
واستبشر هؤلاء خيراً بعد توصل الرباط ومدريد، مؤخراً، لاتفاق على إعادة فتح المعابر، غير أنّ جلّ العمال المغاربة، فقدوا وظائفهم ولم يعد في إمكانهم الرجوع إلى سبتة بناء على رخص العمل التي انتهت صلاحياتها.