أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، عن شروعها في حملة تلقيح شاملة للأبقار استكمالا للتدابير الفورية المتخذة لتطويق مرض الحمى القلاعية. وشددت على ضرورة التزام المربين بالإجراءات التحفظية الهادفة للقضاء نهائيا على الوباء.
وكشف في المقابل عن تسجيل 964 إصابة بـ17 ولاية منذ ظهور الداء بولاية سطيف.
أكد فضيل فروخي، الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أمس، أن داء الحمى القلاعية «انتشر إلى غاية يوم الجمعة 08 أوت المنقضي، في 17 ولاية من شرق ووسط البلاد، شمل بالأساس سطيف، الجزائر، تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريج، قسنطينة، بجاية، المدية، خنشلة، باتنة، جيجل، البليدة، الشلف، الجلفة، سوق أهراس، بومرداس وعنابة».
وقال فروخي في ندوة صحفية، شهدت حضورا قياسيا لرجال الإعلام، إن الوزارة جندت 9000 بيطري عبر كامل التراب الوطني منذ اكتشاف الوباء، وسارعت إلى اتخاذ إجراءات احترازية وتحفظية كعدم نقل الحيوانات إلا باتجاه المذبح الأقرب وغلق أسواق الماشية وعدم إدخال حيوانات جديدة للمستثمرات، ونثر الجير وتسهيل المراقبة البيطرية.
وأوضح المتحدث، أن الجزائر استطاعت القضاء على المرض بشكل نهائي حين ظهوره سنة 1999، ونجحت المخططات التي تنتهجها سنويا بضمان التغطية الصحية للأبقار، حيث قامت بتلقيح 850 ألف رأس خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أتبعت بتلقيح 783 ألف أخرى بعد انتشار الفيروس بالأراضي التونسية شهر أفريل، كما عمدت إلى منع استيراد المواشي عبر الولايات الحدودية الشرقية.
وكشف فروخي، أن سبب بروز الحمى القلاعية من جديد، يعود إلى قيام مربين من سطيف بإدخال أبقار وعجول من تونس بطريقة غير شرعية، ولم يبلغوا عن المرض إلا بعد أسبوع. كما أكد أن انتشار المرض بباقي الولايات، يعود إلى عدم احترام الإجراءات المتخذة، كخلق أسواق موازية وعدم التقيّد بالتدابير الصحية اللازمة.
وطالب فضيل فروخي من جميع الموالين مساعدة الهيئات المختصة في مكافحة الداء والقضاء عليه، من خلال التحلي بالمسؤولية والحرص على المصلحة العامة، مطمئنا بالقول إن «لدينا جميع الإمكانات المادية والبشرية للتصدي للوباء، نحتاج فقط التزام الجميع بما اتّخذ من تدابير».
وهوّن فروخي من حجم الخسائر المسجلة منذ تسجيل الحالات الأولى ببلدية بئر العرش بولاية سطيف، حيث تم ذبح 944 رأس بـ192 بؤرة، هي نسبة قليلة جدا مقارنة بالثروة الحيوانية الوطنية من الأبقار والمقدرة بـ(2) مليوني رأس موزعة على مليون و200 ألف بؤرة.
وأعلن عن الشروع في حملة تلقيح عامة، ستبدأ الأسبوع المقبل، فور وصول شحنات اللقاح المطلوب، ما سيخفف من الفيروس ويحدّ من انتشاره. وأشار إلى نجاح الجزائر في ضمان المناعة الصحية للأبقار، كانت محل اعتراف المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. ولم يكن مرض الحمى القلاعية ليظهر مجددا، لولا التصرّف اللامسؤول لبعض الموالين.
وتكملة للإجراءات الوقائية، أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، تعليق عمليات استيراد الماشية من الخارج، موضحا «أن الأبقار القادمة من أوروبا لا تملك المناعة اللازمة من الوباء، لذلك ستعلق نشاطات الاستيراد إلى غاية إعادة الأمور إلى طبيعتها الأولى».
وتؤكد الوزارة الوصية، أن «كل مربي يبلّغ عن المرض فور اكتشافه ويتقرب من المصالح البيطرية، سيتم تعويضه بنسبة 80 من المائة من القيمة الحقيقية للبقرة الحلوب. أما فيما يتعلق بعجول التسمين، فتقرر تعويضهم عن الحيوانات التي يتم ذبحها من طرف البياطرة».
وأوضح فروخي، أنه رغم نقص ثقافة التأمين لدى الموالين، إلا أن الدولة ترى في مواصلة دعم القطاع الفلاحي ضرورة ملحة لاقتصاد البلاد، لذلك سيتم تعويض المتضررين المبلغين عن المرض، فيما سيمنع المتحفظون من الحصول على الدعم.
من جهته أكد كريم بوغالم، رئيس مصلحة البيطرة بوزارة الفلاحة، أنه لو طبقت الإجراءت المتخذة بصرامة من طرف الموالين، لتم التحكم في الفيروس ولما وصل إلى 18 ولاية. وأردف، أنه بفضل انتشار البياطرة بشكل محكم، تم التحكم في الوضع في غالبية المناطق. موضحا أن كل الحيوانات التي تعرضت للوباء لم تكن ملقحة.
وأكد بوغالم، أن لحوم الأبقار التي تعرضت للذبح بعد إصابتها بالعدوى صالحة للاستهلاك، ولا يتوقع ارتفاع أسعارها، بالنظر إلى قلة حالات الإصابة.