طباعة هذه الصفحة

خرجوا للتّنديد بالغلاء والقمع والتّطبيع

السّلطات المغربية تستخدم العنف ضد محتجّين

 حاصرت، أمس الأول، القوات العمومية المغربية وقفة احتجاجية ضد الغلاء والقمع والتطبيع أمام مقر نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، دعت إلى تنظيمها الجبهة الاجتماعية المغربية.
وعبّر المحتجون عن غضبهم من غلاء المعيشة وتقييد الحريات والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ورفع المحتجون شعارات من قبيل «كرامة، حرية عدالة اجتماعية»، «هي كلمة وحدة هاذ الدولة فاسدة»، «التظاهر حق مشروع والمخزن مالو مخلوع»، «الجماهير شوفي مزيان حقوق الإنسان».
وقال عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الاحتجاج يأتي ضد غلاء المعيشة والتجاوزات الحقوقية التي تشهدها البلاد، لكن السلطات تدخلت بعنف ضد وقفة سلمية، مشيرا إلى تسجيل إصابات في صفوف بعض المتظاهرين، كما أكد أن الجبهة الاجتماعية ستواصل احتجاجاتها ضد الغلاء والقمع والتطبيع، رغم التضييق «المخزني».
وقرّرت سلطات الدار البيضاء منع تنظيم المسيرة الوطنية الاحتجاجية التي دعت إليها الجبهة الاجتماعية المغربية، احتجاجا على غلاء الأسعار والتضييق على الحريات، وكذا التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وأدانت الجبهة الاجتماعية المغربية بشدة قرار المنع الذي وصفته بالتعسفي واعتبرته، مؤشرا خطيرا يقتضي تكتل كافة الديمقراطيين لمواجهة تغول السلطة واستبدادها.واعتبرت أن قرار المنع التعسفي يؤكد إصرار الدولة على مقاربتها الأمنية ويكشف أن القمع والتضييق على الحقوق والحريات «اختيار ممنهج يستهدف كل الأصوات والتنظيمات التي اختارت النضال لمواجهة التوجهات والقرارات اللاشعبية واللاديمقراطية واختارت الانحياز والدفاع عن الحقوق والمكتسبات».
سلطة سياسية مستبدة
في السياق، أوضح الناشط الحقوقي والخبير الاقتصادي، فؤاد عبد المومني، أن النظام المغربي هو نظام مرن، وإلى جانب مرونته نجد أنه يتميز بطابع قار، «هو استحواذ الأقلية على الخيرات، وما يخدم هذا الاستحواذ هو استبداد السلطة السياسية على المجتمع».
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج حواري يبث أسبوعيا على منصة يوتيوب، وفيه أشار الأمين العام  السابق لجمعية ترانسبارنسي المغرب إلى أن الاستبداد تخلى عن بعض أسلحته، التي لم يعد ممكنا أن يقبلها العالم، مثل العقاب والإبادة الجماعية والاختطاف والاغتيالات، «لكن روح القمع والإرهاب مازالت مستمرة من أجل إسكات المعارضين ومنع النخب والتفكير بشكل مستقل»، يقول عبد المومني.
الفقر يزحف على المجتمع
 أوضح المتحدث، مستندا على معطيات رسمية، أن متوسط دخل الفردي للمغاربة وصل لـ 3500 درهم شهريا، ما يعني أن الخمس الأغنى في البلاد يصل متوسط دخلهم الشهري إلى 5600 درهم للفرد، بينما الخمس الأفقر لا يتعدى دخلهم 560 درهم، وهذا يعني أننا في مجتمع لا ينتج الخيرات، لأنه ما زالت الفرص المحدثة في سوق الشغل جد هزيلة.