طباعة هذه الصفحة

المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري ينعش يوميات سكان تيزي وزو

رقصـات ولوحات فنية في عـرس ثقـافي متناغـم

ضاوية تولايت

استمتع سكان ولاية تيز ي وزو ،على مدار 4 أيام من انطلاق المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته التاسعة، بالرقصات الشعبية التي نشطتها العديد من الفرق العربية و الإفريقية التي تمثل 26 بلدا، وهي النشاطات التي امتدت إلى غاية تقزيرت و ازفون وولاية بومرداس ، ما جعل السكان يعيشون عن قرب هذا الحدث الثقافي المميز الذي يصادف موسم الاصطياف .

العروض المختلفة انطلقت بفرقة عمون للفنون الشعبية من الأردن حيث انبهر الجمهور الذي كان كله شوقا للالتقاء من جديد بفرقة عمون التي لطالما زيّنت الحدث الثقافي بألوانها و حركاتها المميزة التي تلخص نوعا من السعادة و السرور من خلال عروضها الشيقة .
ورسمت فرقة موليا للرقص الشعبي من لبنان من جهتها لوحات فنية في غاية الجمال حيث اكتشف الجمهور من خلالها الموروث الثقافي الذي يزخر به هذا البلد العربي العريق الذي يجمع بين الأصالة و الإبداع .
من جهتها فرقة فورجه شو من مصر التي تشارك لأول مرة في المهرجان ،عبّرت عن الحضارة المصرية من خلال اللوحات الراقصة.
إلى جانب ذلك رسمت الفرقة القومية التونسية للفنون الشعبية خلال عرضها أمس الأول بدار الثقافة مولود معمري ، بلوحاتها الفنية الراقصة و العرض الراقص الكفاءة العالية في أداء لوحاتها الفنية و تصاميمها المعبرة .
إلى جانب الوحدة التآلفية التي تصل بين تناغم الألحان و انسجام الحركات وبين جمال الأزياء التقليدية الأصيلة قدمت الفرقة أروع اللوحات من التراث الشعبي الممزوج بإضافات جمالية أضفت على تلك اللوحات التعبيرية بعدا حضاريا.
و اعتمدت الفرقة في عروضها على هذه المعادلة التي تجمع بين الأصالة و المعاصرة ما مكّنها من إبهار الجمهور الذي توافد بكثرة على القاعة لتتبع هذا العرض الشيق عن قرب.
فرق أخرى من إفريقيا تشارك في هذه الدورة زيّنت بألوانها المهرجان على غرار مؤسسة رامدي من كوت ديفوار و تحت إيقاعات الزولو الإفريقية أضفت بلونها ميزة خاصة لهذا الحدث الثقافي.
 فرقة معهد الرقصات الطقوسية و الملكية “لابومي” التي تشارك لأول مرة ،قدمت من جهتها عرضا راقصا حمل عنون “رقصات أحلام الملك بهنزن” وهو عبارة عن مزج بين رقصات تتعلق بالموروث الثقافي للغناء و الرقص البيني .
بروكينافاسو ، السودان ، السينغال  و التشاد  قامت بدورها بإبلاغ رسالات المورث الثقافي و الفني المتنوع إلى سكان الولاية ،ناهيك عن تمجيد التنوع الثقافي للشعوب المحبة للسلام و التماسك الاجتماعي و الاستقرار اللازم للتنمية .
يختتم اليوم المهرجان في حدود الساعة الثالثة زوالا بتقديم جوائز للفرق المشاركة و شهادات العرفان لما قدموه على طوال هذا الحدث الثقافي ،على أن تختتم بعرض من فرقة تركيا التي تشارك لأول مرة ،فيما سينشط المطرب جمال علام و مجيد سولا حفل فني في حدود الساعة التاسعة و النصف ليلا .
البلديات الساحلية وولاية بومرداس وجهة الفرق
امتدت فعاليات المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري ،الذي احتضنت فعالياته عاصمة جرجرة إلى العديد من البلديات ،حيث عمد المنظمون إلى إخراجها نوعا ما عن المدينة  لتزور بعض المواقع السياحية في الولاية ، وهذا للسماح للفرق المشاركة باكتشاف المناظر الخلابة التي تزخر بها تيزي وزو كتقزيرت وازفون، مع تقديم عروض من الرقص الفلكلوري الشعبي ،وكل فرقة بتقاليدها وعاداتها المستقات من أعماق ثقافتها ، وهذا ما أثار إعجاب سكان هذه المناطق الذين وقفوا على مختلف الثقافات .
من جهتهم سكان ولاية بومرداس شاهدوا بعض العروض المقدمة من  طرف فرق من إفريقيا ومن الدول العربية والأجنبية ،على غرار فرقة بوركينافاسو تدعى كتون متى لتوساية وأخرى من  البنين لابومي  ،وكذا الفرق الوطنية على غرار ولاية وغرادية ، التي نالت إعجاب  الحضور ،حيث صفقوا طويلا لأعضاء فرقة كرابلة  بني مزاب الذين مرروا رسالة تربوية أخلاقية بالدرجة الأولى للجمهور ،من خلال رقصة فنية وتقديم لوحة جميلة ،تثبت تقاليد المنطقة وتؤكد أن الرقص ليس فضاء للترفيه فقط ، بل يتعدى ذلك، فهو فضاء للتربية والتكوين لمجتمع متحضر بالفن .
«أرض الشهيد» دوت
فنانون يكرمون غزة في حفلاتهم الغنائية الشعبية الساهرة
 
كرم ليلة أمس، الفنان معلم مجبار في حفل فني ساهر نظمه في اطار المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري سكان غزة بتقديم اغنية “أرض الشهيد” للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وهي الأغنية التي سجلت تفاعل كبير مع الجمهور، حيث قامت عضو من فرقة فلسطين المشاركة بمنح علم فلسطين لهذا الفنان الذي لم يخف غيضه الشديد من العدوان وكذا الجرائم التي يتعرض لها اطفال غزة من طرف العدوان الاسرائيلي الغاشم.
من جهته الفنان لونيس آيت منقلات اعتبر ان مايقع في قطاع غزة أمر غريب ومؤسف للغاية وسيؤدي إلى كارثة إنسانية، إن استمر الوضع على هذا الحال مشيرا إلى انه فنان يحمل رسالة الأمل والسلم، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك.
نفس التصريح أدلى به الابن جعفر الذي أضاف كلمة عن ما قاله الأب أن غزة ستصمد ونحن نريد السلم في كل بقاع العالم.
 أما الفنانة الشابة أمال زان التي اكتشفها الجمهور القبائلي في هذا المهرجان، فقد تأسفت لما يحدث في القطاع، مشيرة أن الأمر أصبح خطيرا وأن الحرب بدأت تأخذ أبعادا متباعدة، وبالتأكيد ستعود بالسلب على سكان القطاع، داعية الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والتحرك لإنقاذ غزة من الدمار.
ونددت فرقة فريكلان بالجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني والصمت العربي إزاء هذا الدمار، مطالبة من الجميع التحرك، لأن غزة تحترق. هذه تصريحات بعض الفنانين الذين تألقوا في سهرات فنية أحيوها في تيزي وزو، حيث مرروا رسائل بالجملة إلى حكام العرب أولا، والى المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ثانية، خاصة تلك التي تدافع عن حقوق الإنسان، كما أكدوا أنهم واقفون وقفة رجل واحدة مع القضية الفلسطينية، وقالوا  بالحرف الواحد “رغم غيابنا بأجسادنا لكننا حاضرون بقلوبنا يا أهل غزة”.